الصحيح في فضل الزيارةالرضوية

اشارة

سرشناسه : خداميان آراني، مهدي، 1353 -

عنوان و نام پديدآور : الصحيح في فضل الزيارةالرضوية/ مهدي خداميان الآراني؛ تنقيح امير سلماني رحيمي.

مشخصات نشر : مشهد، بنياد پژوهش هاي اسلامي، 1430 ق.= 1388.

مشخصات ظاهري : 199 ص.

شابك : 24000 ريال 978-964-971-325-0 :

وضعيت فهرست نويسي : فاپا

يادداشت : عربي.

يادداشت : كتابنامه: ص. [183]- 194؛ همچنين به صورت زيرنويس.

يادداشت : نمايه.

موضوع : علي بن موسي (ع)، امام هشتم، 153؟ - 203ق. -- آرامگاه -- زيارت

موضوع : علي بن موسي (ع)، امام هشتم، 153؟ - 203ق. -- آرامگاه -- زيارت -- احاديث

موضوع : زيارت -- آداب و رسوم

شناسه افزوده : سلماني رحيمي، امير، 1342 -

شناسه افزوده : بنياد پژوهش هاي اسلامي

رده بندي كنگره : BP264/2/خ4ص3 1388

رده بندي ديويي : 297/7672

شماره كتابشناسي ملي : 1853140

كلمة الناشر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ

الحمد للّه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّد البشرية أجمعين ؛ محمّد وآله الطيّبين الطاهرين .

وبعد : فقد وضع مجمع البحوث الإسلامية نصب عينه منذ تأسيسه العمل على نشر الكتب التي تحيا بها الشريعة الإسلامية الغرّاء ، آخذًا بعين الاعتبار نشر تعاليم أهل البيت عليهم السلام، الذين هم أمل الدين في ديمومة هذه الشريعة السمحاء ، والسلاح الفعّال لمواجهة الانحرافات التي قد تصيب الأُمّة الإسلامية على مدى العصور والعهود .

ومجمع البحوث الإسلامية إذ يعتزّ بما وفّق إليه وقدّمه من جهود في سبيل الإسلام والحقّ وإحياء مصادر الدين والمعارف الإسلامية ،

يقدّم لقرّائه الكرام اليوم هذا الكتاب: «الصحيح في فضل الزيارة الرضوية» لمؤلّفه سماحة الحجّة الأُستاذ الشيخ الفاضل مهدي خدّاميان الآراني؛ الكتاب الذي حاز على المقام الأوّل في مسابقة تأليف الكتاب الرضوي العالمية التي أُقيمت بمشاركة من مجمع البحوث الإسلامية التابعة للآستانة الرضويّة في مشهد، ومؤسّسة المرتضى الثقافية في بيروت ، حيث يتناول بالتحقيق الأحاديث التي وردت في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام ؛ رجالياً ، مكتفيًا بذكر اثني عشر حديثًا صحيحًا منها ، حيث يقوم بسرد الأخبار الصحيحة ، وبسط الكلام في بيان حال رواة الأحاديث، وتحقيق المصادر الأوّلية لها ؛ كلّ هذا والمؤلّف يسعى إلى إثبات أنّ هذه الأحاديث قد أُخذت من المصادر التي عليها المعوّل عند القدماء من أصحابنا ، مكتفيًا بخصوص الأحاديث التي كان لرواتها في كتب الرجال توثيق صريح . نعم انّ المؤلف ذكر حديثين مصححتين و ما ذلك لأهميتهما فى الموضوع و هما مصحّحة عبد العظيم الحسني و مصحّحة الهروي و قد ذكر الشواهد على قبول ذلك التصحيح.

وباختصار، هذا الكتاب الذي يقدّمه مجمع البحوث الإسلامية لقرّائه الكرام إنّما هو حركة جديدة يقوم بها من أجل الأخذ بيد القارئ العزيز نحو الثقافة الإسلامية الحقّة، باُسلوبها الأصيل المرتكز على الأسانيد التاريخية ، وفى ثوبها الجديد.

ولانبالغ إذا قلنا أنّ المؤلّف كان سبّاقًا في هذا المضمار ؛ إذ نكاد لا نعثر على من حاول تشذيب زيارات أهل البيت عليهم السلام بهذا الأُسلوب ، ممّا يعني فاتحة خير في هذا المضمار ، وأنّه فتح الباب على مصراعيه لأهل العلم والمعرفة لمن أراد أن يدلي بدلوه تحقيقًا للمزيد ممّا ينفع ويفيد .

سائلين المولى القدير أن يأخذ بيد كلّ من يريد الخير لهذا الدين ، وخدمة أهل البيت

عليهم السلام الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً . وراجين أن ينفع قرّاءنا الأعزّاء الذين لا نبخل عليهم بكلّ ما ينفع ويبقى .

مجمع البحوث الإسلامية

مشهد / 11 ذي القعدة 1430 ه

تصدير

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ

حُظي مرقد الإمام الرضا عليه السلام في خراسان بهالة من الإكبار والتقديس بما لم يحظ به مرقد من مراقد أولياء اللّه تعالى في كلّ مكان

، حيث يتهافت لزيارته ملايين المسلمين يتقرّبون بذلك إلى اللّه تعالى.

ولازال المسلمون يبرزون حبّهم لنبيّهم بزيارة هذه البقعة المباركة .

يقول محمّد بن المؤّل : خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خُزَيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا، وهم إذ ذاك متوافدون إلى زيارة قبر عليّ بن موسى الرضا عليه السلام بطوس، فرأيت من تعظيم ابن خُزَيمة لتلك البقعة وتواضعه لها، وتضرّعه عندها ما حيّرنا.1

كيف لا والقرآن يقول : «قُل لاَّ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى »2 . وليس بخافٍ عليك أنّ أفضل علامات إبراز المحبّة لأهل البيت عليهم السلام بعد وفاتهم هو زيارة قبورهم بعد السير على خطاهم .

ولقد خصّ اللّه تعالى قبر الإمام الرضا عليه السلام بفضائل عديدة ، فهو ملجأ المحتاجين وملاذ المنكوبين ، ولم تَعُد كراماته بخافية على أحدٍ أو محصورة بمن حصلت له ، حيث لا زال يفوح مسكها إلى هذا اليوم، يشهد لذلك القاصي والداني .

ولنعم ما شهد بذلك الشاعر :

من سرّه أن يرى قبرًا برؤته / يفرّج اللّه عمّن رآه كَربَه

فليأتِ ذا القبرَ إنّ اللّه أسكنه / سُلالةً من رسول اللّه مُنتَجَبه3

وفي ثواب زيارة هذا الإمام الهُمام وردت روايات كثيرة ، في بعضها أنّ فضل زيارته عليه السلام يعادل ألف ألف حجّة ، وأنّ من زاره كمن زار النبيّ صلى الله عليه و آله ، وأنّ لزائر قبره أجر سبعين شهيدًا ممّن استشهد بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

وعلى الرغم من صحّة هذه الروايات المبثوثة في بطون اُمّهات الكتب، ولكنّا لا زلنا نرى من يتساءل عن صحّة مضامينها .

وأنت خبير بأنّ حفظ تراث آل بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله، وتنسيق أحاديثهم بصورة علمية فنّية ممتعة رائعة، من أهمّ الضروريات

التي ينبغي لعلماء الحوزة العلمية أن يولوا لها الأهمّية البالغة ، حيثما يكونون مصداق المقولة : «نعم الخلف لنِعم السلف» .

فمن النعم التي أنعمها اللّه تبارك وتعالى عليَّ أن وفّقني لتحقيق الأحاديث التي وردت في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام، فعكفت على دراستها رجاليًا.

فهذا الصحيح في فضل الزيارة الرضوية الذي بين يديك يبيّن لك _ بدراسه فنّيه _ صحّة الأحاديث الواردة في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام، جعلته بمثابة البلسم الشافي لمرض الشكّ في ثواب هذه الزيارة .

قدّمت له مقدّمة بسيطة تناولت فيها البحث عن أصل مشروعية الزيارة في القرآن الكريم والسيرة النبويّة. ثمّ قمت بسرد الأخبار الصحيحة، وبسطت الكلام في بيان تراجم رواة الأحاديث، وحقّقت المصادر الأوّلية للأحاديث، وأثبتّ أنّ هذه الأحاديث إنّما اُخذت من المصادر التي كان عليها المُعوّل عند قدماء أصحابنا.

فذكرت في كتابي هذا خصوص الأحاديث التي كان لرواتها في كتب الرجال توثيق صريح، ومرادي من كتب الرجال هنا: رجال الكشّي، رجال النجاشي، رجال الطوسي، فهرست الطوسي، خلاصة الأقوال، رجال ابن داوود، فإذا لم يوثّق أحد رواة حديثٍ في هذه الكتب، لم أفرده بالذكر في هذا الكتاب.

الجدير بالذكر أنّ هذه الأحاديث العشرة التي سلّطت الضوء عليها، إنّما هي من الأحاديث الصحيحة الأعلائية .

وأعني بالأعلائية ؛ أنّ كلّ واحد من رواتها في كلّ طبقة، معلوم الإمامية والعدالة والضبط، فيعبّر عنه بالصحيح الأعلائي.4

وأعتقد أنّ وجود هذا العدد من الأحاديث الصحيحة الأعلائية بخصوص فضيلة زيارة الإمام الرضا عليه السلام مسألة مهمّة حيث إنّ فضائل الإمام الرضا عليه السلام كثيرة ، وهذه واحدة من فضائله .

نعم، فى موردين ذكرت حديثين مصحّحين؛ لأهمّيتهما فى الموضوع و هما: مصحّحة عبد العظيم الحسني و مصحّحه الهروي و ذكرت الشواهد

على قبول ذلك التصحيح.

وأخيرًا ، لاأدّعي الكمال ، والكمال للّه تعالى ، أو أنّي استوفيت كلّ ما أبتغيه من هذا المؤلَّف ، ولذا أستعين بك عزيزي القارئ ؛ لتتحفني بملاحظاتك القيّمة وانتقاداتك، أو ما تبديه قريحتك ممّا غفلتُ عنه .5

وأرى من الواجب عليَّ أن أتقدّم بجزيل الشكر والثناء إلى سماحة الأُستاذ العلاّمة فقيه أهل البيت عليهم السلام، السيّد أحمد المددي أدام اللّه بقاءه، _ مشجّعي في خوض هذا المضمار، والمتفضّل عليَّ بإرشاداته القيّمة _ الذي ما زال يعرب عن حبّه وشوقه لنشر هذه الأبحاث.

أتقدّم بوافر الشكر للسماحة الشيخ الفاضل حجّة الإسلام والمسلمين إلهيّ رئيس مجمع البحوث الإسلاميّة لتفضّله بنشر هذا الكتاب، ولايفوتني أن أتقدّم بالشكر الجزيل إلى الأخ النبيل محمد پور صباغ لمشاركته وجهوده فى تقويم نص الكتاب بأمانة ودقّة وكذلك للأخ الصديق الدكتور أمير سلماني رحيمي على إرشاداته الأدبيّة.

فأحمدك اللّهمّ على ما أنعمت عليَّ بتوفيقك لما قمت بهذا العمل الشريف المتواضع، راجيًا منك القبول يوم لا ينفع مال ولابنون، إلاّ من أتاك بقلبٍ سليم ياربّ.

سيدي ومولاي علي بن موسي الرضا ! هذه بضاعتي مضجاة أقدّمها بين يديك راجيًا منك القبول، لاأطلب سوى شفاعتك يوم القيامة، يوم يُنادى على الناس بإمامهم، فأنت إمامي و أنت مرتجاي.

مهدي خدّاميان الآراني

17 ربيع الأوّل، 1430 ه. قمّ المقدّسة

المقدّمة

اشارة

تعدّ زيارة قبر النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وقبور الأئمّة الطاهرين من أهل بيته عليهم السلام وشدّ الرحال إليها، من المستحبّات التي حثّ الشرع عليها ، وقرّرتها السيرة العملية للرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، وأكّدت عليها النصوص الشرعية عند سائر الفِرَق .

ولقد مارس الصحابة هذه الشعيرة في عهد النبيّ صلى الله عليه و آله ثمّ التابعون، وإلى يومنا هذا .

وليس كما يتصوّر البعض أنّ الزيارة هي علاقة بين الزائر وأكوام من الحجارة يختفي تحتها المحبّ ، وإنّما هي علاقة روحية بين الزائر وصاحب هذه الأكوام ، تسيغها حالة من الحبّ دفعت الزائر إلى القدوم للزيارة ، وهي ممارسة واعية تمارسها مجموعة للتعبير عن عمق ارتباطها بخطّ الأولياء، لتمتين حالة الولاء والحبّ للرموز القيادية والروحية لها .

كلّ ذلك إنّما هي بنيّة القربة إلى اللّه، ولذا ترى أنّها تمثّل حالة روحية تضفي على الزائر شيئًا من الروحانية والولاء العقائدي .

ومطالعة لنصوص الزيارات والأدعية يوجّه

القارئ من خلال التمعّن بمضامينها الروحية وكلماتها الدينية إلى أنّ الهدف من الزيارة ليس إلاّ السير على خطى هؤلاء الأولياء، وهو رضا اللّه تعالى، لاالتمسّك بكومة أحجار أو قضبان حديدية .

لذا نشير إشارة عابرة إلى أدلّة مشروعية الزيارة في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، وبيان فضيلتها . فها هنا فصول ثلاثة:

الفصل الأوّل: الزيارة في القرآن

وردت الزيارة في مضامين أكثر من آية في القرآن الكريم ، نشير إلى اثنتين منها:

الآية الاُولى: قوله تعالى في شأن أصحاب الكهف ونزاع القوم فيهم بعد أن أماتهم اللّه: «إِذْ يَتَنَ_زَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِم بُنْيَ_نًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ».6

الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون، فإنّه لمّا ظهر أمرهم غلب المؤنون بالبعث والنشور، وهو الراجح .

وعلى قول : إنّ الذي غلب هم أصحاب الملك، وقد صرّح بعض المفسّرين أنّ الملك الذي عثر عليهم كان مؤنًا.7

والمسجد إنّما يُعمَر ليأتيه الناس ، فيُستدلّ على أنّ مراقد أصحاب الكهف أضحت مزارًا ، وذلك بعد إقامة المسجد عليها حيث يُؤتى من قبل المؤمنين لذكر اللّه تعالى .

فهذا دليل قرآني على أهمّية احترام مراقد الأولياء وتعاهدها بالزيارة ، ناهيك عن اتّخاذها مسجدًا أو يُقام عندها مسجد .

الآيه الثانية: قوله تعالى: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ».8

نزلت هذه الآية في منافقين ارتضوا التحاكم إلى الطاغوت فرارًا من التحاكم إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وهؤلاء لم يندموا على فعلهم إلاّ بعد أن فضحهم رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوذكر أسماءهم ، فلوا أنّهم تابوا قبل ذلك وأظهروا الندم على ما فعلوه لاستغفر لهم النبيّ صلى الله عليه و آله ولتاب اللّه عليهم .

بيان ذلك: إنّ اثني عشر رجلاً من

المنافقين اجتمعوا على مكيدة رسول اللّه صلى الله عليه و آله، ثمّ دخلوا عليه لذلك الغرض، فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخبره به، فقال صلى الله عليه و آله:

إنّ قومًا دخلوا يريدون أمرًا لاينالونه، فليقوموا وليستغفروا اللّه حتّى أستغفر لهم. فلم يقوموا، فقال صلى الله عليه و آله: ألاتقومون؟، فلم يفعلوا.

فقال صلى الله عليه و آله: قم يا فلان، قم يا فلان!، حتّى عدّ اثني عشر رجلاً، فقاموا وقالوا: «كنّا عزمنا على ما قلت، ونحن نتوب إلى اللّه من ظلمنا أنفسنا، فاستغفر لنا». فقال صلى الله عليه و آله: الآن اخرجوا عنّي، أنا كنت في أوّل أمركم أطيب نفسًا بالشفاعة، وكان اللّه أسرع إلى الإجابة.9

فكان المسلمون عندما كان يذنبون، يأتون النبيّ صلى الله عليه و آله في حياته فيستغفرون ويطلبون منه الاستغفار والشفاعة لهم، ورأى المسلمون أنّ في هذا الفعل إجلال للنبيّ وتكريم له ، فاستحبّوا العمل به بعد وفاته صلى الله عليه و آله ، فيأتون قبره الشريف ويستغفرون عنده ويسألون الشفاعة ؛ إذ تكريم النبيّ وإجلاله واجب بعد موته كوجوبه في حياته .

وكان الصحابة يعملون بذلك إلى زمنٍ بعيد ، نذكر قصّة ردّ مالك بن أنس على أبي جعفر المنصور أحد خلفاء الدولة العبّاسية وهما عند قبر النبيّ صلى الله عليه و آله .

دخل أبو جعفر المنصور المدينة وأراد زيارة قبر النبيّ صلى الله عليه و آله، قال لمالك بن أنس: «أستقبلُ القبلة وأدعو، أم أستقبلُ رسول اللّه؟».

فقال مالك بن أنس: «ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى اللّه تعالى يوم القيامة؟! بل استقبله واستشفع به فيشفّعه اللّه تعالى».10

والحاصل، أنّ هذه الآية تدلّ على الحثّ على المجيء إلى النبيّ صلى الله عليه و آله وطلب الاستغفار منه ، في حياته وبعد مماته ؛ تعظيمًا له وتكريمًا لمقامه .

الفصل الثاني: الزيارة في السنّة النبويّة

اختلفت مراحل تشريع زيارة القبور في عهد الرسالة ، فمرّة كانت الإباحة كالشرائع السابقة ، كما أوضحنا بالإشارة إلى آية الكهف ، ومرّة

المنع من الزيارة لعلّة سنذكرها بذكر حديث نبويّ ، وأخيرًا العودة إلى الإباحة بشروط .

يلخّص ما ذكرنا قوله صلى الله عليه و آله : «كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها».11

يدّل حديث النبيّ صلى الله عليه و آله هذا على أنّ المسلمين كانوا يزورون القبور قبل أن ينهاهم عن زيارتها ، ثمّ أذن لهم بعد ذلك بالزيارة .

أمّا لِمَ نهى النبيّ صلى الله عليه و آله عن زيارة القبور، فهذا ما توضّحه رواية ابن عبّاس عن النبيّ صلى الله عليه و آله، حيث قال : «نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها ولاتقولوا هجرًا».12

والهجر _ بضمّ الهاء _ الكلام القبيح الذي ينبغي هجره لقبحه.

قال الراغب الإصفهاني: «الهجر، الكلام القبيح المهجور لقبحه، وفي الحديث: «ولاتقولوا هجرًا» ، وأهجر فلان؛ إذا أتى بهجرٍ من الكلام عن قصد، وهجر المريض، إذا أتى ذلك من غير قصد».13

وفي لسان العرب: «الهجر: القبيح من الكلام، والهذيان والهجر ؛ الاسم من الإهجار، وهو الإفحاش، وكذلك إذا أكثر الكلام فيما لاينبغي».14

كان الناس عند زيارة القبور يقولون ما لاينبغي من الكلام، فأباح النبيّ صلى الله عليه و آلهالزيارة، وحرّم الهجر من الكلام.

يؤد هذا الحديث النبويّ: «نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها ولاتقولوا ما يسخط الربّ»،15 حيث يفسّر الهجر بما يسخط الربّ.

وهناك أحاديث تبيّن أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يؤسّس لأدب الزيارة ، ممّا يعني مشروعيتها ووجودها في زمنه ، ففي حديث بُرَيدة أنّه كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يعلّمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم عنه صلى الله عليه و آله : «السلام عليكم أهل الديار من المؤنين والمسلمين، وإنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون، نسأل اللّه لنا ولكم العافية».16

كما أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يزور القبور، ويحثّ على زيارة قبور المؤمنين والشهداء والصالحين ، وهناك أحاديث كثيرة في ذلك، نذكر منها :

1 _ عن بُرَيدة الأسلمي، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «قد

كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فقد اُذن لمحمّد في زيارة قبر اُمّه، فزوروها؛ فإنّها تذكّر الآخرة».17

وصرّح الترمذي بأنّ هذا الحديث حسن صحيح.18

وهذا دليل صريح على جواز قصد قبر معيّن بالزيارة.

2 _ عن بُرَيدة، قال: «زار النبيّ صلى الله عليه و آله قبر اُمّه في ألف مقنع، فلم يُرَ باكيًا أكثر من يومئذٍ».19

وصرّح الحاكم النيسابوري بأنّ هذا الحديث صحيح على شرط البخاري ومسلم.

ومثله عن أبي هريرة: «زار النبيّ صلى الله عليه و آله قبر اُمّه، فبكى وأبكى من حوله».20

3 _ عن طلحة بن عبيد اللّه، قال: «خرجنا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله يريد قبور الشهداء، حتّى إذا أشرفنا على حرّة واقم21، قال: فدنونا منه فإذا قبور بمحنية، قلنا: يا رسول اللّه، قبور إخواننا هذه؟ قال: قبور أصحابنا، فلمّا جئنا قبور الشهداء، قال: هذه قبور إخواننا».22

في الحديث دلالة صريحة على أنّ الخروج بقصد زيارة قبور بعينها لمنزلةٍ اختصّت بها، وليس للتذكير بالآخرة فقط، وإلاّ لكانت الزيارة لأقرب المقابر في المدينة وافية بالغرض، أو لوقوف صلى الله عليه و آله عند القبور التي قال فيها : «قبور أصحابنا». والحديث كلّه يصرّح بأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان قاصدًا زيارة قبور الشهداء وراء حرّة واقم، وهي في طرف المدينة الشرقي.

4 _ في الحديث الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه كان يخرج مرارًا إلى البقيع لزيارة قبور المؤنين المدفونين هناك. فقد روي عن عائشة أنّها قالت: «كلّما كان ليلتها من رسول اللّه صلى الله عليه و آله يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قومٍ مؤنين، فإنّا وإيّاكم وما توعدون غدًا مؤجّلون».23

5 _ عن عبّاد بن أبي صالح: «إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يأتي قبور الشهداء باُحد على رأس كلّ حول، فيقول: السلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار».24

6 _ أخرج البيهقي والحاكم عن فاطمة الزهراء البتول عليهاالسلام

أنّها كانت في حياة أبيها رسول اللّه صلى الله عليه و آله تخرج في كلّ جمعة لزيارة قبر عمّها حمزة بن عبد المطّلب، فتصلّي وتبكي عنده.25

وقال الحاكم النيسابوري معقبًا على الحديث: «هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات».26

الفصل الثالث: زيارة قبر النبيّ والائمّة عليهم السلام

إنّ زيارة الأنبياء والأئمّة والصالحين تزيد وتعمّق أواصر الارتباط بهم ، وتؤجّج في النفوس حالة الاقتداء بهم ، وإحياء آثارهم الجليلة على الإنسانية وأعمالهم الصالحة ومكارم أخلاقهم .

وقد لاينهض أيّ عمل آخر بما تنهض به الزيارة من تقوية شعور الزائر بقربه من المزور، وما يوفّره ذلك من مقدّمات الاقتداء التامّ، وإحياء الذكر على الدوام.

كما وتعدّ ظاهرة الزيارة حالة حضارية تعكس مدى ولاء الاُمّة لقادتها بعد مماتها ، اُولئك الذين بذلوا مهجهم لأجل هذه الاُمّة ، وهي مَعلَمة حضارية مهمّة تعكس ثقافة الرعيّة مع قادتها .

ولقد وردت أحاديث كثيرة في فضل زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة الأطهار، والتي من أبرزها نيل شفاعتهم يوم القيامة.

نذكر هنا بعض الروايات التي وردت في فضل زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله:

1 _ عن عبد اللّه بن عمر، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من زار قبري وجبت له شفاعتي».27

_ عن عبد اللّه بن عمر، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من جاءني زائرًا لاتعمله حاجة إلاّ زيارتي، كان حقًّا عليَّ أن أكون له شفيعًا يوم القيامة».28

_ عن عبد اللّه بن عمر، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من زارني إلى المدينة كنت له شفيعًا وشهيدًا».29

وقوله صلى الله عليه و آله : «وجبت له شفاعتي» يعني أنّ الزائرين سيدخلون لزومًا فيمن تناله شفاعته صلى الله عليه و آله يوم القيامة .

وهذا المعنى يتضمّن بشرى بأنّ زائر قبر الرسول صلى الله عليه و آله إذا كان صادقًا في قصده، لن يموت إلاّ على الإسلام، ونعمت البشرى.

ويمكن أن يراد به الزائر لقبره صلى الله عليه و آله قربةً واحتسابًا، تناله شفاعة خاصّة، غير

تلك الشفاعة العامّة التي تنال عموم المسلمين، بسبب الزيارة وبفضلها.

4 _ عن أمير المؤنين عليه السلام، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من زارني بعد موتي، كان كمن هاجر إليَّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليَّ بالسلام، فإنّه يبلغني».30

_ عن حاطب، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من زارني بعد موتي، فكأنّما زارني في حياتي».31

_ عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من زارني بعد موتي، فكأنّما زارني وأنا حيّ، ومن زارني كنت له شهيدًا وشفيعًا يوم القيامة».32

_ عن رجلٍ من آل خطّاب، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من زارني متعمّدًا، كان في جواري يوم القيامة».33

_ عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من أتاني زائرًا وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة».34

وهناك روايات متواترة في فضل زيارة الأئمّة المعصومين عليهم السلام، لا يسعنا المقام لأن نتعرّض لها بالتفصيل، ولكن نذكر حديثين شريفين منها:

1 _ عن أبي عامر الساجي، قال: أتيت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهماالسلام فقلت له: «يا بن رسول اللّه، ما لمن زار قبر أمير المؤنين عليه السلام وعمّر تربته؟»، قال: يا أبا عامر، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه الحسين بن علي عليه السلام: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال له: «واللّه لتقتلنّ بأرض العراق وتُدفن بها»، فقلت: «يا رسول اللّه، ما لمن زار قبورنا وعمّرها وتعاهدها؟»، فقال لي: «يا أبا الحسن، إنّ اللّه جعل قبرك وقبر ولدك بقاعًا من بقاع الجنّة، وعرصة من عرصاتها، وأنّ اللّه جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده تحنّ إليكم، وتحتمل المذلّة والأذى فيكم، فيعمّرون قبوركم ويُكثرون زيارتها تقرّبًا منهم إلى اللّه، ومودّةً منهم لرسوله، اُولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي، والواردون حوضي،

وهم زوّاري غدًا في الجنّة».35

2 _ عن الحسن بن علي الوشّاء، عن الإمام الرضا عليه السلام: «إنّ لكلّ إمام عهدًا في عنق أوليائهم وشيعتهم، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء، زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبةً في زيارتهم وتصديقًا لما رغبوا فيه، كان أئمّتهم شفعاءهم يوم القيامة».36

وسوف نتعرّض في هذا الكتاب بشيء من التفصيل لبعض الروايات الواردة في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام، ونثبت صحّتها رجاليًا.

ثمّ إنّا إذا لاحظنا هذه الأحاديث الصحيحة نستنتج كمال الثواب والأجر في زيارة الإمام الرضا عليه السلام. ولابأس بالإشارة إلى ما ذُكر من الفضل والثواب في هذه الأحاديث قبل أن ندخل في صلب الموضوع:

1 _ إنّ زيارة الإمام الرضا عليه السلام أفضل من ألف ألف حجّة.

2 _ إنّ من زاره عليه السلام غفر اللّه ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

3 _ إنّ من زاره عليه السلام وجبت له الجنّة.

4 _ يكتب لزائر الإمام الرضا عليه السلام ثواب مئة ألف شهيد ومئة ألف صدّيق ومئة ألف مجاهد.

5 _ إنّ زائر الإمام الرضا عليه السلام يُحشر في زمرة الأئمّة المعصومين عليهم السلام.

6 _ إنّ زيارة الإمام الرضا عليه السلام أفضل من زيارة الإمام الحسين عليه السلام بكربلاء.

7 _ إنّ دعاء زائر قبر الإمام الرضا عليه السلام مستجاب.

9 _ إنّ زائر الإمام الرضا عليه السلام ينال شفاعة الأئمّة المعصومين عليهم السلام.

10 _ إنّ زائر الإمام الرضا عليه السلام يكون في الدرجات العُلى من الجنّة مع الأئمّة المعصومين عليهم السلام.

وهذا الكتاب الذي بين أيديكم هو بصدد إثبات صحّة هذه الأحاديث التي وردت فيها هذه المضامين العالية.

ولسوف نسلّط الضوء على خصوص الأحاديث الصحيحة ، ولذلك سنقتصر على ذكر اثني عشر حديثًا .

نعم، نذكر في مطاوي البحث _ بعد إثبات صحّة هذه الأحاديث _ جملة من الأحاديث التي تكون مضامينها قريبة

من الأحاديث الصحيحة.

وأخيرًا، فإنّي أرجو أن أكون قد استوفيت الموضوع حقّه، وأرويت غليل القارئ العزيز بما أثبتّ له من صحّة ما روي في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام ، وأن أكون قد أجبت على ما قد يطرحه البعض عن صحّة مضامين هذه الروايات .

كلّ ذلك طمعًا في نيل شفاعة صاحب هذا الكتاب ؛ سيّدي ومولاي المدفون بأرض طوس عليه أفضل التحية والسلام ، وأن يحسبني من زوّاره العارفين بحقّه، الراجين شفاعته يوم القيامة .

تحقيق الروايات الصحيحة في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام

اشارة

إنّ الروايات التي ذُكر فيها فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام تبلغ أكثر من خمسين رواية، ولقد عقد العلاّمة المجلسي بابًا في بحار الأنوار، استقصى فيه جميع ما ورد في فضل زيارته عليه السلام.37

ونذكر في هذا الكتاب الروايات الصحيحة منها خاصةً، وهي اثنتا عشرة:

1 و 2 _ صحيحتا أحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنطي .

3 _ صحيحة عبد الرحمن بن أبي نجران .

4 _ صحيحة ابن مهزيار الأولى.

5 _ صحيحة علي بن أسباط الكوفي .

6 _ صحيحة الحسن بن علي الوشّاء الكوفي .

7 _ مصحّحة السيّد عبد العظيم الحسني .

8 _ مصحّحه أبي الصَّلت الهَرَوي .

8 و 9 _ صحيحة أبي الصَّلت الهَرَوي .

10 _ صحيحة ابن مهزيار الثانية .

11 _ صحيحة داوود الجعفري .

12 _ صحيحة ياسر الخادم .

ثمّ إنّا تعرّضنا عند ذكر كلّ حديث لمرحلتين من البحث:

الخطوة الاُولى: البحث الرجالي: نتعرّض لبيان حال رواة الحديث وما قال الرجاليون في حقّهم، حتّى يتبيّن لك وثاقتهم وجلالة شأنهم.

الخطوة الثانية: البحث الفهرستي: ونتعرّض لبيان منهج قدمائنا في تقييم الميراث الحديثي، وشرحنا ما يتعلّق بتحقيق المصدر الأوّل للحديث.

إذا عرفت ذلك فلنبدأ _ بإذن اللّه تعالى _ بذكر الأحاديث بالتسلسل ، فنقول:

صحيحة البَزَنطي الاُولى

نذكر فى البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.

روى الشيخ الصدوق هذه الرواية في الأمالي وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام، تارةً عن والده، واُخرى عن طريق ابن الوليد ووالده، جميعًا عن سعد، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن البَزَنطي أنّه قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول:

ما زارني أحد من أوليائي عارفًا بحقّي، إلاّ تشفّعت فيه يوم القيامة.38

ذكرها الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين، والعلاّمة المجلسي في بحار الأنوار.39

ولتحقيق هذه

الصحيحة لابدّ من إجراء بحثين: رجالي وفهرستي.

فها هنا خطوتان:

الخطوة الاُولى: البحث الرجالي

وقع في هذا الإسناد ستّة رجال، نتعرّض لتوثيق كلّ واحد منهم رجاليًا:

1 . توثيق الشيخ الصدوق

ذكره النجاشي في رجاله ، قائلاً : «محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه القمّي : أبو جعفر ، نزيل الري ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، وكان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمئة، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السنّ ، وله كتب كثيرة ».40

وذكره الشيخ الطوسي في فهرسته ، قائلاً : «محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه القمّي : جليل القدر ، يُكنّى أبا جعفر ، كان جليلاً ، حافظًا للأحاديث ، بصيرًا بالرجال ، ناقدًا للأخبار ، لم يُرَ في القمّيّين مثله في حفظه وكثرة علمه ».41

وذكره في رجاله ، قائلاً : «محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي : يُكنّى أبا جعفر ، جليل القدر ، حفظة ، بصير بالفقه والأخبار والرجال ».42

وتعرّض العلاّمة في رجاله لترجمته، وكذا ابن داوود في رجاله .43

وذكره الخطيب البغدادي في تاريخه ، قائلاً : «محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه : أبو جعفر القمّي، نزل بغداد وحدّث بها عن أبيه ، وكان من شيوخ الشيعة ومشهوري الرافضة ، حدّثنا عنه محمّد بن طلحة النعالي44 ».45

وذكره الذهبي ، قائلاً : «ابن بابَوَيه : رأس الإماميّة ، أبو جعفر محمّد بن العلاّمة علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه القمّي ، صاحب التصانيف السائرة بين الرافضة ، يُضرب بحفظه المثل ، يُقال : له ثلاثمئة مصنّف ».46

. توثيق علي بن الحسين بن بابَوَيه

ذكره النجاشي قائلاً:

علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه القمّي: أبو

الحسن شيخ القمّيين في عصره ومتقدّمهم وفقيههم وثقتهم، كان قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله وسأله مسائل، ثمّ كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر ابن الأسود يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام، ويسأله فيها الولد، فكتب إليه: «قد دعونا اللّه لك بذلك، وستُرزق ولدين ذكرين خيّرين». فولد له أبو جعفر وأبو عبد اللّه من اُمّ ولد. وكان أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه يقول: سمعت أبا جعفر يقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر عليه السلام، ويفتخر بذلك . ومات عليّ بن الحسين سنة تسع وعشرين وثلاثمئة، وهي السنة التي تناثرت فيها النجوم. وقال جماعة من أصحابنا: سمعنا أصحابنا يقولون: كنّا عند أبي الحسن علي بن محمّد السُّمري؛ فقال: رحم اللّه علي بن الحسين بن بابَوَيه، فقيل له: هو حي، فقال: إنّه مات في يومنا هذا. فكتب اليوم، فجاء الخبر بأنّه مات فيه.47

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه رحمة اللّه عليه، كان فقيهًا جليلاً ثقة ».48

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام، قائلاً: «علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه القمّي: يُكنّى أبا الحسن، ثقة، له تصانيف ذكرناها في الفهرست، روى عنه التلّعُكبري، قال: سمعت منه في السنة التي تهافتت فيها الكواكب، دخل بغداد فيها، وذكر أنّ له منه إجازة بجميع ما يرويه».49

وذكره العلاّمة في خلاصة الأقوال، وابن داوود في رجاله.50

. توثيق ابن الوليد القمّي

ذكره النجاشي في رجاله ، قائلاً : «محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد : أبو جعفر ، شيخ القمّيين وفقيههم ومتقدّمهم ووجههم ، ويقال : إنّه نزيل قمّ وما كان أصله منها ،

ثقة ثقة ، عين ، مسكون إليه ».51

وذكره الشيخ في فهرسته ، قائلاً : «محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي : جليل القدر ، عارف بالرجال ، موثوق به ».52

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام ، قائلاً :

محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمّي : جليل القدر ، بصير بالفقه ، ثقة ، يروي عن الصفّار وسعد ، وروى عنه التلّعُكبَري ، وذكر أنّه لم يلقه ، لكن وردت عليه إجازته على يد صاحبه جعفر بن الحسين المؤمن بجميع رواياته ، أخبرَنا عنه أبو الحسين بن أبي جِيد بجميع رواياته .53

وذكره العلاّمة في خلاصة الأقوال، وابن داوود في رجاله .54

. توثيق سعد بن عبد اللّه الأشعري

ذكره النجاشي في رجاله ، قائلاً :

سعد بن عبد اللّه بن أبي خَلَف الأشعري القمّي : أبو القاسم ، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها ، كان سمع من حديث العامّة شيئًا كثيرًا ، وسافر في طلب الحديث ، لقي من وجوههم الحسن بن عرفة ومحمّد بن عبد الملك الدَّقِيقي وأبا حاتم الرازي وعبّاس الترقفي ، ولقي مولانا أبا محمّد عليه السلام ، ورأيت بعض أصحابنا يضعّفون لقاءه لأبي محمّد عليه السلام، ويقولون : هذه حكاية موضوعة عليه ، واللّه أعلم . وكان أبوه عبد اللّه بن أبي خلف قليل الحديث ، روى عن الحكم بن مسكين ، وروى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ... توفّي سعد سنة إحدى وثلاثمئة ، وقيل : سنة تسع وتسعين ومئتين .55

وذكره الشيخ في فهرسته ، قائلاً : «سعد بن عبد اللّه القمّي ، يُكنّى أبا القاسم ، جليل القدر ، واسع الأخبار ، كثير التصانيف ، ثقة ».56

وذكره في

رجاله تارةً في أصحاب العسكري عليه السلام ، قائلاً : «سعد بن عبد اللّه القمّي ، عاصره، ولم أعلم أنّه روى عنه ».57

واُخرى فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام ، قائلاً : «سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف القمّي : جليل القدر ، صاحب التصانيف ، ذكرناها في الفهرست ، روى عنه ابن الوليد وغيره ، روى ابن قُولَوَيه عن أبيه ، عنه ».58

وذكره ابن داوود في رجاله تارةً في القسم الأوّل المختصّ بالممدوحين ومن لم يضعّفهم الأصحاب ، قائلاً : «إنّه مات سنة ثلاثمئة ، وقيل : قبلها بسنة ، وقيل : بعدها بسنة في ولاية رستم ».

واُخرى في القسم الثاني المختصّ بالمجروحين والمجهولين .59

وقال السيّد التفرشي صاحب نقد الرجال : «وذكره ابن داوود في البابين ، وذِكرُهُ فى باب الضعفاء عجيب ؛ لأنّه لا ارتيابَ في توثيقه ».60

ولم يخفِ المحقّق المامقاني تعجّبه من ابن داوود حيث عدّه في قسم الضعفاء فقال :

ومن أغرب الغرائب أنّ ابن داوود عدّه في القسم الثاني المعدّ للضعفاء الذين لا اعتمادَ عليهم ؛ لكونهم مجروحين ومجهولين ... يا سبحان ! ما دعاه إلى عدّ الرجل في الضعفاء مع أنّه لا خلافَ ولا ريبَ بين أثبات هذا الفنّ في توثيق الرجل وعدالته وجلالته وغزارة علمه ، وإن كان الحامل له على ذلك تضعيف بعض الأصحاب لقاءه بالإمام العسكري عليه السلام، كما حكاه النجاشي ، فهو أعجب ، ضرورة أنّ عدم لقائه الإمام العسكري عليه السلام وهما في بلدين متباعدين لا يقتضي جرحًا فيه ولا طعنًا .61

وقال السيّد الخوئي في المعجم :

إنّ ابن داوود ذكر سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف الأشعري القمّي في كلا القسمين ، وهذا ممّا لم

نعرف له وجهًا ؛ فإنّ سعد بن عبد اللّه ممّن لا كلامَ ولا إشكالَ في وثاقته ، ومن الغريب احتمال بعضهم أنّ ذلك لتضعيف بعض الأصحاب على ما ذكره النجاشي لقاءه الإمام العسكري عليه السلام ، ووجه الغرابة أنّ هذا لا يكون قدحًا في سعد ، وإنّما هو تكذيب لمن يدّعي أنّ سعدًا لقي أبا محمّد عليه السلام ، نعم لو ثبت جزمًا أنّ سعدًا ادّعى ذلك كان هذا تكذيبًا لسعد ، لكنّه لم يثبت .62

أمّا حديث لقاء سعد بن عبد اللّه مع الإمام العسكري عليه السلام ، فقد تعرّض له النجاشي قائلاً : «ورأيت بعض أصحابنا يضعّفون لقاءه لأبي محمّد عليه السلام، ويقولون : هذه الحكاية موضوعة عليه ، واللّه أعلم ».

وذكرنا أنّ الشيخ الطوسي عدّه في رجاله من أصحاب العسكري عليه السلام ، قائلاً :«عاصره ولم أعلم أنّه روى عنه عليه السلام ».63

ولو كان الخبر صحيحًا لم يقل مثل شيخ الطائفة في رجاله عند ترجمة سعد : «عاصر الإمام العسكري عليه السلام، ولم أعلم أنّه روى عنه» .

كما أنّ المستفاد من تعبير النجاشي «يضعّفون» ، أنّ القائلين بوضع الخبر جمعٌ لا نفر . نعم ، ذهب العلاّمة إلى صحّة لقاء سعد للإمام العسكري عليه السلام .64

ولا بأس بذكر بعض ما جاء في الخبر الذي ذُكر فيه لقاء سعد للإمام العسكري عليه السلام :

روى الصدوق عن محمّد بن علي بن محمّد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عيسى الوشّاء البغدادي ، قال : حدّثنا أحمد بن طاهر القمّي ، قال : حدّثنا محمّد بن بحر بن سهل الشيباني ، قال : حدّثنا أحمد بن مسرور ، عن سعد بن عبد اللّه القمّي، قال :

اتّخذت طومارًا وأثبتّ

فيه نيّفًا وأربعين مسألة من صعاب المسائل ، لم أجد لها مجيبًا ، على أن أسأل عنها خبير بلدي أحمد بن إسحاق صاحب مولانا أبي محمّد ، فارتحلت خلفه وقد كان خرج قاصدًا نحو مولانا بسرّ من رأى ، فلحقتُه في بعض المنازل . فوردنا سرّ من رأى ، فانتهينا إلى باب سيّدنا فاستأذنّا ، فخرج علينا بالإذن بالدخول عليه . فما شبّهتُ وجه مولانا أبي محمّد عليه السلام حين غشينا نور وجهه إلاّ ببدرٍ قد استوفي لياليه أربعًا بعد عشر ، وعلى فخذه الأيمن غلامٌ يناسب المشتري في الخلقة والمنظر .

وبين يدي مولانا رُمّانة ذهبيّة تلمع بدائع نقوشها وسط غرائب الفصوص المركّبة عليها ، وبيده قلم إذا أراد أن يَسطُر به على البياض شيئًا قبض الغلام على أصابعه ، فكان مولانا يدحرج الرمّانة بين يديه ويشغله بردّها كيلا يصدّه عن كتابة ما أراد . فسلّمنا عليه فألطف في الجواب ، وأومأ إلينا بالجلوس .

فلمّا انصرفنا بعد منصرفنا من حضرة مولانا من حلوان على ثلاثة فراسخ ، حُمّ أحمد بن إسحاق وثارت به علّة صعبة أيس من حياته فيها ، فلمّا وردنا حلوان ونزلنا في بعض الخانات، قال أحمد بن إسحاق : تفرّقوا عنّي هذه الليلة واتركوني وحدي . فانصرفنا عنه ورجع كلّ واحدٍ منّا إلى مرقده .

فلمّا حان أن ينكشف الليل عن الصبح أصابتني فكرة ، ففتحتُ عيني فإذا أنا بكافور الخادم ، خادم مولانا أبي محمّد عليه السلام وهو يقول : أحسن اللّه بالخير عزاكم ، وجبر بالمحبوب رزيّتكم ، قد فرغنا من غسل صاحبكم ومن تكفينه ، فقوموا لدفنه ، فإنّه من أكرمكم محلاًّ عند سيّدكم .65

ثمّ إنّ المحقّق التستري قال في ذيل هذه

الرواية: «ويوضح وضعه اشتماله على وفاة أحمد بن إسحاق بعد منصرفه من عند العسكري، وبعثه بطريق المعجزة كافور الخادم من سرّ من رأى إلى حلوان عند سعد لتجهيز أحمد ، مع أنّ بقاء أحمد بن إسحاق بعد الإمام العسكري عليه السلام مقطوع ».66

ثمّ إنّ الرواية ضعيفة الإسناد، وليس لنا طريق إلى توثيق رواة هذا الخبر ، ولقد قال السيّد الخوئي بعد حكمه بتضعيف هذا الخبر : «وإنّ هذه الرواية قد اشتملت على أمرين لايمكن تصديقهما : أحدهما صدّ الحجّة عليه السلام أباه من الكتابة ، والإمام عليه السلامكان يشغله بردّ الرمّانة الذهبية! إذ يقبح صدور ذلك من الصبي المميّز، فكيف ممّن هو عالم بالغيب وبجواب المسائل الصعبة؟ الثاني : حكايتها عن موت أحمد بن إسحاق في زمان الإمام العسكري عليه السلام ، مع أنّه عاش إلى ما بعد العسكري عليه السلام ».67

وعلى فرض صحّة الحديث وثبوت لقاء سعد مع الإمام العسكري عليه السلام، فليس في هذا الحديث ذكر لرواية سعد عن الإمام العسكري عليه السلام كما هو واضح فيه ، فلا يكون على كلّ حال ممّن روى عن العسكري عليه السلام ، وهذا المورد ليس من موارد النقض بعد تصريح الشيخ بعدم علمه بروايته عن الإمام عليه السلام .

5 . توثيق محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب

ذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:

محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب : أبو جعفر ، الزيّات ، الهمداني ، واسم أبي الخطّاب زيد ، جليل ، من أصحابنا ، عظيم القدر ، كثير الرواية ، ثقة ، عين ، حسن التصانيف ، مسكون إلى روايته... ومات محمّد بن الحسين سنة اثنتين وستّين ومئتين .68

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب : كوفيّ ، ثقة

، له كتاب اللؤلؤة ، وكتاب النوادر ، أخبرَنا بهما ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عنه ».69

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الجواد عليه السلام، قائلاً : «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب : كوفيّ ، ثقة».

واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام، قائلاً : «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الزيّات ، الكوفي : ثقة ، من أصحاب أبي جعفر الثاني عليه السلام».

وثالثةً في أصحاب العسكري عليه السلام، قائلاً : «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب : كوفيّ ، زيّات ».70

. توثيق أحمد بن محمّد البَزَنطي

عدّه الكشّي ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم، وروى أيضًا مدحه.71

وذكره البرقي في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام مرّتين ، تارةً فيمن أدرك الكاظم عليه السلام بعنوان : «أحمد بن محمّد بن أبي نصر»، وقال : «ولقبه البَزَنطي» ، واُخرى فيمن نشأ في عصر الرضا عليه السلام بنفس العنوان .72

وذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:

أحمد بن محمّد بن عمرو بن أبي نصر زيد ، مولى السكون ، أبو جعفر ، المعروف بالبَزَنطي ، كوفيّ ، لقي الرضا وأبا جعفر عليهماالسلام ، وكان عظيم المنزلة عندهما ، وله كتب ... ومات أحمد بن محمّد سنة إحدى وعشرين ومئتين بعد وفاة الحسن بن علي بن فضّال بثمانية أشهر ، ذكر محمّد بن عيسى بن عُبَيد أنّه سمع منه سنة عشرة ومئتين .73

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، زيد ، مولى السَّكُوني ، أبو جعفر ، وقيل : أبو علي ، المعروف بالبَزَنطي ، كوفيّ ، ثقة ، لقي الرضا عليه السلام، وكان عظيم المنزلة عنده، وروى عنه كتابًا ».74

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم

عليه السلام، قائلاً : «أحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنطي : مولى السَّكُوني، ثقة ، جليل القدر ».

واُخرى في أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً : «أحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنطي : ثقة ، مولى السَّكُوني، له كتاب الجامع ، روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ».

وثالثةً في أصحاب الجواد عليه السلام، قائلاً : «أحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنطي : من أصحاب الرضا عليه السلام ».75

فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي.

بيان ذلك: إذا كان كلّ واحد من رواة الحديث في كلّ مرتبة معلوم الإمامية والعدالة والضبط، يعبّر عنه بالصحيح الأعلى.76

الخطوة الثانية: البحث الفهرستي

اشارة

نعتقد أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ مضافًا إلى توثيق الراوي _ كان على المنهج الفهرستي، وأنّهم يعتمدون على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة التي تحمّلها المشايخ.

وقبل الدخول في البحث في هذه الجهة لا بدّ لنا من تمهيد مقال في المقام ، فنقول:

بيان منهج قدماء أصحابنا

إنّ الأئمّة المعصومين عليهم السلام أكّدوا على كتابة الحديث وأمروا أصحابهم بتدوينه، قال الإمام الصادق عليه السلام للمفضّل بن عمر: «اكتب وبثّ علمك في إخوانك، فإن متّ فأورث كتبك بنيك؛ فإنّه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلاّ بكتبهم».77

وقال عليه السلام: «اكتبوا، فإنّكم لاتحفظون حتّى تكتبوا ».

وكذلك أمر بحفظ الكتب، حيث قال: «احتفظوا بكتبكم؛ فإنّكم سوف تحتاجون إليها».78

وعلى ضوء تأكيد الإمام الصادق عليه السلام، ظهر العصر الذهبي لتدوين كتب الحديث عند الشيعة، وأوّل كتاب اُلّف في هذا المجال هو كتاب عبيد اللّه بن عليّ الحلبي، وحينما عُرض على الإمام الصادق عليه السلام، قال: «أترى لهؤلاء مثل هذا؟».79

فبدأت حركة التدوين لكتب الحديث بصورة واسعة، حيث كتب أبان بن تغلب وأبان بن عثمان وهشام بن الحكم وهشام بن سالم ومحمّد بن مسلم وحَريز بن عبد اللّه السِّجِستاني وأبي حمزة الثُّمالي وعاصم بن حميد وعلاء بن رَزِين وعلي بن رِئاب، وغيرهم.

والذي ساعد على كثرة تدوين الكتب عند الشيعة في هذا الزمان هو الانبساط السياسي الذي حصل في أواخر الخلافة الاُموية ، عند اشتداد الخلافات والمعارضات السياسية وحتّى المسلّحة ضدّ الدولة الاُموية، فحصلت فرصة نشر الحديث الشيعي، كما أنّ الهدف الأساس للإمام الصادق عليه السلام هو تقوية الكيان العلمي عند الشيعة، فلذلك نحن نجد أنّ أساس المعارف الشيعية بُنيت في هذا الزمن، واُلّفت معظم كتب الحديث الشيعية آنذاك.

وأمّا أهل السنّة، فقد قاموا بتأليف كتب الحديث بعد مضيّ أكثر من

ثلاثين سنة من فترة الازدهار الحديثي الشيعي ، ويعتبر مالك بن أنس المتوفّى سنة ( 179 ه ) أوّل من دوّن في هذا المضمار، حيث ألّف موطّأه، ودوّن أحمد بن حنبل المتوفّى سنة ( 241 ه ) مسنده، وألّف البخاري المتوفّى سنة ( 256 ه ) صحيحه، بينما الشيعة بدأوا بتدوين كتب الحديث وبشكلٍ وسيع قبل تلك التواريخ، ويتوضّح لك ذلك حينما تعرف أنّ الإمام الصادق عليه السلام استشهد سنة ( 148 ه ) ، وكان عند الشيعة كتبًا كثيرة في الحديث.

فأصحابنا القدماء رحمهم الله قاموا بتدوين أحاديث الأئمّة المعصومين عليهم السلام في القرن الثاني، وكانت الكوفة محورًا في تأليف كتب الحديث، فإنّ الكثير من أصحاب الكتب كانوا من أهل الكوفة.

ثمّ إنّ الغالب في الحديث الشيعي هو الكتابة، خلاف الحديث السنّي فإنّ الغالب فيه هو الرواية دون الكتابة. فأصحابنا في كلّ طبقة نقلوا هذه الكتب، وفي البدء قاموا بتحمّلها عن مؤلّفيها بعد تأليفها، مثلما نرى أنّ أحمد بن محمّد بن عبسي وإبراهيم بن هاشم سافرا إلى الكوفة وتحمّلا كتب الحديث عن المؤلّفين الكبار، مثل ابن أبي عُمير والحسين بن سعيد، ثمّ قاما بنشرها في قمّ.

ولذلك حينما بدأ البحث العلمي بين الأصحاب، كان الكلام يرتكز في مدى حجّية هذه الكتب وصحّة طريقها والوثوق بصحّة النسخة والاعتماد على راوي الكتاب، بينما كان البحث العلمي في التراث السنّي يعتمد على الرواة؛ لأنّهم قاموا بتأليف الكتب في عهد عمر بن عبد العزيز، وكان تراثهم يعتمد على ذاكرة الأشخاص.80

هذا ولكنّ المباحث الحديثية عند أصحابنا كانت على محورية الكتب وتقييم نسخها وطرقها.

وبالجملة، أنّ قدماء أصحابنا كانوا مصرّين على أن يكون لهم طريق مطمئنّ إلى الكتب الحديثية، ولا يعتمدون على الكتب التي وصلت إليهم بالوجادة.

فهذه الكتب كانت مشهورة بين الأصحاب ولهم طرق متعدّدة إليها، ولكن بعد قيام المشايخ الثلاثة بتأليف الكتب الأربعة، اعتنى أصحابنا بالكتب الأربعة أكثر ولم يهتمّوا بتلك المصادر الأوّلية حقّ الاهتمام.

ولتوضيح المطلب نذكر مثال عمل القدماء في كتاب الحلبي، فنقول:

إنّ عبيد اللّه الحلبي قام بتأليف كتابه، وتلقّى أصحابنا كتابه بالقبول، فحمّاد بن عثمان نقل هذا الكتاب عن الحلبي، وكان اصطلاح قدمائنا هكذا: «كتاب الحلبي برواية حمّاد»، ومرادهم: «كتاب الحلبي بنسخة حمّاد»، وبعد ذلك قام محمّد بن أبي عُمير وغيره بتحمّل كتاب الحلبي من طريق حمّاد، فنسخة حمّاد لكتاب الحلبي تحمّلها ابن أبي عُمير81، ثمّ إبراهيم بن هاشم وغيره، تحمّلوا كتاب الحلبي عن طريق ابن أبي عُمير، وبعد ذلك تحمّله علي بن إبراهيم عن أبيه، كما أنّه نقل الكليني عن طريق علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عُمير نسخة حمّاد من كتاب الحلبي.

فتبيّن أنّ كتاب الحلبي كان في متناول أصحابنا، وكلّ طبقة تحملها من شيوخه، فالروايات التي تنتهي إسنادها إلى عبيد اللّه بن علي الحلبي مأخوذة من هذا الكتاب.

وبذلك يتبيّن مراد الشيخ الصدوق حين قال في ديباجة الفقيه: «وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة، عليها المُعوّل وإليها المرجع، مثل كتاب حَريز بن عبد اللّه السِّجِستاني، وكتاب عبيد اللّه بن علي الحلبي، وكتب علي بن مهزيار الأهوازي، وكتب الحسين بن سعيد ».82

وكذلك يظهر وجه الحجّية في كلامه بقوله: «ولم أقصد فيه قصد المصنّفين في إيراد جميع ما رووه، بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحّته وأعتقد فيه أنّه حجّة فيما بيني وبين ربّي».83

فإنّ وجه الحجّية في كلامه هو وثوقه بالمصادر الأوّلية؛ لشهرة هذه المصادر في عصره.

ويتّضح كلام ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات، حيث

قال: «لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم اللّه برحمته، ولاأخرجت فيه حديثًا روي عن الشذاذ من الرجال».84

فإنّ كلامه ليس في توثيق مشايخه ولا توثيق جميع رجال الكتاب ، بل كان مراده هو الوثوق بالمصادر ، بمعنى أنّ هذه المصادر كانت مشهورة ومعروفة بحيث حصل له الوثوق بها ، ولذلك نجد أنّه روى في كتاب كامل الزيارات عمّن اشتهر بالكذب، مثل عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ البصري.85

الظاهر أنّ وجه نقل ابن قُولَوَيه عن هذا الرجل هو وجود رواية الأصمّ البصري في كتاب الحسين بن سعيد، لم يكن اعتماد ابن قُولَوَيه على وثاقة الأصمّ البصري، بل كان اعتماده على وجود هذه الرواية في كتاب حسين بن سعيد.86

فاعتماد الأصحاب في تقييم التراث الحديثي _ مضافًا إلى توثيق الراوي _ كان على ورود الحديث في كتابٍ مشهور مع صحّة انتساب الكتاب إلى المؤلّف وتحمّل المشايخ له، ووصول الكتاب إليهم بطريق معتبر، ولذلك نجد أنّه ربّما لم يكن الرجل موثّقًا بحسب الاصطلاح، ولكنّ الأصحاب اعتمدوا على كتابه، مثلما نجده في كتاب طلحة بن زيد، مع أنّه لم يُذكر له توثيق صريح، ولكنّ النجاشي صرّح بأنّ كتابه معتمد.87

ليس هناك تلازم بين توثيق المؤلّف والاعتماد على كتابه؛ لأنّه ربّما يكون الاعتماد بالكتاب لوجود شواهد خارجية، كما أنّ الأصحاب اعتمدوا على نسخة النوفلي لكتاب السَّكُوني، وليس معنى ذلك ثبوت التوثيق المصطلحة للنوفلي، بل المراد الاعتماد على النسخة التي رواها النوفلي من كتاب السَّكُوني.

وبالجملة، أنّ كلّ ما رواه النوفلي عن السَّكُوني معتبر عند القدماء، بخلاف روايات النوفلي عن غير السَّكُوني.88

وربما يكون هناك اختلاف بين نسخ الكتب، فلذلك كانوا يهتمّون بالنسخ كما يهتمّون بالإسناد، وهذا هو مراد النجاشي، حيث يكرّر

في كلامه: «له كتاب، تختلف الرواية فيه»، فراجع ترجمة الحسن بن صالح الأحول، حيث قال: «له كتاب تختلف روايته»، وفي ترجمة الحسن بن الجهم بن بكير، قال: «له كتاب تختلف الروايات فيه»، وفي ترجمة الحسين بن علوان الكُلَيب، قال: «وللحسين كتاب تختلف رواياته»89.

وكذلك كلام ابن نوح ناظر إلى هذه الجهة، حيث قال: «ولاتحمل رواية على رواية ولا نسخة على نسخة؛ لئلاّ يقع فيه اختلاف».90

وبما أنّ معرفة النسخة المعتمدة تحتاج إلى خبرة خاصّة مع قدرة علمية _ ولا يمكن ذلك بمجرّد العلم بتوثيق الراوي _ فأصحابنا كانوا يعتمدون على اعتماد المشايخ، فلذلك لم تكن الشيخوخة عندهم مساوقة لمجرّد النقل، بل إنّها تساوق التوثيق والضبط والدقّة والمتانة العلمية، فلذا نجد أنّ ابن نوح _ في بيان طرقه إلى كتب الحسين بن سعيد _ وصف الحسين البَزَوفَري بالشيخوخة فقط.91

فالمتحصّل أنّ قدماء أصحابنا في مجال تقييم التراث الحديثي، مضافًا إلى الجانب الرجالي، كانوا يهتمّون بالجانب الفهرستي، ويعتمدون على الخبر إذا كان مذكورًا في كتب مشهورة مع تحمّل المشايخ لها.

والحاصل، أنّ الشيعة بحثوا عن زاوية اُخرى لتقييم الحديث، وهو الجانب الفهرستي، مع أنّهم يهتمّون بالجانب الرجالي أيضًا.

هذا تمام الكلام في منهج قدماء أصحابنا في تقييم الحديث.

إذا عرفت هذا فنقول: إنّ رواية البَزَنطي التي ذكر فيها فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلامإنّما ذُكرت في كتاب الجامع للبَزَنطي وكتاب المزار لسعد بن عبد اللّه الأشعري، وهما من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام: إذا راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه ذكر من جملة كتب أحمد بن أبي نصر البَزَنطي كتاب الجامع، كما أنّ الشيخ والنجاشي رويا هذا الكتاب بإسنادهما عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن البَزَنطي92.

وكيف كان، فإنّ البَزَنطي سمع الإمام الرضا

عليه السلام فذكر هذا الحديث في كتابه الجامع، وبعد ذلك قام محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب بتحمّل هذا الكتاب وسماعها من مؤّفه.

ففي الواقع كان عند محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب نسخة من كتاب الجامع للبَزَنطي.

فالرواية إلى هنا كانت في مدرسة الكوفة الحديثية، كما أنّ المصدر الأوّلي لها هو كتاب الجامع للبَزَنطي، ولمّا وصل الأمر إلى سعد بن عبد اللّه سافر لطلب الحديث إلى الكوفة، ونقل التراث الكوفي الحديثي إلى قمّ.93 فسعد سمع وتحمّل كتاب البَزَنطي في الكوفة من شيخه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، ونقلها إلى قمّ. فلمّا رجع سعد بن عبد اللّه إلى قمّ قام بتأليف كتاب المزار، وذكر فيه الروايات الواردة في زيارة الأئمّة المعصومين عليهم السلام.

وبما أنّ كتاب البَزَنطي كان عند سعد ، لذا أخذ سعد هذه الرواية من كتاب البَزَنطي وأدرجها في مزاره.

بيان ذلك: إنّ النجاشي ذكر في عداد كتب سعد بن عبد اللّه الأشعري كتاب المزار، وروى هذا الكتاب من طريق الشيخ المفيد وغيره، عن جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه، عن أبيه وأخيه، عن سعد.94

كما أنّ الشيخ الطوسي روى هذا الكتاب من طريق الشيخ الصدوق عن ابن الوليد، عن سعد بن عبد اللّه، وهو نفس الطريق الموجود في إسناد الرواية.

وكيف كان، فسعد بن عبد اللّه ذكر هذه الرواية في كتابه المزار، وبعد ذلك قام ابن الوليد بتحمّل هذا الكتاب وسماعها من مؤّفه. ففي الواقع أنّه كان عند ابن الوليد نسخة من كتاب المزار لسعد بن عبد اللّه، ثمّ تحمّل الشيخ الصدوق كتاب المزار لسعد من اُستاذه ابن الوليد.

والحاصل، أنّ كتاب المزار لسعد كان عند الشيخ الصدوق، وأنّه قام بإخراج الحديث منه.

فالمصدر الأوّل لهذه الرواية هو كتاب الجامع

للبَزَنطي، كما أنّ المصدر الثاني هو كتاب المزار لسعد بن عبد اللّه الأشعري.

وأنت تعرف أنّ كتاب المزار لسعد صار مقبولاً عند أصحابنا، وقامت مدرسة قمّ بنشره، وقام ابن الوليد برواية هذا الكتاب.

فتبيّن أنّ صحيحة البَزَنطي من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليًا وفهرستيًا، فرجال الرواية كلّهم من الأجلاّء، كما أنّ المصدرين الذين ذُكرت فيهما (نوادر البَزَنطي ومزار سعد)، كانا في غاية الإعتبار.

هذا تمام الكلام في البحث الرجالي والفهرستي.

تبيهان

اشاره

وها هنا تنبيهان:

التنبيه الأوّل

إنّ الشفاعة في منطق القرآن الكريم على قسمين:

القسم الأوّل: الشفاعة من دون اللّه تعالى، وهي التي نفاها اللّه سبحانه وتعالى عن غيره بقوله : «لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ ».95

والشفاعة المطلقة تتوقّف على السلطة على إنفاذ حاجة المستشفع، وإلزام المشفوع إليه بقضائها حتّى مع عدم رضاه، والشفاعة بهذا المعنى لا تكون لغير اللّه سبحانه وتعالى، قال اللّه تعالى: «قُلْ لِّلَّهِ الشَّفَ_عَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ »96.

والاعتقاد بشفاعة أحد عند اللّه سبحانه وتعالى بهذا المعنى شرك، وهي التي عبد الوثنيون الأصنام من أجلها.

القسم الثاني: الشفاعة بإذن اللّه تعالى، والشفاعة بهذا المعنى استثناها اللّه في القرآن الكريم من نفي الشفاعة، وأثبتها لمن يشاء من عباده، فقال تعالى : «مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ »97 ، وقال تعالى : «لاَ تُغْنِى شَفَ_عَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَآءُ »98 .

وقال اللّه تعالى: «وَ لاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى »99 . وهذا القسم من الشفاعة ليس إلاّ مجرّد سؤل حاجة المشفوع من اللّه سبحانه وتعالى.

ومن الشفاعة: الاستغفار لغيره، وقد أذن اللّه لنبيّه صلى الله عليه و آله في الاستغفار للمؤنين والمؤنات، فقال تعالى: «وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ »100 ، «وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ »101 ، «وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ »102.

وقد وعد اللّه المغفرة لمن استغفر اللّه واستشفع برسول اللّه صلى الله عليه و آله في طلب المغفرة له، فقال تعالى: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا »103 .

وقد أخبر سبحانه عن استغفار الملائكة للمؤنين، فقال: «يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَىْ ءٍ رَّحْمَةً وَ عِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ

تَابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ »104.

وأخبر أيضًا عن دعاء نوح عليه السلام وطلبه المغفرة للمؤنين، حيث قال : «رَّبِّ اغْفِرْ لِى وَ لِوَ لِدَىَّ وَ لِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَ_تِ »105 .

وعن دعاء إبراهيم عليه السلام وطلبه المغفرة للمؤنين، حيث قال : «رَبَّنَا اغْفِرْ لِى وَ لِوَ لِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ »106. فأصل الشفاعة بإذن اللّه ثابتة بكتاب اللّه.

وكما هو واضح من نصوص الروايات المنقولة من الطرفين أنّ زيارة القبر توجب الشفاعة .

عن الدارقطني بالإسناد إلى ابن عمر، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال: «من زار قبري وجبت له شفاعتي».107

ورواه الذهبى بنصٍّ آخر: «من زارني بعد موتى وجبت له شفاعتي».108

وصرّحت الكثير من الأخبار بأنّ زيارة قبور الأئمّة سبب نيل شفاعتهم.109

وكيف كان، فصحيحة البَزَنطي تصرّح أنّ الإمام الرضا عليه السلام يقوم يوم القيامة للشفاعة لزوّاره من أوليائه.

التنبيه الثاني

هناك روايتان وردت في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام، ومضمونهما قريب من صحيحة البَزَنطي، ونحن نوردهما:

الرواية الاُولى: روى الشيخ الصدوق عن الطالقاني، عن ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: «إنّي مقتول ومسموم ومدفون بأرض غربة، أعلمُ ذلك بعهدٍ عهده إليَّ أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة، ومن كنّا شفعاءه نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين».110

فذكر في إسناد هذه الرواية هؤاء الرجال:

1 _ محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المُكَتِّب الطالقاني : ليس له توثيق صريح، وذهب جماعة إلى توثيقه ؛ لأنّه من مشايخ الإجازة.111

2 _ أحمد بن محمّد بن سعيد المشهور بابن عقدة: ذكره النجاشي في رجاله،

قائلاً: «أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد اللّه بن زياد بن عَجلان، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني: هذا رجل جليل في أصحاب الحديث، مشهور بالحفظ والحكايات، تختلف عنه في الحفظ وعظمه، وكان كوفيًا زيديًا جاروديًا على ذلك حتّى مات، وذكره أصحابنا ؛ لاختلاطه بهم ومداخلته إيّاهم وعظم محلّه وثقته وأمانته ».112

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن... المعروف بابن عقدة الحافظ، وأمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يُذكر، وكان زيديًا جاروديًا، وعلى ذلك مات ».113

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام، قائلاً: «أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد اللّه بن عَجلان مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني السبيعي الكوفي المعروف بابن عقدة، يُكنّى أبا العبّاس، جليل القدر، عظيم المنزلة ».114

3 _ علي بن الحسن بن علي بن فضّال: ذكره النجاشي قائلاً: «علي بن الحسن بن علي بن فضّال بن عمر بن أيمن مولى عِكرِمة بن ربعي الفيّاض: أبو الحسن، كان فقيه أصحابنا بالكوفة، ووجههم وثقتهم، وعارفهم بالحديث، والمسموع قوله فيه، سمع منه شيئًا كثيرًا، ولم يُعثر له على زلّة فيه، ولا ما يشينه، وقلّما روى عن ضعيف، وكان فطحيًا ».115

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «علي بن الحسن بن فضّال : فطحيّ المذهب ، ثقة ، كوفيّ ، كثير العلم ، واسع الرواية والأخبار ، جيّد التصانيف ، غير معاند ، وكان قريب الأمر إلى أصحابنا الإماميّة القائلين بالإثني عشر ».116

4 _ الحسن بن علي بن فضّال: عدّه الكشّي في رجاله ممّن أجمع أصحابنا على

تصحيح ما يصحّ عنهم117. ذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «الحسن بن علي بن فضّال : كان فطحيًّا يقول بإمامة عبد اللّه بن جعفر ، ثمّ رجع إلى إمامة أبي الحسن عليه السلامعند موته ، ومات سنة أربع وعشرين ومئتين ، وهو ابن التيملي بن ربيعة بن بكر ، مولى تيم اللّه بن ثعلبة ، روى عن الرضا عليه السلام، وكان خصّيصًا به ، كان جليل القدر ، عظيم المنزلة ، زاهدًا ، ورعًا ، ثقة في الحديث وفي رواياته».118

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً : «الحسن بن علي بن فضّال : مولىً لتيم الرباب ، كوفيّ ، ثقة ».119

وذكره النجاشي في رجاله بعنوان : «الحسن بن علي بن فضّال»، وذكر فضله، ومَدَحه مدحًا عظيمًا.120

والحاصل، إذا قلنا بتوثيق محمّد بن إبراهيم الطالقاني، فالرواية موثقة.

وسيأتي منّا بحث فهرستي حول هذا الإسناد فيما بعد، فانتظر حتّى حين.121

ثمّ إنّه ذكر في هذه الرواية _ مضافًا إلى أنّ الإمام الرضا عليه السلام يشفع لزائري قبره _ يقوم رسول اللّه صلى الله عليه و آله والأئمّة المعصومون عليهم السلام بالشفاعة لزائري قبر الإمام الرضا عليه السلام. فبعد ثبوت شفاعة الإمام الرضا عليه السلام للزائرين، فلايبعد شفاعة رسول اللّه صلى الله عليه و آله والأئمّة المعصومين عليهم السلام ؛ لأنّهم كلّهم نور واحد.

أمّا ذيل هذه الرواية التي ذُكر فيها غفران ذنوب الزائر، فيشهد عليه صحيحة الحسن الوشّاء التي نذكرها فيما بعد.

الرواية الثانية: روى الشيخ الصدوق في الخصال عن محمّد بن موسى المتوكّل، عن محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي، عن أحمد بن محمّد بن صالح، عن حمدان الديواني، عن الرضا عليه السلام أنّه قال: «مَن زارني على بعد داري، أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن؛ حتّى أخلّصه من أهوالها إذا تطايرت الكتب يمينًا وشمالاً، عند الصراط وعند

الميزان».

أمّا الكلام عن رجال الحديث، فنقول:

1 _ محمّد بن موسى المتوكّل: ذكره ابن داوود في رجاله ووثّقه.122

2 _ محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي: ذكره النجاشي في رجاله، قائلاً: «محمّد بن جعفر بن محمّد بن عون الأسدي أبو الحسين الكوفي، ساكن الري ، يقال له محمّد بن أبي عبد اللّه، كان ثقة، صحيح الحديث، إلاّ أنّه روى عن الضعفاء».123

وذكره الشيخ في فهرسته، وذكر في رجاله أنّه كان أحد الأبواب.124

3 _ أحمد بن محمّد بن صالح: لم يتعرّض له الرجاليون في كتبهم، فهو مجهول، وليس له رواية في الكتب الأربعة.

4 _ حمدان الديواني: لم يتعرّض له الرجاليون في كتبهم، فهو مجهول، وليس له رواية في الكتب الأربعة.

ولكن تُعضد رواية حمدان الديواني بصحيحة البَزَنطي التي صرّح فيها بشفاعة الإمام الرضا عليه السلام لزوّار قبره.

فأصل الشفاعة يوم القيامة للزائرين ثابتة بصحيحة البَزَنطي، ومن المعلوم أنّ الشفاعة في مواطن متعدّدة، أبرزها المقامات الثلاثة التي اُشير إليها في هذه الرواية ، وهي: عند تطاير الكتب، وعند الميزان، وعند الصراط.

وإنّي أعتقد أنّ الإمام الرضا عليه السلام يشير بكلامه إلى حديث عائشة الذي رواه أحمد بن حنبل في مسنده عن يحيى بن إسحاق125 ، عن ابن لَهِيعة126، عن خالد بن أبي عمران127، عن القاسم بن محمّد128 عن عائشة أنّها سألت رسول اللّه صلى الله عليه و آله : هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟ فأجابها صلى الله عليه و آله:

يا عائشة، أمّا عند ثلاث فلا ؛ أمّا عند الميزان حتّى يثقل أو يخف فلا، وأمّا عند تطاير الكتب ، فإمّا أن يُعطى بيمينه أو يُعطى بشماله فلا، وحين يخرج عنق من النار فينطوي عليهم ويتغيّظ عليهم ويقول ذلك العنق : وُكّلت بثلاثة، وُكّلت بمن ادّعى مع اللّه إلهًا آخر، ووُكّلت بمن

لايؤن بيوم الحساب، ووُكّلت بكلّ جبّارٍ عنيد . قال : فينطوي عليهم ويرمي بهم في غمرات جهنّم، ولجهنّم جسر أدقّ من الشعر وأحدّ من السيف، عليه كلاليب وحَسَكٌ129، يأخذون من شاء اللّه، والناس عليه كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد130 الخيل والركاب، والملائكة يقولون : ربِّ سلّم ربِّ سلّم، فناج مسلّم، ومخدوش مسلّم، ومكوّر في النار على وجهه.131

يشير الإمام الرضا عليه السلام في كلامه إلى نفس المواقف الثلاثة التي تكلّم فيها رسول اللّه صلى الله عليه و آله في حديث عائشة، حيث أشار رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى موقف الميزان أوّلاً، وإلى موقف تطاير الكتب ثانيًا، وموقف الصراط ثالثًا، ويصرّح بأنّه يخرج عنق من النار.

فالمستفاد من كلام رسول اللّه أنّ أشدّ مواقف يوم القيامة هو هذه المواقف الثلاثة التي ينسى كلّ حبيب حبيبه.

نعم، كلّ حبيب ينسى حبيبه، ولكنّ الإمام الرضا عليه السلام يريد أن يبيّن لشيعته أنّه لا ينسى مَن زاره يوم القيامة في أشدّ المواقف، فهو ليس حبيب وحسب ، بل هو بمثابة الوالد الرحيم ، والوالد لا ينسى ولده في الشدائد .

صحيحة البَزَنطي الثانية

اشارة

نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها، فنقول :

إنّ لهذه الرواية إسنادين:

الإسناد الأوّل: الذي روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن علي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق)، عن سعد، عن ابن أبي الخطّاب، عن البَزَنطي.

الإسناد الثاني: الذي روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام وثواب الأعمال والأمالي عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن ابن عيسى، عن البَزَنطي.

وأمّا نصّ الرواية : قال البَزَنطي: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السلام:

أبلغ شيعتي أنّ زيارتي تعدل عند اللّه عز و جل ألف حجّة.

قال البَزَنطي: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: ألف حجّة؟،

قال

عليه السلام: إي واللّه ألف ألف حجّة لمن زاره عارفًا بحقّه.132

ذكرها الطبري في بشارة المصطفى، والفتّال النيسابوري في روضة الواعظين، والعلاّمة المجلسي في بحار الأنوار.133

وقد عرفت أنّ للروايه إسنادين، والآن نتعرّض للتحقيق في هذين الإسنادين.

فها هنا خطوتان:

الخطوة الاُولى: تحقيق الإسناد الأوّل

اشارة

ذكرنا في الإسناد الأوّل أنّه روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن علي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق)، عن سعد، عن ابن أبي الخطّاب، عن البَزَنطي.

البحث الرجالي

وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ولقد تعرّضنا فيما سبق لبيان حال علي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق)، وسعد بن عبد اللّه الأشعري، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، وأحمد بن محمّد أبي نصر البَزَنطي، وقلنا : إنّهم جميعًا من الثقات الأجلاّء، والآن نتكلّم في توثيق ابن قُولَوَيه.

توثيق جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه

ذكره النجاشي في رجاله ، قائلاً :

جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قُولَوَيه : أبو القاسم ، وكان أبوه يُلقّب مسلمة ، من خيار أصحاب سعد ، وكان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلاّئهم في الحديث والفقه ، روى عن أبيه وأخيه عن سعد ، وقال : ما سمعتُ من سعد إلاّ أربعة أحاديث ، وعليه قرأ شيخنا أبو عبد اللّه الفقه ومنه حمل ، وكلّ ما يوصف به الناس من جميل وثقة وفقه فهو فوقه .134

وذكره الشيخ في فهرسته ، قائلاً : «جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه القمّي : يُكنّى أبا القاسم ، ثقة ، له تصانيف كثيرة على عدد أبواب الفقه ».135

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام ، قائلاً :

جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه : يُكنّى أبا القاسم القمّي ، صاحب مصنّفات ، قد ذكرنا بعض كتبه في الفهرست ، روى عنه التلّعُكبَري ، وأخبرَنا عنه محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد اللّه وأحمد بن عبدون وابن عزور ، مات سنة ثمان وستّين وثلاثمئة .136

ووصفه المفيد بالشيخ الصدوق ، على ما حكاه النجاشي في رجاله

.137

ووصفه ابن طاووس قائلاً : «الشيخ الصدوق ، المتّفق على أمانته ، جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه ».138

وذكره ابن حجر في لسان الميزان :

جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قُولَوَيه : أبو القاسم ، السَّهمي ، الشيعي ، من كبار الشيعة وعلمائهم المشهورين ، متّهم ، وذكره الطوسي وابن النجاشي وعلي بن الحكم في شيوخ الشيعة ، وتلمّذ له المفيد وبالغ في إطرائه ، وحدّث عنه أيضًا الحسين بن عُبَيد اللّه الغضائري ومحمّد بن سليم الصابوني بمصر .139

ولقد وقع الكلام في سنة وفاته ، فذكر الشيخ أنّه توفّي سنة ( 368 ه )140 ، وتبعه ابن حجر في لسان الميزان141 ، وقال العلاّمة في الخلاصة إنّ وفاته في سنة (369 ه )142 ، وذكر الراوندي في كتابه في قصّة فيها مكرمة للإمام الثاني عشر، أنّ وفاته وقعت في سنة (369 ه ) .143

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا الطريق كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي بإسناده الأوّل.

البحث الفهرستي

قد سبق منّا أنّه كان لأحمد بن أبي النصر البَزَنطي كتاب الجامع، روى محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب هذا الكتاب عن البَزَنطي. وعلى هذا، نحن استظهرنا أنّ المصدر الأوّل للرواية هو كتاب الجامع للبزنطي.

كما أنّ المصدر الثاني لهذه الرواية هو كتاب المزار لسعد بن عبد اللّه الأشعري على شرحٍ بيّناه فيما سبق. فعلي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق) سمع كتاب المزار لسعد بن عبد اللّه وتحمّله، كما أنّ ابن قُولَوَيه تحمّل هذا الكتاب من اُستاذه علي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق)، فعندما أراد أن يكتب ابن قُولَوَيه كتاب كامل الزيارات نقل هذا الحديث من كتاب المزار لسعد

بن عبد اللّه.

وهذا النقل لم يكن على نحو الوجادة، بل إنّه تحمّل الكتاب من شيخه واُستاذه علي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق). والرواية في أصلها كوفية، ولكن قامت مدرسة قمّ بنشرها وحفظها، فإنّ سعد وابن الوليد وابن قُولَوَيه كلّهم قمّيون.

الخطوة الثانية: تحقيق الإسناد الثاني

اشارة

ذكرنا في الإسناد الثاني أنّه روى الشيخ الصدوق عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البَزَنطي.

البحث الرجالي

وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لبيان حال الشيخ الصدوق، ومحمّد بن الحسن بن الوليد، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنطي، وذكرنا أنّهم من الثقات الأجلاّء.

والآن نتعرّض لبيان حال بقيّة رجال الإسناد:

1 . توثيق أحمد بن محمّد بن عيسى

ذكره البرقي في رجاله في أصحاب الهادي عليه السلام بعنوان : «أحمد بن محمّد بن عيسى» .144

وذكره النجاشي في رجاله، قائلاً :

أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبد اللّه بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر ، الأشعري ... وأبو جعفر رحمه اللهشيخ القمّيين ووجههم وفقيههم غير مدافع ، وكان أيضًا الرئيس الذي يلقي السلطان بها، ولقي الرضا عليه السلام ، وله كتب ، ولقي أبا جعفر الثاني وأبا الحسن العسكري عليهماالسلام .145

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً:

أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبد اللّه بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري ... وأبو جعفر هذا شيخ قمّ ووجهها وفقيهها غير مدافع ، وكان أيضًا الرئيس الذي يلقي السلطان بها ، ولقي أبا الحسن الرضا عليه السلام ، وصنّف كتبًا.146

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً : «أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري القمّي : ثقة ، له كتب ».

واُخرى في أصحاب الجواد عليه السلام، قائلاً : «أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري : من أصحاب الرضا عليه السلام ».

وثالثةً في أصحاب الهادي عليه السلام، قائلاً : «أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري : قمّي ».147

. توثيق محمّد بن الحسن الصفّار

ذكره

النجاشي ، قائلاً :

محمّد بن الحسن بن فَرّوخ الصفّار ، مولى عيسى بن موسى بن طلحة بن عُبَيد اللّه بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري ، أبو جعفر ، الأعرج ، كان وجهًا في أصحابنا القمّيين ، ثقة ، عظيم القدر ، راجحًا ، قليل السقط في الرواية ، له كتب .148

وذكره الشيخ في فهرسته بعنوان : «محمّد بن الحسن الصفّار : قمّي» .149

وذكر الكشّي في ترجمة أبي بكر الحَضرَمي أنّه كان معروفًا بممولة .150

وذكره في رجاله في أصحاب العسكري عليه السلام ، قائلاً : «محمّد بن الحسن الصفّار : له إليه مسائل ، يُلقّب ممولة ».151

وذكر الكشّي في ترجمة أبي بكر الحَضرَمي أنّ الصفّار كان معروفًا بممولة .152

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا الطريق كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي بإسناده الثاني أيضًا.

البحث الفهرستي

قد سبق منّا أنّه كان لأحمد بن أبي النصر البَزَنطي كتاب الجامع، وشرحنا أنّ عند محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب نسخة من هذا الكتاب.

والآن نقول: إنّ لكتاب الجامع للبَزَنطي نسخة اُخرى هي نسخة أحمد بن محمّد بن عيسى ، فإنّ الشيخ الطوسي روى كتاب الجامع للبَزَنطي عن ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البَزَنطي.

وهذا الطريق نفسه الذي نجده في الإسناد الثاني لهذه الرواية، فإنّ الشيخ الصدوق روى عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البَزَنطي.

وكيف كان، فالبَزَنطي سمع الإمام الجواد عليه السلام فذكر في كتابه الجامع هذا الحديث، وبعد ذلك لمّا سافر أحمد بن محمّد بن عيسى إلى الكوفة تحمّل هذا الكتاب من البَزَنطي، ثمّ تحمّل محمّد بن

الحسن الصفّار هذا الكتاب من اُستاذه أحمد بن محمّد بن عيسى، وبعد ذلك تحمّل ابن الوليد من الصفّار، كما أنّ الشيخ الصدوق تحمّل هذا الكتاب من ابن الوليد.

والحاصل، أنّ كتاب الجامع بنسخة أحمد بن محمّد بن عيسى كان عند الشيخ الصدوق، ونقل عنه.

إذا عرفت هذا فنقول: إنّ هذه الرواية من أصحّ ما عندنا من الروايات ؛ لأنّها كانت في نسختين مشهورتين من كتاب الجامع للبَزَنطي.

تبيّن ممّا ذكرنا أنّ لكتاب البَزَنطي نسختان:

الاُولى: نسخة محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.

الثانية: نسخة أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري.

النسخة الاُولى كوفية، والنسخة الثانية قمّية. كما أنّ الشواهد تشير إلى أنّ النسخة الثانية وهي نسخة الأشعري، وصلت إلى الشيخ الصدوق ونقل منها هذه الرواية.

وليس لدينا شواهد قطعية على وصول النسخة الاُولى _ نسخة ابن أبي الخطّاب _ إلى الشيخ الصدوق، وذكرنا أنّها وصلت إلى سعد بن عبد اللّه الأشعري، وقام سعد بإخراج هذه الرواية في كتابه المزار، وشرحنا فيما سبق أنّ كتاب سعد وصل إلى الشيخ الصدوق، وأنّه أخرج رواية البَزَنطي منه.

فتحصّل أنّ رواية البَزَنطي الثانية من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليًا وفهرستيًا ؛ لأنّها ذُكرت في كتابين من الكتب المعتبرة التي كانت عليها المُعوّل، وهما: الجامع للبَزَنطي بنسختيه، وكتاب المزار لسعد بن عبد اللّه الأشعري.

ها هنا تنبيهات ثلاثة:

التنبيه الأوّل

بدايةً نذكر بعض الأحاديث التي وردت في فضيلة الحجّ ، من أجل المقارنة فيها بين ثواب زيارة الإمام الرضا عليه السلاموثواب الحجّ .

حتّى إذا مااطّلعنا على ثواب الحجّ سنطّلع أكثر على عظمة ثواب زيارة الإمام الرضا عليه السلام ، كونها أفضل من ألف ألف حجّة !

وإليك بعض الأحاديث الوراده في بيان فضل الحجّ:

1 _ عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «كان أبي

يقول: مَن أَمّ هذا البيت حاجًّا أو معتمرًا مبرّءًا من الكِبر، رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته اُمّه».153

_ عن أبي جعفر عليه السلام: «إنّ الحاجّ إذا أخذ في جهازه، لم يخط خطوة في شيء من جهازه إلاّ كتب اللّه عزّ وجلّ له عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيّئات، ورفع له عشر درجات حتّى يفرغ من جهازه متى ما فرغ، فإذا استقبلت به راحلته لم تضع خفًّا ولم ترفع، إلاّ كتب اللّه عزّ وجلّ له مثل ذلك، حتّى يقضي نسكه، فإذا قضى نسكه غفر اللّه له ذنوبه، وكان ذا الحجّة والمحرّم وصفر وشهر ربيع الأوّل أربعة أشهر يكتب اللّه له الحسنات ولايكتب عليه السيئات...».154

_ عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «الحاجّ والمعتمر وفد اللّه، إن سألوه أعطاهم، وإن دعوه أجابهم، وإن شفعوا شفّعهم، وإن سكتوا ابتدأهم، ويُعوّضون بالدرهم ألف ألف درهم».155

_ عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «إنّ العبد ليخرج من بيته فيُعطي قِسمًا، حتّى إذا أتى المسجد الحرام طاف طواف الفريضة، ثمّ عدل إلى مقام إبراهيم فصلّى ركعتين، فيأتيه ملك فيقوم عن يساره، فإذا انصرف ضرب بيده على كتفيه فيقول: يا هذا، أمّا ما مضى فقد غُفر لك، وأمّا ما يستقبل فجدّ».156

_ عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «حجّة خير من بيت مملوء ذهبًا يتصدّق به حتّى يفنى».157

_ عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «حجّة أفضل من سبعين رقبة لي». قلت : «ما يعدل الحجّ شيء؟»، قال: «ما يعدله شيء، والدرهم في الحجّ أفضل من ألف ألف فيما سواه في سبيل اللّه».158

ولابأس بذكر بعض الأحاديث المروية عن طرق العامّة في فضل الحجّ:

1 _ «من جاء يؤّ البيت الحرام فركب بعيره، فما يرفع البعير

خفًّا ولايضع خفًّا، إلاّ كتب اللّه له بها حسنة، وحطّ بها عنه خطيئة، ورفع له بها درجة، حتّى إذا انتهى إلى البيت فطاف، وطاف بين الصفا والمروة، ثمّ حلق أو قصّر، إلاّ خرج من ذنوبه كيوم ولدته اُمّه، فهلمّ يستأنف العمل».159

_ «مَن أضحى يومًا محرّمًا ملبيًّا حتّى غربت الشمس، غربت بذنوبه، فعاد كما ولدته اُمّه».160

_ «إنّ للحاجّ الراكب بكلّ خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة، وللماشي بكلّ خطوة يخطوها سبعمئة حسنة».161

_ «إنّ الملائكة لتصافح ركاب الحجّاج وتعتنق المشاة».162

_ «حجّوا ؛ فإنّ الحجّ يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدَّرَن».163

التنبيه الثاني

ثمّ إنّ هناك رواية وردت في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام، ومضمونها قريب من صحيحة البَزَنطي الثانية، نذكرها تتميمًا للفائدة:

روى الشيخ الكليني عن محمّد بن يحيى، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن إبراهيم بن أحمد، عن عبد الرحمن بن سعيد المكّي، عن يحيى بن سليمان المازني، عن الإمام الكاظم عليه السلام: «من زار قبر ولدي عليّ كان له عند اللّه عزّ وجلّ كسبعين حجّة مبرورة».

قلت: «سبعين حجّة؟».

قال: «نعم وسبعين ألف حجّة».

قلت: «سبعين ألف حجّة؟».

فقال: «ربّ حجّة لاتُقبل، من زاره أو بات عنده ليلة، كان كمن زار اللّه في عرشه».

قلت: «كمن زار اللّه في عرشه؟».164

قال: «نعم إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمن أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين، فأمّا الأربعة الذين هم من الأوّلين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وأمّا الأربعة الآخرون فمحمّد وعليّ والحسن والحسين، ثمّ يمدّ المطمار165، فيقعد معنا من زار قبور الأئمّة، ألا إنّ أعلاها درجة وأقربهم حبوة زوّار قبر ولدي عليّ عليه السلام».166

ورواها ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن الكليني بنفس الإسناد عن الإمام الكاظم عليه السلام.167

ورواها الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا

عليه السلام والأمالي عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد بن عامر168، عن عمّه عبد اللّه بن عامر169، عن سليمان بن حفص المروزي، كما أنّ الشيخ الطوسي رواه بإسناده عن الكليني.170

التنبيه الثالث

لو أردنا المقارنة بين ثواب زيارة الإمام الرضا عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام ، نقول : إنّ زيارة الإمام الرضا عليه السلام أكثر ثوابًا ؛ وذلك لأنّها أفضل من ألف ألف حجّة ، كما ذكرت الصحيحة الآنفة .

أمّا فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام على ألف ألف حجّة، فقد ذُكر في حديثين، ونحن نذكرهما تتميمًا للفائدة:

الحديث الأوّل: روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن حكيم بن داوود وغيره، عن محمّد بن موسى الهمداني، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عُميرة وصالح بن عُقبَة معًا، عن علقمة بن محمّد الحَضرَمي ومحمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عُقبَة، عن مالك الجُهني، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: «من زار الحسين عليه السلام يوم عاشوراء حتّى يظلّ عنده باكيًا، لقي اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجّة، وألفي ألف عمرة، وألفي ألف غزوة، وثواب كّل حجّة وعمرة وغزوة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله ومع الأئمّة الراشدين صلوات اللّه عليهم».171

ولكنّ أصحابنا القمّيون ضعّفوا محمّد بن موسى الهمداني، وذكر النجاشي أنّ ابن الوليد القمّي قال فيه: «إنّه كان يضع الحديث».172

كما أنّ محمّد بن خالد الطيالسي ومالك الجُهني لم يوثّقا صريحًا في كتب الرجال. وكذا صالح بن عقبة، وصرّح العلاّمة في خلاصة الأقوال أنّه كان غاليًا لا يُلتفت إليه.173

والحاصل، أنّ هذا الحديث لم يكن صحيحًا عند ابن الوليد القمّي والنجاشي والعلاّمة.

الحديث الثاني: روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن عبد المؤن، عن محمّد بن يحيى، عن

محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد الكوفي، عن محمّد بن جعفر بن إسماعيل العبدي، عن محمّد بن عبد اللّه بن مهران، عن محمّد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: «من زار قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة، كتب اللّه له ألف ألف حجّة مع القائم، وألف ألف عمرة مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله، وعتق ألف ألف نسمة، وحملان ألف ألف فرس في سبيل اللّه، وسمّاه اللّه عبدي الصدّيق آمن بوعدي، وقالت الملائكة : فلان صدّيق زكّاه اللّه من فوق عرشه، وسُمّي في الأرض كَرُوبيًا174 ».175

ولكنّ النجاشي ضعّف محمّد بن عبد اللّه بن مهران، وقال فيه: «غال كذّاب، فاسد المذهب والحديث، مشهور بذلك».176

وقال في محمّد بن سنان: «هو رجل ضعيف جدًّا لا يُعوّل عليه، ولا يُلتفت إلى ما تفرّد به».177

كما وضعّف يونس بن ذُبيان، وقال في حقّه: «ضعيف، لا يُلتفت إلى ما رواه، كلّ كتابه تخليط».178

والحاصل، أنّ هذا الحديث ضعيف جدًّا عند النجاشي.

وهكذا أثبتنا اعتبار صحيحة البَزَنطي ، حتّى تعرف أنّه لايوجد واحد من أهل الحديث يشكّك في صحّة هذا الحديث ؛ وذلك لأنّ جلّ رواته من الأجلاّء .

فتبيّن من جميع ما ذكرنا في الأحاديث الصحيحة، أفضلية زيارة الإمام الرضا عليه السلامعلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام .

صحيحة ابن أبي نجران

اشارة

نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها :

روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، قال:

سألت أبا جعفر عليه السلام : ما تقول لمن زار أباك؟

قال: الجنّة واللّه.179

ذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار.180

ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحثٍ رجالي

وبحثٍ فهرستي.

فها هنا خطوتان :

الخطوة الاُولى: البحث الرجالي

وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، وتعرّضنا فيما سبق لبيان حال الشيخ الصدوق و علي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق)، وسعد بن عبد اللّه الأشعري، وأحمد بن محمّد بن عيسى، والآن نتعرّض لبيان حال عبد الرحمن بن أبي نجران، فنقول:

توثيق عبد الرحمن بن أبي نجران

ذكره البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام بعنوان : «عبد الرحمن بن أبي نجران التميمي» ، واُخرى في أصحاب الجواد عليه السلام، قائلاً : «عبد الرحمن بن أبي نجران : كوفيّ ، قمّي» .181

وذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:

عبد الرحمن بن أبي نجران، واسمه عمرو بن أسلم التميمي: كوفي، أبو الفضل، روى عن الرضا عليه السلام، وروى أبوه أبو نجران عن أبي عبد اللّه عليه السلام، وروى عن أبي نجران بن حنان، وكان عبد الرحمن ثقة ثقة، معتمدًا على ما يرويه، له كتب كثيرة.182

ذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «عبد الرحمن بن أبي نجران : له كتب أخبرَنا بها جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه ، عن أبيه ، عنه ».183

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً : «عبد الرحمن بن أبي نجران التميمي : مولى ، كوفيّ ».

واُخرى في أصحاب الجواد عليه السلام، قائلاً : «عبد الرحمن بن أبي نجران : كوفيّ ».184

فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي.

الخطوة الثانية: البحث الفهرستي

إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لابن أبي نجران، وكتاب المزار لسعد بن عبد اللّه الأشعري، وهما من الكتب المعتمدة عند أصحابنا. وإليك تفصيل الكلام:

إذا راجعنا ترجمة عبد الرحمن بن أبي نجران نجد أنّ النجاشي ذكر أنّ

له كتاب النوادر.185

وأنت خبير بأنّ ابن أبي نجران كان كوفيًا، وألّف كتابه النوادر في الكوفة، ولمّا سافر أحمد بن محمّد بن عيسى إلى الكوفة لطلب الحديث، لقي هذا الشيخ وتحمّل منه كتابه.

وإليك كلام النجاشي حيث يذكر بالإسناد عن أحمد بن محمّد بن عيسى: «خرجت إلى الكوفة في طلب الحديث.».186

ونحن إذا راجعنا الكتب الأربعة نجد أنّه في كتاب الكافي روى أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي نجران 51 حديثًا، وفي تهذيب الأحكام 85 حديثًا، وفي الاستبصار 41 حديثًا.187

وا ءن دلّ هذا على شيء دلّ على أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى اهتمّ بكتب ابن أبي نجران أكثر اهتمام. وقد كانت عنده نسخة من كتاب ابن أبي نجران، وهذه النسخة تلقّت بالقبول بين أصحابنا القمّيين.

هذا، ولمّا وصل الأمر إلى سعد بن عبد اللّه، قام بسماع الحديث عن شيخه أحمد بن محمّد بن عيسى، وتحمّل منه كتب الأصحاب. فمن الكتب التي تحمّلها من اُستاذه أحمد بن محمّد بن عيسى هو كتاب النوادر لابن أبي نجران، ولمّا قام سعد بتأليف مزاره أخذ هذه الرواية من كتاب النوادر لابن أبي نجران وأدرجها في مزاره.

وقد سبق منّا الكلام حول كتاب المزار لسعد، وذكرنا أنّ ابن الوليد روى كتاب المزار هذا، ووصل إلى الشيخ الصدوق عن طريق ابن الوليد.

ويتلخّض ممّا ذكرنا أنّ المصدر الأوّل لهذه الرواية هو كتاب النوادر لابن أبي نجران بنسخة أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري. والمصدر الثاني للرواية هو كتاب المزار لسعد بن عبد اللّه الأشعري بنسخة ابن الوليد.

فيتبيّن أنّ رواية ابن أبي نجران من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليًا وفهرستيًا ؛ فرجال الرواية كلّهم من الأجلاّء، كما أنّ المصدرين اللذَين ذُكرت فيهما هذه

الرواية كانا في غاية الإعتبار.

ثمّ إنّه ورد حديثان في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام، ومضمونهما قريب من صحيحة ابن أبي نجران، نذكرهما تتميمًا للفائدة:

الحديث الأوّل: ما روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام والأمالي عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المُكَتِّب الطالقاني،عن عبد العزيز بن يحيى الجَلُودي188، عن محمّد بن زكريا الجوهري189، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «ستُدفن بضعة منّي بأرض خراسان، لايزورها مؤن إلاّ أوجب اللّه عزّ وجلّ له الجنّة، وحرّم جسده على النار».190

كما ورواه الشيخ الصدوق أيضًا في الفقيه مرسلاً عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله.191

الحديث الثاني: ما رواه ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن جماعة مشايخه، عن سعد بن عبد اللّه الأشعري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن داوود الصَّرمي، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: «من زار قبر أبي فله الجنّة».192

وكذلك رواه عن الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، عن أبيه193، عن داوود الصَّرمي.194

صحيحة ابن مهزيار الأولى

اشارة

نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.

روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات والشيخ الصدوق في ثواب الأعمال، جميعًا عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، قال:

قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: ما لمن زار قبر الرضا؟

قال عليه السلام: فله الجنّة واللّه.195

ذكرها الشيخ المفيد وابن المشهدي في مزاريهما، وذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.196

ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحثٍ رجالي وبحثٍ فهرستي.

فها هنا خطوتان:

الخطوة الاُولى: البحث الرجالي

وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، وتعرّضنا فيما سبق لبيان حال ابن قُولَوَيه، والشيخ الصدوق، وابن الوليد، وذكرنا أنّهم كانوا من الثقات الأجلاّء، والآن نتعرّض لبيان حال بقيّة رجال الإسناد ، فنقول:

1 . توثيق العبّاس بن معروف

ذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:

العبّاس بن معروف : أبو الفضل ، مولى جعفر بن عبد اللّه الأشعري ، قمّي ، ثقة ، له كتاب الآداب، وله نوادر ، أخبرَنا أحمد بن علي ، قال : حدّثنا الحسن بن حمزة ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد ، عن العبّاس بجميع حديثه ومصنّفاته .197

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «عبّاس بن معروف : له كتب عدّة، أخبرَنا بها جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه ، عنه ».198

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً : «العبّاس بن معروف : قمّي ، ثقة ، صحيح ، مولى جعفر بن عمران بن عبد اللّه الأشعري ».199

. توثيق علي بن مهزيار

ذكره البرقي في رجاله

تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام بعنوان : «علي بن مهزيار الأهوازي» ، واُخرى في أصحاب الجواد عليه السلام بنفس العنوان .200

ذكر الكشّي أنّه كان نصرانيًّا فهداه اللّه ، وكان من أهل هند سكن الأهواز ، ثمّ ذكر مدحه.201

ذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:

علي بن مهزيار الأهوازي : أبو الحسن ، دورقيّ الأصل ، مولى ، كان أبوه نصرانيًا فأسلم، وقد قيل : إنّ عليًّا أيضًا أسلم وهو صغير ومنّ اللّه عليه بمعرفة هذا الأمر ، وتفقّه ، وروى عن الرضا وأبي جعفر عليهماالسلام ، واختصّ بأبي جعفر الثاني عليه السلام، وتوكّل له وعظم محلّه منه ، وكذلك أبو الحسن الثالث عليه السلام ، وتوكّل لهم في بعض النواحي ، وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكلّ خير ، وكان ثقةً في روايته لا يُطعن عليه ، صحيحًا اعتقاده ، وصنّف الكتب المشهورة .202

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «علي بن مهزيار الأهوازي رحمه الله : جليل القدر ، واسع الرواية ، ثقة ».203

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً : «علي بن مهزيار : أهوازيّ ، ثقة ، صحيح ».

واُخرى في أصحاب الجواد عليه السلام بعنوان : «علي بن مهزيار الأهوازي» ، وثالثةً في أصحاب الهادي عليه السلام بنفس العنوان وزاد «ثقة» .204

فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي.

الخطوة الثانية: البحث الفهرستي

إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب المزار لعلي بن مهزيار، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا. وإليك تفصيل الكلام:

إذا راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه ذكر كتاب المزار من جملة كتب علي بن مهزيار.205

كما وروى النجاشي هذا الكتاب من طريق ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن العبّاس بن

معروف، عن علي بن مهزيار.

وهذا نفس الطريق الذي ذكره الشيخ الصدوق وابن قُولَوَيه، فإنّهما أيضًا رويا عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار.

وكيف كان، فعلي بن مهزيار سمع الإمام الجواد عليه السلام، وذكر هذا الحديث في كتابه المزار، وبعد ذلك قام العبّاس بن معروف بتحمّل هذا الكتاب وسماعها من مؤّفه.

ففي الواقع أنّه كان عند العبّاس بن معروف نسخة من كتاب المزار لعلي بن مهزيار، ثمّ تحمّل محمّد بن الحسن الصفّار هذا الكتاب من اُستاذه العبّاس بن معروف، وبعد ذلك تحمّل ابن الوليد من الصفّار، كما أنّ الشيخ الصدوق وابن قُولَوَيه تحمّلا هذا الكتاب من الصفّار.

والحاصل، أنّ كتاب المزار لعلي بن مهزيار كان عند الشيخ الصدوق وعند ابن قُولَوَيه، وأنّهما قاما بإخراج الحديث من هذا الكتاب. وكان للشيخ الصدوق وابن قُولَوَيه طريق صحيح معتبر إلى هذا الكتاب.

ولابأس بالإشارة إلى أنّ كتاب المزار لعلي بن مهزيار كان في أصله أهوازيًا ؛ لأنّ علي بن مهزيار كان قد سكن الأهواز، ثمّ قام العبّاس بن معروف القمّي بتحمّل هذا الكتاب، فقامت مدرسة قمّ بنشر هذه النسخة القمّية من الكتاب.

وهذه النسخة تلقّت بالقبول بين أصحابنا القمّيين، بحيث نجد أنّ الأجلاّء كالصفّار وابن الوليد والشيخ الصدوق وابن قُولَوَيه اعتمدوا عليها.

فتبيّن أنّ رواية علي بن مهزيار من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليًا وفهرستيًا، فرجال الرواية كلّهم من الأجلاّء كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه هذه الرواية في غاية الإعتبار.

صحيحة علي بن أسباط

اشارة

نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصدرها.

روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن

أبي الخطّاب، عن علي بن أسباط أنّه قال:

سألت أبا جعفر عليه السلام: ما لمن زار والدك بخراسان؟

قال عليه السلام: الجنّة واللّه، الجنّة واللّه.206

ذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.207

ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحثٍ رجالي وبحثٍ فهرستي.

فها هنا خطوتان:

الخطوة الاُولى: البحث الرجالي

وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لبيان حال الشيخ الصدوق، وابن الوليد، والصفّار، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، وذكرنا أنّهم من الثقات الأجلاّء، والآن نتعرّض لبيان حال علي بن أسباط، فنقول:

توثيق علي بن أسباط

ذكره البرقي في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام ، قائلاً : «علي بن أسباط : كنديّ» ، وذكره في أصحاب الجواد عليه السلام .208

وذكر الكشّي في رجاله أنّه كان فطحيًّا.209

وذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:

علي بن أسباط بن سالم : بيّاع الزُّطّي210 ، أبو الحسن ، المقرئ ، كوفيّ ، ثقة ، وكان فطحيًّا ، وجرى بينه وبين علي بن مهزيار رسائل في ذلك ، رجعوا فيها إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام فرجع علي بن أسباط عن ذلك القول وتركه ، وقد روى عن الرضا عليه السلام من قبل ذلك ، وكان أوثق الناس وأصدقهم لهجة .211

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً : «علي بن أسباط الكوفي : له أصل وروايات ».212

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً : «علي بن أسباط بن سالم : كنديّ ، بيّاع الزُّطّي ، كوفي ».

واُخرى في أصحاب الجواد عليه السلام بعنوان : «علي بن أسباط» .213

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي.

الخطوة الثانية: البحث الفهرستي

إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب المزار لعلي بن أسباط، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا. وإليك تفصيل الكلام:

إذا راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه ذكر من جملة كتب علي بن أسباط كتاب المزار214 ، فعلي بن أسباط سمع الإمام الجواد عليه السلام فذكر هذا الحديث في كتابه المزار.

ثمّ إنّا استظهرنا أنّ محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب روى كتب

علي بن أسباط، فإنّا نجد في الكتب الأربعة 19 حديثًا روى محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن علي بن أسباط.215

وفي غير الكتب الأربعة في أكثر من 40 حديثًا روى محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن علي بن أسباط.216

والحاصل، أنّ عند محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب نسخة من كتاب المزار لعلي بن أسباط. ثمّ إنّ محمّد بن الحسن الصفّار عندما سافر إلى الكوفة تحمّل وسمع هذا الكتاب من محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، واستنسخها ونقلها إلى قمّ.

الجدير بالذكر أنّه روي في الكتب الحديثية في 26 حديثًا : «روى الصفّار عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن علي بن أسباط»، وهذا يدلّ على أنّ هذه النسخة من كتاب علي بن أسباط صارت مقبولة عند أصحابنا.217

ثمّ تلقّى أصحابنا القمّيون هذه النسخة من كتاب المزار لعلي بن أسباط، وهي نسخة الصفّار، بحيث نجد أنّ ابن الوليد اعتمد على هذه النسخة وتحمّلها، وعندما وصل الأمر إلى ابن قُولَوَيه، فبما أنّ كتاب المزار لعلي بن أسباط (بنسخة ابن أبي الخطّاب) كان عنده وكان عنده طريق معتبر إليه، وهو طريق ابن الوليد عن الصفّار، فأخرج منه هذه الرواية.

كما أنّ الشيخ الصدوق أيضًا اعتمد على كتاب علي بن أسباط، ونقل منه في كتابه عيون أخبار الرضا عليه السلام.

ولابأس بالإشارة إلى أنّ كتاب المزار لعلي بن أسباط كان في أصله من مدرسة الكوفة ؛ لأنّ علي بن مهزيار كان كوفيًا، كما أنّ محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب أيضًا كان كوفيًا، ثمّ قام محمّد بن الحسن الصفّار القمّي بنقل هذه الرواية حملاً، فقامت مدرسة قمّ الحديثيّة بنشر هذه النسخة.

وهذه النسخة تلقّت بالقبول بين أصحابنا القمّيين، بحيث نجد أنّ الأجلاّء مثل

ابن الوليد والشيخ الصدوق وابن قُولَوَيه اعتمدوا عليها.

فتبيّن أنّ رواية علي بن أسباط من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليًا وفهرستيًا، فرجال الرواية كلّهم من الأجلاّء، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه هذه الرواية كان في غاية الإعتبار.

صحيحة الحسن الوشّاء

اشارة

نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.

روى الشيخ الصدوق عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن حسن بن علي الوشّاء أنّه قال الإمام الرضا عليه السلام:

إنّي سأُقتل بالسمّ مظلومًا، فمن زارني عارفًا بحقّي غفر اللّه ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.218

ذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.219

ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحثٍ رجالي وبحثٍ فهرستي.

فها هنا خطوتان:

الخطوة الاُولى: البحث الرجالي

وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لبيان حال الشيخ الصدوق، وابن الوليد، والصفّار، وأحمد بن محمّد بن عيسى، وذكرنا أنّهم من الثقات الأجلاّء، والآن نتعرّض لبيان حال الحسن بن علي الوشّاء، فنقول:

توثيق الحسن بن علي الوشّاء

ذكره البرقي في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام، قائلاً : «أبو محمّد الحسن بن علي الوشّاء بن زياد : ابن بنت إلياس ».

واُخرى في أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً : «الحسن بن علي الوشّاء : يُلقّب بربيع ».220

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «الحسن بن علي الوشّاء الكوفي : ويقال له : الخزّاز ، ويقال له : ابن بنت إلياس ، له كتاب أخبرَنا به عدّة من أصحابنا عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشّاء ».221

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً : «الحسن بن علي الخزّاز : ويُعرف بالوشّاء ، وهو ابن بنت إلياس ، يُكنّى أبا محمّد ، وكان يدّعي أنّه عربيّ كوفيّ ، له كتاب ».

واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام بعنوان : «الحسن بن علي الوشّاء» .222

وذكره النجاشي في

رجاله بعنوان : «الحسن بن علي بن زياد الوشّاء» ، وذكر أنّه كان من وجوه هذه الطائفة .223

فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي.

الخطوة الثانية: البحث الفهرستي

إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا. وإليك تفصيل الكلام:

إذا راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه ذكر من جملة كتب أحمد بن محمّد بن عيسى ، كتاب النوادر.224

وروى الشيخ الطوسي هذا الكتاب من طريق عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار وسعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.225

وأنت خبير بأنّ هذا الطريق نفس الطريق الذي ذُكر في هذه الرواية، فإنّ الشيخ الصدوق روى عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.

والشيخ الصدوق روى في أكثر من 70 حديثًا عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.226

وكيف كان، فإنّ أحمد بن محمّد بن عيسى عندما سافر إلى الكوفة لطلب الحديث، لقي الحسن بن علي الوشّاء، وسمع منه.227 ثمّ إنّه لمّا رجع إلى قمّ ألّف كتابه النوادر، وذكر فيه هذه الرواية في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام، ثمّ تحمّل محمّد بن الحسن الصفّار كتاب النوادر من مؤلّفه أحمد بن محمّد بن عيسى، وبعد ذلك تحمّل ابن الوليد من الصفّار، كما أنّ الشيخ الصدوق تحمّل هذا الكتاب من ابن الوليد.

والحاصل، أنّ كتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى كان عند الشيخ الصدوق، وأنّه قام بإخراج هذا الحديث منه، وكان له طريق صحيح معتبر إلى هذا الكتاب.

ولابأس بالإشارة إلى

أنّ هذه الصحيحة كانت في أصلها كوفية ؛ لأنّ الحسن بن علي الوشّاء كان كوفيًا، ثمّ دخل الحديث على يد أحمد بن محمّد بن عيسى في مدرسة قمّ الحديثية، وقام القمّييون بنشرها.

فتبيّن أنّ رواية الحسن الوشّاء من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليًا وفهرستيًا ؛ فرجال الرواية كلّهم من الأجلاّء، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه هذه الرواية كان في غاية الإعتبار.

ها هنا تنبيهان:

التنبيه الأوّل

صرّحت صحيحة الحسن الوشّاء بأنّ زيارة الإمام الرضا عليه السلامكفّارة لجميع الذنوب ، ما تقدّم منها وما تأخّر .

وأرى أنّه من المناسب أن اُشير إلى آثار الذنوب وعواقبها ؛ حتّى نعرف كم هي عظمة فضيلة زيارة الإمام الرضا عليه السلامالتي تمسح كلّ هذه الذنوب .

الذنوب تُبعد الإنسان عن اللّه ، ولا بأس بالإشارة إلى بعض الروايات التي وردت في بيان آثار الذنوب ، فنقول :

1 _ عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «أما أنّه ليس من عِرقٍ يضرب ولا نَكبَةٍ ولا صُداعٍ ولا مَرضٍ، إلاّ بذنبٍ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ في كتابه: «وَ مَآ أَصَ_بَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَن كَثِيرٍ »228». 229

2 _ عن أبي جعفر عليه السلام: «ما من نَكبةٍ يصيب العبد، إلاّ بذنبٍ، وما يعفو اللّه عنه أكثر».230

3 _ عن أبي اُسامة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «تعوّذوا باللّه من سَطوَات اللّه بالليل والنهار». قال: قلت له: «وما سطوات اللّه؟»، قال: «الأخذ على المعاصي».231

4 _ عن أبي جعفر عليه السلام: «إنّ العبد ليذنب الذنب فيُزوى عنه الرزق».232

5 _ عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت، حتّى تغلّب على قلبه، فلا يفلح بعدها أبدًا».233

بعد أن عرفت آثار

الذنوب وتبعاتها، فاعلم أنّ اللّه تعالى أقرّ طرقًا لمحو آثارها وإزالة تبعاتها ، فاللّه تعالى لا تضرّه معصية من عصاه ، وهو غنيّ عن عذابهم، لذا سبقت رحمته غضبه ، فمن آثار رحمته أنّه وضع أسبابًا لمحو تبعات هذه الذنوب والتجاوز عنها بعفوه ، منها الاستغفار والتوبة والإنابة إليه ، ومنها تعظيم نبيّه صلى الله عليه و آلهوالتقرّب إليه وإلى أهل بيته عليهم السلام أئمّة الهدى ، بالزيارة في حياتهم وبعد مماتهم ، فالنبيّ وأهل بيته هم من ارتضى اللّه شفاعتهم يوم القيامة بصريح من القرآن والسنّة ، فهم سفن النجاة التي من تمسّك بها نجا ، وليس التمسّك بهم حكرًا على أزمنتهم حتّى إذا ما ماتوا حرمت الأجيال القادمة من هذه النجاة ، فهم نجاة البشرية إلى يوم القيامة ، هم الشفعاء المرضيّون عند ربّهم، يشفعون لمن ارتضى اللّه ، وينقذون المذنبين من تبعات ذنوبهم ، وإلاّ ما معنى «من تمسّك بهم نجا» ؟

فمن مشيئته تعالى أن جعل زيارة قبور النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام من أهمّ أسباب غفران الذنوب . وهذا ما أقرّته تلك الصحيحة من إخبار الإمام الرضا عليه السلام بأنّ اللّه يغفر لزوّار قبره ما تقدّم من ذنبهم وما تأخّر .

التنبيه الثاني

إنّ هناك أحاديث عديدة وردت في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام، ومضمونها قريب من صحيحة الحسن الوشّاء، نذكرها تتميمًا للفائدة:

الحديث الأوّل: روى الشيخ الصدوق عن أبي علي أحمد بن زياد الهمداني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن اليقطيني234، عن محمّد بن سليمان المصري235، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي حجر236، عن قَبيصَة، عن جابر الجُعفي237، عن أبي جعفر عليه السلام، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤنين عليهم السلام، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «ستُدفن بضعة منّي بخراسان، ما

زارها مكروب إلاّ نفّس اللّه كربته، ولا مذنب إلاّ غفر اللّه ذنوبه».238

الحديث الثاني: روى الشيخ الصدوق عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المُكَتِّب الطالقاني، عن عبد العزيز بن يحيى الجَلُودي239، عن محمّد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «ستُدفن بضعة منّي بأرض خراسان، لا يزوره مؤن إلاّ أوجب اللّه عزّ وجلّ له الجنّة، وحرّم جسده على النار».240

الحديث الثالث: روى الشيخ الصدوق عن علي بن عبد اللّه الورّاق، عن سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن علي بن النعمان241، عن محمّد بن فضيل بن غزوان الضبّي242، عن عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث الواسطي، عن النعمان بن سعد الكوفي، قال: قال أمير المؤنين عليه السلام: «سيُقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسمّ ظلمًا، اسمه اسمي، واسم أبيه اسم ابن عمران موسى عليه السلام، ألا فمن زاره في غربته غفر اللّه ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر، ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار».243

الحديث الرابع: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه الأشعري علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان بن إسحاق الدَّسوَائي، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام فقلت له: «ما لمن زار أباك بطوس؟»،

فقال عليه السلام: «من زار قبر أبي بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر».

قال حمدان: فلقيتُ بعد ذلك أيّوب بن نوح بن درّاج، فقلت له: يا أبا الحسين، إنّي سمعت مولاي أبا جعفر عليه السلاميقول: «من زار قبر أبي بطوس غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخرّ».

فقال أيّوب: «وأزيدك فيه؟»،

قلت: «نعم».

فقال: سمعته [أبا جعفر عليه السلام]

يقول : «من زار قبر أبي بطوس، غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله حتّى يفرغ اللّه من حساب الخلائق».244

وروى هذه الرواية من طريقٍ آخر.

بيان ذلك: روى علي بن إبراهيم، عن حمدان بن إسحاق النيسابوري، قال:

سمعت أبا جعفر عليه السلام الثاني (أو حكي لي عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام _ الشكّ من علي بن إبراهيم _ قال: قال أبو جعفر عليه السلام): «من زار قبر أبي بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر».

قال: فحججت بعد الزيارة، فلقيت أيّوب بن نوح، فقال لي: قال أبو جعفر عليه السلام: «من زار قبر أبي بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وبنى له منبرًا حِذاء منبر رسول اللّه وعليّ حتّى يفرغ اللّه من حساب الخلائق». فرأيت بعد أيّوب بن نوح وقد زار، فقال: جئت أطلب المنبر.245

هذا وأنّ الشيخ الصدوق روى في عيون أخبار الرضا عليه السلام وأماليه ذيل هذه الرواية.

بيان ذلك: روى الشيخ الصدوق عن أحمد بن محمّد بن يحيى246، عن سعد بن عبد اللّه ، عن أيّوب بن نوح247، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن على عليه السلام يقول: «من زار قبر أبي عليه السلام بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللّه حتّى يفرغ اللّه تعالى من حساب عبده».248

مصحّحة عبد العظيم الحسني

اشارة

نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.

روى الشيخ الصدوق عن محمّد بن أبي القاسم الملقّب ب «ماجِيلَوَيه»، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر

الثاني عليه السلام:

حتمت لمن زار أبي عليه السلام بطوس عارفًا بحقّه الجنّة على اللّه تعالى.249

ذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.250

ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحثٍ رجالي وبحثٍ فهرستي.

فها هنا خطوتان:

الخطوة الاُولى: البحث الرجالي

وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لبيان حال الشيخ الصدوق والآن نتعرّض لبيان حال رجال بقيّة الإسناد، فنقول:

1 . توثيق محمّد بن أبي القاسم

هناك رجلان معروفان بماجلويه؛ اوّلهما: محمد بن عبيد اللّه بن عمران البرقى، وثانيهما: محمد بن على بن عبيد اللّه بن عمران البرقى.

ففى الواقع أنّ ماجيلويه الثانى هو حفيد الأوّل، و نحن نعبّر عن الأوّل بماجيلويه الجدّ، و عن الثاني بماجيلويه الحفيد.

أمّا ماجيلويه الجدّ فقد ذكره النجاشي في رجاله قائلاً: «محمّد بن أبي القاسم عبيد اللّه بن عمران الجنابي البرقي، أبو عبد اللّه الملقّب ماجِيلَوَيه، وأبو القاسم يلقّب بندار، سيّد من أصحابنا القمّيين، ثقة، عالم، فقيه ...».251

وأما ماجيلويه الحفيد فلم يُذكر له في كتب الرجال توثيق صريح، و ربّما يُستدلّ على وثاقته بكونه من مشايخ الصدوق، كما أنّ العلاّمة صحح طريق كتاب الفقيه الى منصور بن حازم و معاوية بن وهب و فى الطريقين ذكر ماجيلويه الحفيد.

والحاصل من هذا: إنّ ماجيلويه الحفيد كان طريقا الى تراث علي بن إبراهيم القمّي، فالشيخ الصدوق روى عن طريق ماجيلويه الحفيد كتاب علي بن ابراهيم وسنذكر فيما بعد أنّ علي بن ابراهيم ألّف كتاب النوادر، وكان هذا الكتاب معتبراً و مشهوراً بين أصحابنا، فكان اعتماد الشيخ الصدوق على ماجيلويه الحفيد لأنّه كان مجرّد طريق الى كتابٍ مشهور.

2 . توثيق علي بن إبراهيم الهاشمي

ذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:

علي بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمّي: ثقة في

الحديث، ثبت، معتمد ، صحيح المذهب، سمع فأكثر، وصنّف كتبًا، وأضرّ في وسط عمره.252

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي، له كتب، منها: كتاب التفسير».253

وذكره ابن داوود في رجاله، قائلاً: «علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي، أبو الحسن، ثقة في الحديث، ثبت، معتمد ، صحيح المذهب».254

وذكره العلاّمة في خلاصة الأقوال، قائلاً: «علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي، أبو الحسن، ثقة في الحديث، ثبت، معتمد ، صحيح المذهب، سمع وأكثر، وصنّف كتبًا، وأضرّ في وسط عمره».255

. توثيق إبراهيم بن هاشم القمّي

ذكره النجاشي في رجاله، قائلاً: «إبراهيم بن هاشم، أبو إسحاق القمّي، أصله كوفي، انتقل إلى قمّ، قال أبو عمرو الكشّي: تلميذ يونس بن عبد الرحمن، من أصحاب الرضا عليه السلام، هذا قول الكشّي، وفيه نظر، وأصحابنا يقولون: أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقمّ هو».256

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «إبراهيم بن هاشم أبو إسحاق القمّي، أصله الكوفة، وانتقل إلى قمّ، وأصحابنا يقولون: إنّه أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقمّ، وذكروا أنّه لقي الرضا عليه السلام».257

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً: «إبراهيم بن هاشم الهاشمي: تلميذ يونس بن عبد الرحمن».258

وقال العلاّمة في خلاصة الأقوال: «لم أقف لأحدٍ من أصحابنا على قول في القدح فيه، ولا على تعديله بالتنصيص ، والروايات عنه كثيرة، والأرجح قبول قوله».259

ثمّ إنّه وقع الكلام في توثيق الرجل، فقيل : إنّه لم يصرّح الرجاليون بتوثيقه، ونحن نعتقد أنّ شأن إبراهيم بن هاشم أجلّ من أن يوثّق، وفي الواقع أنّه مستغنٍ عن التصريح بتوثيقه.

بيان ذلك: ذكر الشيخ والنجاشي أنّه أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقمّ، وإن دلّ هذا على شيء فقد دلّ على اعتماد القمّيين على روايات إبراهيم بن هاشم، إذ

كان القمّيون يتعصّبون في أمر التراث الحديثي، فلو كان في إبراهيم بن هاشم شائبة غمز لم يعتمدوا على رواياته.

والشواهد تشير إلى أنّه لمّا هاجر من الكوفة إلى قمّ وقام بنشر الحديث في هذه المدينة، اعتمد أصحابنا القمّيون عليه، واهتمّوا برواياته أكثر اهتمام، وكلّ ذلك إنّما يكون بسبب أنّهم وجدوه ثقةً جليلاً معتمدًا.

فعدم التصريح بتوثيق إبراهيم بن هاشم لم يكن إلاّ لعدم الحاجة إلى ذلك. نعم لقد ادّعى السيّد ابن طاووس الاتّفاق على توثيق علي بن إبراهيم، وذلك حين قال عند ذكر رواية في إسنادها علي بن إبراهيم: «ورواة الحديث ثقات بالاتّفاق».260

وقال الشهيد الثاني : «إنّ إبراهيم بن هاشم كان من أجلّ الأصحاب وأكبر الأعيان، وحديثه من أحسن مراتب الحسن».261

ولقد أجاد المحقّق الهمداني حيث قال:

قد يناقش في وصف حديث إبراهيم بن هاشم بالصحّة، حيث إنّ أهل الرجال لم ينصّوا بتوثيقه، وهذا ممّا لا ينبغي الالتفات إليه، فإنّ إبراهيم بن هاشم باعتبار جلالة شأنه وكثرة رواياته واعتماد ابنه والكليني والشيخ وسائر العلماء والمحدّثين، غنيّ عن التوثيق، بل هو أوثق في النفس من أغلب الموثّقين الذين لم يثبت وثاقتهم إلاّ بظنون اجتهادية غير ثابتة الاعتبار. والحاصل، أنّ الخدشة في روايات إبراهيم في غير محلّها.262

وتجدر الإشارة إلى أنّ الشيخ الكليني في كتابه الكافي نقل عن اُستاذه علي بن إبراهيم، عن إبراهيم بن هاشم أكثر من 4800 رواية، وأنت تعرف أنّ الكليني أورد في كتابه الكافي ما يقارب 15000 حديث، ممّا يعني أنّ ما يقرب من ثلث التراث الحديثي عند الكليني هو من طريق إبراهيم بن هاشم.

وإليك كلام السيّد الداماد في هذا المقام:

الأشهر الذي عليه الأكثر عدّ الحديث من جهة إبراهيم بن هاشم حسنًا، ولكن في أعلى درجات الحسن التالي

لدرجة الصحّة. والصحيح الصريح عندي أنّ الطريق من جهته صحيح، فأمره أجلّ، وحاله أعظم من أن يعدل بمعدل، أو يوثق بموثق، حكى القول بذلك جماعة من أعاظم الأصحاب ومحقّقيهم، وعن شيخنا البهائي، عن أبيه أنّه كان يقول : إنّي لأستحيي أن لا أعدّ حديثه صحيحًا، يفهم توثيقه من تصحيح العلاّمة طرق الصدوق.263

ولقد صرّح السيّد الخوئي بأنّه لا ينبغي الشكّ في توثيق إبراهيم بن هاشم.264

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ إبراهيم بن هاشم أجلّ من أن يوثّق بكلام غيره، بل غيره يوثّق به.

4 . توثيق عبد العظيم الحسني

ذكره النجاشي في رجاله، قائلاً: «عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام : أبو القاسم... كان عبد العظيم ورد الري هاربًا من السلطان، وسكن سَرَبًا265 في دار رجلٍ من الشيعة في سكّة الموالي، وكان يعبد اللّه في ذلك السَّرَب ويصوم نهاره ويقوم ليله ».266

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «عبد العظيم بن عبد اللّه العلوي الحسني: له كتاب، أخبَرنا جماعة عن أبي المفضّل محمّد بن عبد اللّه الشيباني، عن أبي جعفر (محمّد بن جعفر) بن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن عبد العظيم. ومات عبد العظيم بالري ، وقبره هناك».267

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الجواد عليه السلام، واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام.268

وذكره العلاّمة في خلاصة الأقوال، وابن داوود في رجاله.269

فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ الشواهد تدلّ على قبول رواية رجال هذه الرواية و عليه فالرواية مصحّحة.

الخطوة الثانية: البحث الفهرستي

إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا. وإليك تفصيل الكلام في هذه الجهة:

إذا راجعنا رجال

النجاشي وفهرست الشيخ، نجد أنّه قد ذُكر كتاب النوادر في عداد كتب إبراهيم بن هاشم.270 كما وروى النجاشي والشيخ بالإسناد عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم هذا الكتاب.

وكيف كان، فإبراهيم بن هاشم سمع عبد العظيم الحسني فأدرجه هذا الحديث في كتابه النوادر، ثمّ قام ابنه علي بن إبراهيم بتحمّل هذا الكتاب من أبيه، كما أنّ ماجِيلَوَيه تحمّل هذا الكتاب من شيخه علي بن إبراهيم.

فتحصّل أنّ عند ماجِيلَوَيه نسخة من كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهي نسخة ابنه علي.

وأنت إذا راجعت التراث الحديثي للشيخ الصدوق تجد أنّه في أكثر من أربعين موضعًا روى عن ماجِيلَوَيه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وهذه الأخبار تؤّد ما ذكرنا من أنّ ماجِيلَوَيه روى كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم القمّي.271

والحاصل، أنّ كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم كان عند الشيخ الصدوق، فإنّه قد تحمّل هذا الكتاب من اُستاذه ماجِيلَوَيه، عن علي بن إبراهيم، عن إبراهيم بن هاشم.

فتبيّن من هذا أنّ مصحّحة عبد العظيم الحسني من الروايات المعتبرة، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه هذه الرواية كان في غاية الإعتبار.

مصحّحة الهروي

اشارة

نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.

روى الشيخ الصدوق، عن محمّد بن أبي القاسم الملقّب ب «ماجِيلَوَيه»، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الصَّلت الهَرَوي أنّه قال: سمعت الرضا عليه السلاميقول:

إنّي ساُقتل بالسمّ مسمومًا ومظلومًا، واُقبر إلى جنب هارون، ويجعل اللّه عز و جلتربتي مختلف شيعتي وأهل بيتي، فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة، والذي أكرم محمّدا صلى الله عليه و آلهبالنبوّة واصطفاه على جميع الخليقة، لا يصلّي أحد منكم عند قبري ركعتين، إلاّ استحقّ المغفرة من اللّه عز

و جل يوم يلقاه، والذي أكرمنا بعد محمّد صلى الله عليه و آله بالإمامة وخصّنا بالوصية، إنّ زوّار قبري لأكرم الوفود على اللّه يوم القيامة، وما من مؤنٍ يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء، إلاّ حرّم اللّه عز و جلجسده على النار272 .

ذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.273

ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحثٍ رجالي وبحثٍ فهرستي.

فها هنا خطوتان:

الخطوة الاُولى: البحث الرجالي

وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لبيان حال الشيخ الصدوق، وماجِيلَوَيه (وذكرنا أنّ المراد منه هو ماجيلويه الحفيد)، وعلي بن إبراهيم، وإبراهيم بن هاشم، والآن نتعرّض لبيان حال أبي الصَّلت الهَرَوي، فنقول:

توثيق أبي الصَّلت الهَرَوي

ذكر الكشّي في رجاله بإسناده عن يحيى بن نعيم أنّه كان يقول: «أبو الصَّلت نقي الحديث، ورأيناه يسمع، ولكن كان شديد التشيّع، ولم يُرَ منه الكذب».274

وروى عن أحمد بن سعيد الرازي أنّه كان يقول: «إنّ أبا الصَّلت الهَرَوي ثقة مأمون على حديثه، إلاّ إنّه يحبّ آل رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكان دينه ومذهبه».275

وذكره النجاشي في رجاله، قائلاً: «عبد السلام بن صالح، أبو الصَّلت الهَرَوي، روى عن الرضا عليه السلام، ثقة، صحيح الحديث، له كتاب وفاة الرضا عليه السلام».276

من الغريب أنّ الشيخ الطوسي ذكر أنّه عامّي، مع أنّ العامّة ذكروا أنّه كان شيعيًّا.

بيان ذلك: إنّ الشيخ الطوسي ذكر أبا الصَّلت الهَرَوي في عداد أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً: «أبو الصَّلت الخراساني الهَرَوي عامّي، روى عنه بكر بن صالح».277

وحينما نراجع كلمات العامّة نجد أنّهم يذكرون أنّه كان شيعيًّا، فقد ذكر الذهبي أنّه شيعي متّهم مع صلاحه، وصرّح ابن حجر أنّه كان يتشيّع.278 وذكر أيضًا في ميزان الاعتدال: «أبو الصَّلت الهَرَوي الرجل الصالح، إلاّ أنّه شيعي جلد».279

والظاهر أنّ أبا الصَّلت

الهَرَوي كان مخالطًا للعامّة وراويًا لأخبارهم، لذلك التبس أمره على بعض المشايخ، فذكر أنّه كان عامّيًا.

هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنّ الأخبار التي وصلت إلينا من طريق أبي الصَّلت في التراث الشيعي تدلّ على تشيّعه، بل تدلّ على أنّه كان من خواصّ الشيعة.280

ثمّ إنّ العامّة ضعّفوه لتشيّعه، فهذا النسائي يصرّح بأنّه ليس بثقة281، وذكر الدارقطني أنّه رافضي خبيث.282

ولقد أفرط العقيلي في تضعيفه وكذّبه.283

وبإزائهم نرى أنّ الذهبى ينقل أنّ يحيى بن معين كان يوثّق أبا لصَّلت.284 كما أنّ ابن حجر العسقلاني صرّح بأنّه كان صدوقًا.285

وإنّا نعتقد أنّ العامّة ضعّفوا أبا الصَّلت الهَرَوي لأنّه كان يروي أحاديث في فضائل أمير المؤنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وأحاديث في مثالب أعدائه.

فهذا الخطيب البغدادي يذكر أنّه كان يروي الحديث النبويّ: «أنّا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت بابه» ، وغيرها من فضائله، كما أنّه يصرّح بأنّ أبا الصَّلت الهَرَوي كان روى أحاديث في المثالب.286

وإن أردت أن تعرف موقف العامّة من هذا الرجل فاسمع إلى ما قال إبراهيم بن يعقوب الجَوزَجاني: «كان أبا الصَّلت زائغًا عن الحقّ، مائلاً عن القصد، سمعت من حدّثني عن بعض الأئمّة أنّه قال فيه: هو أكذب من روث حمار الدجّال، وكان قديمًا متلوّثًا في الأقذار !!».

ومن الجدير بالذكر أنّ الجَوزَجاني كان كثير الطعن لأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، بل هو أوّل من فتح هذا الباب ، لايفرّق في طعنه على الصحيح وغيره ، فكان ديدنه الطعن والتضعيف لكلّ شيعي أو متشيّع أو من يوالي أهل البيت عليهم السلام ، وهذا يوضّح لنا موقفه من أبي الصلت وتكذيبه ونعته بكلّ تلك النعوت التي لاتليق بعالم مؤرّخ مثله .

يقول ابن عساكر في وصف

عقيدة الجَوزَجاني من التشيّع وعليّ عليه السلام : «الجَوزَجاني سكن دمشق، يحدّث على المنبر، ويكاتبه أحمد بن حنبل، فيتقوّى بكتابه، ويقرؤ على المنبر، وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على عليّ».287

ويقول الذهبي فيه: «إنّه كان من الحفّاظ المصنّفين، والمخرّجين الثقات، لكن كان فيه انحراف عن عليّ بن أبي طالب».288

ويذكر ابن حجر: «إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجَوزَجاني، رُمي بالنصب».289

فالجَوزَجاني جعل محبة الرواي لعليّ عليه السلام أو بغضه عليه مقياسًا لردّ روايته أو قبولها، وكأنّه بهذا وضع شرطًا إضافيًا للردّ والقبول.

فبقدر ما يكون الراوي مبغضًا لعليّ أو لايذكره بخير، تكون روايته مقبولة عنده، وهو ثقة ثبت عدل صدوق، وبقدر ما يكون الراوي ذاكرًا لفضائل عليّ أو محبًّا له أو مواليًا، تكون روايته مردودة، وهو مجروح ومطعون فيه!

ولسخف مبناه هذا حمل المحدّثون على إسقاط اعتبار كلامه، فهذا ابن حجر قال فيه: «أمّا الجَوزَجاني فقد قلنا غير مرّة: إنّ جرحه لايُقبل في أهل الكوفة ؛ لشدّة انحرافه ونصبه».290

وقال أيضا: «وممّن ينبغي أن يتوقّف في قبول قوله في الجرح مَن كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد، فإنّ الحاذق إذا تأمّل ثلب291 أبي إسحاق الجَوزَجاني لأهل الكوفة رأى العجب ؛ وذلك لشدّة انحرافه في النصب».292

والعجب كلّ العجب من النسائي حيث صرّح بأنّ الجَوزَجاني كان ثبتًا وثقة، مع تصريح الأعلام بأنّ الجوزاني كان شديد البغض والعداوه لعليّ بن أبي طالب عليه السلام.293

وأعجب من ذلك ما صنع مالك بن حنبل حيث قام بإكرام الجَوزَجاني، ينقل ابن حجر عن أبي بكر الخلاّل أنّه قال: «كان أحمد بن حنبل يكاتبه ويكرمه إكرامًا شديدًا».294

إنّي لأعجب كيف يكون ثبتًا من كان شديد التحامل على أمير المؤنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام الذي

اعتبره النبيّ صلى الله عليه و آلهنفسه ؟ !

والانصاف أنّ تضعيف الجَوزَجاني لأبي الصَّلت الهَرَوي لا يرجع إلى محصّل، والرجل كما صرّح به النجاشي ويحيى بن معين ثقة معتمد.

ثمّ إنّ أبا الصَّلت رحل لطلب الحديث إلى البصرة والكوفة والحجاز واليمن، ونزل نيسابور،295 وبعد أنّ جاء الإمام الرضا عليه السلام خراسان صار خادمًا له.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، والرواية صحيحة إسنادًا.

الخطوة الثانية: البحث الفهرستي

إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا، فراجع إلى ما ذكرناه آنفًا حول كتاب إبراهيم بن هاشم.

وكيف كان، فإنّ إبراهيم بن هاشم سمع أبا الصَّلت الهَرَوي فأدرج هذا الحديث في كتابه النوادر.

وبالجملة، أنّ هذه الرواية من الروايات الصحيحة رجاليًا وفهرستيًا، فرجالها كلّهم من الثقات، والمصدر الذي ذُكرت فيه في غاية الإعتبار.

ثمّ إنّه ورد حديثان في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام ومضمونهما قريب من صحيحة أبي الصَّلت الهَرَوي، نذكرهما تتميمًا للفائدة:

الحديث الأوّل: ما رواه الشيخ الصدوق في الأمالي عن محمّد بن موسى المتوكّل، عن محمّد بن جعفر الأسدي الكوفي296، عن سهل بن زياد297، عن عبد العظيم الحسني، قال: سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلاميقول : «ما زار أبي عليه السلام أحد فأصابه أذىً من مطر أو برد أو حرّ، إلاّ حرّم اللّه جسده على النار».298

الحديث الثاني: ما رواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام عن أحمد بن محمّد بن أحمد السِّناني، عن محمّد بن جعفر الأسدي بن زياد، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني، قال: سمعت عليّ بن محمّد العسكري عليه السلام يقول: «أهل قمّ وأهل آبة299 المغفور لهم لزيارتهم لجدّي عليّ بن موسى الرضا عليه السلام بطوس، ألا ومن زاره فأصابه في طريقه قطرة

من السماء، حرّم اللّه جسده على النار».300

صحيحة الهروي

اشارة

نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.

روى الشيخ الصدوق عن محمّد بن موسى المتوكّل، عن علي، عن أبيه، عن أبي الصَّلت الهَرَوي، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول:

واللّه ما منّا إلاّ مقتول شهيد.

فقيل له: فمن يقتلك يا بن رسول اللّه؟

قال: شرّ خلق اللّه في زماني يقتلني بالسمّ، ثمّ يدفنّي في دار مضيعة وبلاد غربة، ألا فمن زارني في غربتي كتب اللّه عزّ وجلّ له أجر مئة ألف شهيد، ومئة ألف صدّيق، ومئة ألف حاجّ ومعتمر، ومئة ألف مجاهد، وحُشر في زمرتنا، وجُعل في الدرجات العلى من الجنّة رفيقنا.

رواها الشيخ الصدوق في الفقيه بإسناده عن أبي الصَّلت الهَرَوي.301

وذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.302

ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحثٍ رجالي وبحثٍ فهرستي.

فها هنا خطوتان:

الخطوة الاُولى: البحث الرجالي

وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لبيان حال الشيخ الصدوق، وعليّ بن إبراهيم، وإبراهيم بن هاشم، وأبي الصَّلت الهَرَوي، وقلنا إنّهم من الثقات، والآن نتعرّض لبيان حال محمّد بن موسى المتوكّل، فنقول:

توثيق محمّد بن موسى المتوكّل

ذكره الشيخ الطوسي في رجاله، قائلاً: «محمّد بن موسى بن المتوكّل: روى عن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، روى عنه ابن بابَوَيه».303

وذكره ابن داوود في رجاله، قائلاً: «محمّد بن موسى المتوكّل: ثقة».304

كما أنّ العلاّمة وثّقه في خلاصة الأقوال.305

وترحّم عليه الشيخ الصدوق في أكثر من 120 موضعًا.306

ولقد أكثر الشيخ الصدوق الرواية عنه، فإنّا نجد أنّه روى في مشيخة كتاب الفقيه أكثر من أربعين موضعًا عن هذا الشيخ.307

فالانصاف أنّ لمحمّد بن موسى المتوكّل شأن عظيم في نقل التراث الحديثي إلى الشيخ الصدوق.

وقال السيّد ابن طاووس عند

ذكر رواية في طريقها محمّد بن موسى المتوكّل: «ورواة الحديث ثقات بالاتّفاق».308

وذكر السيّد الخوئي عندما تعرّض لطريق الشيخ الصدوق إلى إسماعيل بن مهران، قائلاً: «والطريق صحيح، فإنّ محمّد بن موسى المتوكّل ثقة بالاتّفاق».309

فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعليه فالرواية صحيحة إسنادًا.

الخطوة الثانية: البحث الفهرستي

إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا، فراجع إلى ما ذكرناه آنفًا في تفصيل كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم.

وكيف كان، فإنّ إبراهيم بن هاشم سمع أبا الصَّلت الهَرَوي فأدرج هذا الحديث في كتابه النوادر.

وبالجملة، أنّ هذه الرواية من الروايات الصحيحة رجاليًا وفهرستيًا، فرجال الرواية كلّهم من الثقات، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه كان في غاية الإعتبار.

تنبيهان

اشارة

هاهنا تنبيهان:

التنبيه الأوّل

لا بأس بالتحقيق في مصحّحة حمزة بن حُمران في المقام ؛ إذ مضمون هذه الرواية قريب من صحيحة أبي الصلت الهَرَوي.

روى الشيخ الصدوق في الفقيه بإسناده عن حمزة بن حُمران عن أبي عبد اللّه عليه السلامأنّه قال: «يُقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يُقال لها طوس، من زاره إليها عارفًا بحقّه، أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنّة وإن كان من أهل الكبائر ». قلت: «جُعلت فداك، وما عرفان حقّه؟»، قال: «يعلم أنّه مفترض الطاعة، غريب، شهيد، من زاره عارفًا بحقّه أعطاه اللّه عز و جلأجر سبعين شهيدًا، وممّن استشهد بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه و آله على حقيقة».310

والشيخ الصدوق ذكر في مشيخة الفقيه طريقه إلى حمزة بن حُمران هكذا: «وما كان عن حمزة بن حُمران فقد روّيته عن محمّد بن الحسن رضى الله عنه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عُمير، عن حمزة بن حُمران».311

والمراد من محمّد بن الحسن في صدر كلامه هو ابن الوليد. وتعرّضنا فيما سبق لتوثيق الشيخ الصدوق، وابن الوليد، والصفّار، وبقي الكلام في توثيق يعقوب بن يزيد وابن أبي عُمَير وحمزة بن حُمران، فنقول:

أمّا يعقوب بن يزيد، فقد ذكره النجاشي في رجاله بعنوان : «يعقوب بن يزيد بن حمّاد الأنباري السُّلَمي»، وذكر أنّه روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، وكان ثقةً ، صدوقًا .312

وأمّا محمّد بن أبي عُمير، فلقد صرّح الشيخ بأنّه كان من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة .313

وأمّا حمزة بن حُمران الشيباني، فقد ذكره النجاشي في رجاله، والشيخ في فهرسته ورجاله.314

وحمزة بن حُمران لم يوثّق بالتوثيق الخاصّ، فبقي الكلام في التوثيقات العامّة.

ومرادنا بالتوثيق الخاصّ، هو التوثيق الوارد في شخص، دون أن يكون هناك ضابط خاصّ

يعمّه وغيره. وبازائه التوثيقات العامّة، والمراد منها توثيق جماعة من الرواة بضابظ معيّن . ونحن الآن بصدد إثبات توثيق حمزة بن حُمران بإحدى التوثيقات العامّة.

بيان ذلك: نجد أنّ محمّد بن أبي عُمير روى هذه الرواية عن حمزة بن حُمران، وبما أنّ مشايخ ابن أبي عُمير كلّهم ثقات، فنستنتج أنّ حمزة بن حُمران ثقة أيضًا، والرواية صحيحة إسنادًا.

ولا بأس بصرف الجهد للتحقيق في هذا المطلب، فنقول:

اشتهر بين أصحابنا أنّ محمّد بن أبي عُمير، وصفوان بن يحيى، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنطي، لايروون ولايرسلون إلاّ عن ثقة، وعليه فيترتّب على هذا أمر مهمّ، وهو أنّ كلّ من روى عنه هؤاء فهو محكوم بالتوثيق وهذه نتيجة رجالية تترتّب على هذه القاعدة. والأصل في ذلك ما ذكره الشيخ في عدّة الاُصول، حيث قال:

وإذا كان أحد الراويين مسندًا والآخر مرسلاً، نظر في حال المرسل، فإن كان ممّن يعلم أنّه لايرسل إلاّ عن ثقة موثوق به، فلا ترجيح لخبر غيره على خبره، ولأجل ذلك سوّت الطائفة بين ما يرويه محمّد بن أبي عُمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمّد بن أبي نصر وغيرهم من الثقات الذين عُرفوا بأنّهم لايروون ولايرسلون إلاّ عمّن يوثق به، وبين ما أسنده غيرهم، ولذلك عملوا بمراسيلهم إذا انفردوا عن رواية غيرهم. فأمّا إذا لم يكن كذلك ويكون ممّن يرسل عن ثقة وعن غير ثقة، فإنّه يقدّم خبر غيره عليه، وإذا انفرد وجب التوقّف في خبره إلى أن يدلّ دليل على وجوب العمل به.315

والحاصل، أنّ الشيخ الطوسي اطّلع على نظرية جمع كبير من علماء الطائفة وفقهائهم في توثيق جميع مشايخ ابن أبي عُمير وصفوان والبَزَنطي، وفي الواقع، الشيخ يحكي اطّلاعه عن عدد كبير من العلماء،

يزكّون عامّة هؤاء المشايخ الثلاثة، ولأجل ذلك يسوّون بين مراسيلهم ومسانيدهم.

هذا وأنّ النجاشي صرّح بأنّ القدماء من أصحابنا كانوا يسكنون إلى مراسيل ابن عُمير، وإليك نصّ كلامه:

روى أنّه حبسه المأمون حتّى ولاّه قضاء بعض البلاد، وقيل: إنّ اُخته دفنت كتبه في حال استتاره وكونه في الحبس أربع سنين، فهلكت الكتب، وقيل: بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت، فحدّث من حفظه وممّا كان سلف له في أيدي الناس، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله.316

فالنجاشي وافق الشيخ الطوسي في هذا التوثيق العامّ في محمّد بن أبي عُمير خاصة، كان يعتقد أنّ القدماء من أصحابنا كانوا يرون توثيق جميع مشايخ ابن أبي عُمير، ولأجل ذلك يعتمدون على مراسيله.

وبالجملة، حمزة بن حُمران من مشايخ ابن أبي عُمير، فيثبت بذلك وثاقته.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رواية حمزة بن حُمران من الروايات المصحّحة.

والظاهر أنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لابن أبي عُمير، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا، فإنّا إذا راجعنا رجال النجاشي وفهرست الشيخ نجدهما يذكران في جملة كتب ابن أبي عُمير، كتاب النوادر.317

كما أنّ الشيخ الطوسي روى كتاب النوادر لابن أبي عُمير عن طريق ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عُمير.318

نجد في إسناد هذه الرواية أنّ الشيخ الصدوق روى عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير.

وبالجملة، أنّ يعقوب بن يزيد روى نسخة من كتاب النوادر لابن أبي عُمير، ووصلت هذه النسخة إلى الشيخ الصدوق، وأخذ عنه هذه الرواية وأدرجها في كتابه الفقيه.

التنبيه الثاني

جاء في صحيحة الهروي الثانية أنّ اللّه يعطي لزائر الإمام الرضا عليه السلام أجر ثواب مئة ألف مجاهد، فأرى أنّه من

المناسب أن أنقل بعض الروايات التي تذكر فضيلة الجهاد ؛ حتّى نطّلع على عظم فضيلة زيارة الإمام الرضا عليه السلام التي هي وبتصريح الصحيحة تفوق أجر الجهاد .

1 _ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «للجنّة باب يقال له باب المجاهدين، يمضون إليه فإذا هو مفتوح، وهم متقلّدون بسيوفهم، والجمع في الموقف والملائكة ترحّب بهم».319

_ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «ما أعمال العباد كلّهم عند المجاهدين في سبيل اللّه إلاّ كمثل خُطّاف أخذ بمنقاره من ماء البحر».320

_ الإمام الباقر عليه السلام: أتى رجل رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال: «إنّي راغب نشيط في الجهاد»، قال: «فجاهد في سبيل اللّه، فإنّك إن تُقتل كنت حيًّا عند اللّه تُرزق، وإن متّ فقد وقع أجرك على اللّه، وإن رجعت خرجت من الذنوب إلى اللّه».321

_ روي أنّ رجلاً أتى جبلاً ليعبد اللّه فيه، فجاء به أهله إلى الرسول صلى الله عليه و آله، فنهاه عن ذلك، وقال: «إنّ صبر المسلم في بعض مواطن الجهاد يومًا واحدًا، خير له من عبادة أربعين سنة».322

_ قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من خرج مرابطًا في سبيل اللّه تعالى أو مجاهدًا، فله بكلّ خطوة سبعمئة ألف حسنة، ويُمحى عنه سبعمئة ألف سيّئة، ويرفع له سبعمئة ألف درجة».323

_ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «مثل المجاهدين في سبيل اللّه كمثل القائم القانت لا يزال في صومه وصلاته ، حتّى يرجع إلى أهله».324

_ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «مقام أحدكم يومًا في سبيل اللّه أفضل من صلاته في بيته سبعين عامًا، ويوم في سبيل اللّه خير من ألف يوم فيما سواه».325

_ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «كلّ حسنات بني آدم تحصيها الملائكة، إلاّ حسنات المجاهدين، فإنّهم يعجزون عن علم ثوابها».326

صحيحة ابن مهزيار الثانية

اشارة

نذكر في البداية الرواية، ثمّ

نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها ، فنقول :

إنّ لهذه الرواية ثلاثة أسانيد:

الإسناد الأوّل: روى الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن علي بن مهزيار.

كما أنّ ابن قُولَوَيه روى في كامل الزيارات عن الكليني وعلي بن الحسين وغيرهما، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن علي بن مهزيار. فطريق ابن قُولَوَيه هو نفس طريق الكليني في الكافي.

الإسناد الثاني: روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام عن محمّد بن موسى المتوكّل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار.

الإسناد الثالث: روى الشيخ الصدوق في الفقيه بإسناده عن علي بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام.

وأمّا نصّ الرواية: قال ابن مهزيار:

قلت لأبي جعفر عليه السلام: جُعلت فداك، زيارة الرضا عليه السلام أفضل أم زيارة أبي عبد اللّه عليه السلام؟

فقال: زيارة أبي عليه السلام أفضل ؛ وذلك أنّ أبا عبد اللّه عليه السلام يزوره كلّ الناس، وأبي عليه السلام لا يزوره إلاّ الخواصّ من الشيعة.327

رواها الشيخ الطوسي بإسناده عن الشيخ الكليني.328

وذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.329

وقد عرفت أنّ للرواية ثلاثة أسانيد، والآن نتعرّض لتحقيق هذه الأسانيد.

فها هنا خطوات ثلاثة:

الخطوة الاُولى: تحقيق الطريق الأوّل

روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن الكليني وعلي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق)، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن علي بن مهزيار.

البحث الرجالي

ذُكر في هذا الطريق ستة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لتوثيق محمّد بن موسى المتوكّل، وعلي بن إبراهيم، وإبراهيم بن هاشم، والعبّاس بن معروف، وعلي بن مهزيار، والآن نتعرّض لبيان حال الشيخ الكليني، فنقول:

توثيق الشيخ الكليني

ذكره

النجاشي في رجاله، قائلاً:

محمّد بن يعقوب بن إسحاق : أبو جعفر الكليني ، وكان خاله عَلاّن الكليني الرازي شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم ، صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكليني يُسمّى الكافي، في عشرين سنة .330

وذكره الشيخ الطوسي في فهرسته ، قائلاً: «محمّد بن يعقوب الكليني : يُكنّى أبا جعفر ، ثقة ، عارف بالأخبار ».331

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام ، قائلاً : «محمّد بن يعقوب الكليني : يُكنّى أبا جعفر ، الأعور ، جليل القدر ، عالم بالأخبار ، وله مصنّفات يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافي ، مات سنة تسع وعشرين وثلاثمئة في شعبان ببغداد، ودُفن بباب الكوفة ، وذكرنا كتبه في الفهرست ».332

وقال الذهبي: «الكليني: شيخ الشيعة وعالم الإمامية، صاحب التصانيف، أبو جعفر محمّد بن يعقوب الرازي الكليني».333

فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي.

البحث الفهرستي

إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا.

ولقد سبق منا الكلام في هذا الكتاب وقلنا إنّه عند مراجعة رجال النجاشي وفهرست الشيخ نجدهما يذكران في عداد كتب إبراهيم بن هاشم كتاب النوادر.334

كما أنّ النجاشي والشيخ رويا بالإسناد عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم هذا الكتاب.

وكيف كان، فإنّ إبراهيم بن هاشم سمع علي بن مهزيار فأدرج هذا الحديث في كتابه النوادر، ثمّ قام ابنه علي بن إبراهيم بتحمّل هذا الكتاب من أبيه، كما أنّ علي بن الحسين بن بابَوَيه (والد الصدوق) والشيخ الكليني تحمّلا هذا الكتاب من شيخهما علي بن إبراهيم.

والحاصل، أنّه عند الكليني

وعلي بن الحسين بن بابَوَيه نسخة من كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهي نسخة علي بن إبراهيم.

الخطوة الثانية: تحقيق الطريق الثاني

روى الشيخ الصدوق عن محمّد بن موسى المتوكّل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار.

البحث الرجالي

ذُكر في هذا الطريق ستة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لتوثيق جمعيهم، وذكرنا أنّهم كلّهم من الثقات، فالرواية صحيحة إسنادًا.

البحث الفهرستي

إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب المزار لعلي بن مهزيار، وهو كتاب يعتمد عليه أصحابنا، فإنّا إذا راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه ذكر كتاب المزار من جملة كتب علي بن مهزيار.335

كما وروى النجاشي هذا الكتاب من طريق ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار.

وكيف كان، فعلي بن مهزيار سمع الإمام الجواد عليه السلام، فذكر هذا الحديث في كتابه المزار، وبعد ذلك قام العبّاس بن معروف بتحمّل هذا الكتاب وسماعه من مؤلّفه.

ففي الواقع أنّه كان عند العبّاس بن معروف نسخة من كتاب المزار لعلي بن مهزيار، ثمّ تحمّل إبراهيم بن هاشم هذا الكتاب من اُستاذه العبّاس بن معروف، وبعد ذلك تحمّل علي بن إبراهيم من أبيه. كما نقل هذا الكتاب محمّد بن موسى المتوكّل، وتحمّل منه الشيخ الصدوق.

والحاصل، أنّ كتاب المزار لعلي بن مهزيار كان عند الشيخ الصدوق. ولقد ذكرنا أنّه كان لهذا الكتاب نسخة اُخرى رواها ابن الوليد عن الصفّار، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار.

فتبيّن أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي، كما أنّها ذُكرت في مصدرين مهمّين من المصادر الأوّلية التي عليها المُعوّل، وهما كتاب النوادر لإبراهيم

بن هاشم، وكتاب المزار لعلي بن مهزيار.

الخطوة الثالثة: تحقيق الطريق الثالث

ذكرنا أنّه روى الشيخ الصدوق هذه الرواية في الفقيه بإسناده عن علي بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام.

وذكرها الشيخ الصدوق في مشيخة الفقيه هكذا: «وما كان فيه عن علي بن مهزيار... وروّيته أيضًا عن محمّد بن الحسن رضي اللّه عنه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن على بن مهزيار الأهوازي».336

البحث الرجالي

رجال هذا الطريق كلّهم من الثقات الأجلاّء، كما أنّ المراد من محمّد بن الحسن في صدر كلام الشيخ الصدوق هو ابن الوليد القمّي.

البحث الفهرستي

إذا راجعنا رجال النجاشي نجد أنّه ذكر كتاب المزار من جملة كتب علي بن مهزيار.337

كما وروى النجاشي هذا الكتاب من طريق ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار. وهذا هو نفس الطريق الذي ذكره الشيخ الصدوق في مشيخة الفقيه.

والحاصل، أنّه كان عند العبّاس بن معروف نسخة من كتاب المزار لعلي بن مهزيار، روى الصفّار هذه النسخة، كما أنّ ابن الوليد سمعها وتحمّلها.

ووصلت هذه النسخة إلى الشيخ الصدوق ونقل عنها في الفقيه.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ هذه الرواية كانت مذكورة في كتاب النوادر لابن أبي عُمير، وفي كتاب المزار لعلي بن مهزيار.

ثمّ إنّا ذكرنا أنّه روى المشايخ الثلاثة (الكليني ، الصدوق ، الطوسي) هذه الرواية، ممّا يدلّ على كثرة اعتبارها عند أصحابنا.

ولطالما كنت اُسائل نفسي عن أصحّ الروايات التي وردت في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام ، فلم أكن أعدو هذه الرواية ، فهي من أصحّ الروايات وأكثرها اعتبارًا في فضل الزيارة .

وقد عرفت أنّه قد صرّح الإمام الجواد عليه السلام في هذه الصحيحة بأنّ زيارة الإمام الرضا عليه السلام أفضل من زيارة

الإمام الحسين عليه السلام، وأجاب في ذيلها عن السبب .

وحريّ بنا أن نقف عند هذه النقطة بشيء من التحليل ، فنقول : إمامة الإمام الرضا عليه السلام هي بمثابة حلقة الوصل بين من سبقه ومن جاء بعده من الأئمّة سلام اللّه عليهم ، فالاعتقاد بإمامته عليه السلام وقبولها بمثابة الاعتقاد بإمامة من بعده من الأئمّة وقبولها ، ومن ثمّ الاعتقاد بإمامة الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام ، وهذا معنى قوله : «لا يزوره إلاّ الخواصّ من الشيعة» ، ولذا كان كلّ هذا التأكيد على زيارته .

ولقد أجاد ايضاح ذلك العلاّمة المجلسي حين قال : «إنّ مِن فرق الشيعة لا يزوره إلاّ من كان قائلاً بإمامة جميع الأئمّة، فإنّ من قال بالرضا عليه السلام لا يتوقّف فيمن بعده، والمذاهب النادرة التي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها أثر».338

صحيحة داوود الجعفري

اشارة

نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.

روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام عن محمّد بن موسى المتوكّل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي هاشم داوود بن القاسم الجعفري، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام يقول:

إنّ بين جبلي طوس قبضة قُبضت من الجنّة، مَن دخلها كان آمنًا يوم القيامة مِن النار339

رواها الشيخ الصدوق في الفقيه مرسلاً عن الإمام الجواد عليه السلام.340

كما أنّ الشيخ الطوسي رواها في تهذيب الأحكام بإسناده عن علي بن إبراهيم، عن داوود الجعفري.341

وذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.342

ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحثٍ رجالي وبحثٍ فهرستي.

فها هنا خطوتان:

الخطوة الاُولى: البحث الرجالي

وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لبيان حال الشيخ الصدوق، ومحمّد بن موسى المتوكّل، وعلي بن إبراهيم، وإبراهيم بن هاشم. والآن نتعرّض لبيان حال داوود بن القاسم الجعفري، فنقول:

توثيق داوود بن القاسم الجعفري

ذكر الكشّي أنّ له منزلة عالية عند الأئمّة عليهم السلام ، وذكر أنّ رواياته تدلّ على ارتفاع في القول343.

وذكره البرقي في رجاله في أصحاب الجواد عليه السلام بعنوان : «داوود بن القاسم» .344

وذكره النجاشي في رجاله بعنوان : «داوود بن القاسم بن إسحاق بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب» ، وذكر أنّه كان عظيم المنزلة عند الأئمّة عليهم السلام ، ووثّقه ، ولكن لم يذكر له طريقًا إلى كتابه .345

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً:

داوود بن القاسم الجعفري : يُكنّى أبا هاشم ، من أهل بغداد ، جليل القدر ، عظيم المنزلة عند الأئمّة عليهم السلام ، وقد شاهد جماعة منهم الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الأمر عليهم السلام،

وقد روى عنهم كلّهم ، وله أخبار ومسائل ، وله شعر جيّد فيهم ، وكان مقدّمًا عند السلطان ، وله كتاب، أخبرَنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه ، عنه .346

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً : «داوود بن القاسم الجعفري : أبو هاشم».

واُخرى في أصحاب الجواد عليه السلام، قائلاً : «داوود بن القاسم الجعفري : يُكنّى أبا هاشم ، من ولد جعفر بن أبي طالب ، ثقة ، جليل القدر».

وثالثةً في أصحاب الهادي عليه السلام، قائلاً : «داوود بن القاسم الجعفري : يُكنّى أبا هاشم ، ثقة ».347

فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي.

الخطوة الثانية: البحث الفهرستي

إذا راجعنا رجال النجاشي وفهرست الشيخ نجد أنّهما ذكرا أنّ لداوود الجعفري كتابًا.348

كما أنّ الشيخ الطوسي روى هذا الكتاب عن عدّة من أصحابنا، عن أبي المفضّل الشيباني، عن ابن بطّة، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن داوود الجعفري.

ولا بأس بالإشارة إلى أنّ الشيخ الطوسي روى هذا الكتاب من فهرست ابن بطّة.

بيان ذلك: إنّ قدماء أصحابنا رحمهم الله اهتمّوا بكتابة أحاديث أهل بيت النبوّة عليهم السلام أكثر اهتمام ، فألّفوا كتبًا كثيرة في هذا المجال ، كما أنّ هذه الكتب نُقلت من طبقة إلى طبقة. وبعد أن كثرت المؤلّفات والكتب، قام أصحابنا بتأليف كتب الفهارس .

والمراد من الفهارس هي الكتب التي جُمعت فيها أسماء مؤلّفي الكتب مع ذكر الطرق إليها ، وكانت الجهة الأساسية في الفهارس هي الحجّية ، بحيث تُذكر فيها الطرق إلى الكتب من الاُصول وغيرها .

ومن أشهر الكتب في هذا

المجال كتاب فهرست الشيخ، ورجال النجاشي ؛ فإنّ الشيخ الطوسي والنجاشي قاما بذكر جُلّ كتب القدماء من أصحابنا مع ذكر طرقهما إليها .

واستندا في تأليفيهما إلى الكتب الفهرستيّة التي اُلّفت قبلهما ، وأشارا في كتابيهما إلى ثمانية فهارس ، وهي: فهرست سعد بن عبد اللّه الأشعري ، وفهرست عبد اللّه بن جعفر الحِميَري ، وفهرست حُمَيد بن زياد ، وفهرست ابن بطّة ، وفهرست ابن الوليد ، وفهرست ابن قُولَوَيه ، وفهرست الشيخ الصدوق ، وفهرست ابن عبدون .

ثمّ إنّ النجاشي قال في رجاله عند ترجمة ابن بطّة:

محمّد بن جعفر بن أحمد بن بطّة المؤدّب : أبو جعفر ، القمّي ، كان كبير المنزلة بقمّ ، كثير الأدب والفضل والعلم ، يتساهل في الحديث ويعلّق الأسانيد بالإجازات ، وفي فهرست ما رواه غلط كثير .349

وهذه العبارة ظاهرة في أنّ لابن بطّة كتاب فهرست، كما أنّ لسعد بن عبد اللّه الأشعري وعبد اللّه بن جعفر الحِميَري وحميد بن زياد وغيرهم . قال في ترجمة سفيان بن صالح :«سفيان بن صالح : ذكره ابن بطّة في فهرسته ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ».350

وكذلك قال في ترجمة محمّد بن عبد الرحمن بن قبّة : «له كتب في الكلام ، وقد سمع الحديث وأخذ عنه ابن بطّة ، وذكره في فهرسته الذي يذكر فيه مَن سمع منه ».351

والحاصل ، إنّ النجاشي صرّح في ثلاثة مواضع من رجاله بأنّ لابن بطّة القمّي كتاب فهرست.

ثمّ إنّا إذا راجعنا فهرست الشيخ ورجال النجاشي ، نجد أنّهما اتّفقا في النقل عن ابن بطّة في مجال الفهرست في 86 موضعًا . كما أنّ الشيخ انفرد في 139 موضعًا في النقل عن

فهرست ابن بطّة ، والنجاشي في 43 موضعًا .

إذا عرفت هذا فنقول: إنّ النجاشي في ترجمة داوود الجعفري ذكر أنّ له كتاب، ولكن لم يذكر طريقًا إلى هذا الكتاب. وذكر الشيخ الطوسي الكتاب وذكر طريقه إليه من طريق فهرست ابن بطّة، فإنّه اعتمد كثيرًا على هذا الفهرست.

ونحن نعتقد أنّ النجاشي رأى هذا الكتاب، ولكن لم يعتمد على طريق ابن بطّة.

ويستفاد من كلام الشيخ في فهرسته أنّ ابن بطّة روى هذا الكتاب من أحمد بن محمّد بن خالد عن داوود الجعفري.

وكيف كان، أنّ للنجاشي مناقشة في فهرست ابن بطّة، ولذلك لم يعتمد على الطريق الذي ذكر فيه إلى كتاب داوود الجعفري، ولكنّه تسالم على أنّ لداوود الجعفري كتابًا.

ونحن إذا راجعنا كتابي الكافي وتهذيب الأحكام، نجد في مواضع عديدة أنّه قد روى علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن داوود الجعفري.352

كما أنّا نجد في إسناد هذه الرواية أنّه روى علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن داوود الجعفري. فمن المحتمل أنّ إبراهيم بن هاشم تحمّل نسخة من كتاب داوود الجعفري ونشرها في قمّ ؛ لأنّه هو أوّل من نشر حديث الكوفيّين في قمّ.353 وبعد ذلك وصلت هذه النسخة إلى الشيخ الصدوق من طريق شيخه محمّد بن موسى المتوكّل.

ولكنّ الإنصاف أنّ وجود كتاب داوود الجعفري عند الشيخ الصدوق يحتاج إلى شواهد أكثر، ولذلك نحن احتملنا أنّ المصدر الذي كان عند الشيخ الصدوق والذي أخذ هذه الرواية منه هو كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم.

بيان ذلك: إنّ رجال النجاشي وفهرست الطوسي ذكرا في عداد كتب إبراهيم بن هاشم كتاب النوادر .354 كما أنّهما رويا بالإسناد عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم هذا الكتاب.

وكيف كان، أنّ إبراهيم

بن هاشم رأى هذا الحديث في كتاب داوود الجعفري وأدرجها في كتابه النوادر. وبما أنّ الشواهد تشير إلى أنّ كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم كان عند الشيخ الصدوق، فنحتمل قويًّا أنّ المصدر الأساس لهذه الرواية هو هذا الكتاب.

فتبيّن أنّ رواية داوود الجعفري من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليًا وفهرستيًا. فرجال الرواية كلّهم من الثقات الأجلاّء، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه كان في غاية الإعتبار.

صحيحة ياسر الخادم

اشاره

نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.

روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن ياسر الخادم: قال عليّ بن موسى الرضا عليه السلام:

لا تُشدّ الرحال إلى شيء من القبور إلاّ إلى قبورنا، ألا وإنّي مقتول بالسمّ ظلمًا، ومدفون في موضع غربة، فمن شدّ رحله إلى زيارتي استُجيب دعاؤ وغُفر له ذنبه355 .

ذكرها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة.356

ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحثٍ رجالي وبحثٍ فهرستي.

فها هنا خطوتان:

الخطوة الاُولى: البحث الرجالي

وقع في هذا الإسناد خمسة رجال، ونحن تعرّضنا فيما سبق لبيان توثيق الشيخ الصدوق، وعلي بن إبراهيم، وإبراهيم بن هاشم، والآن نتعرّض لبيان حال باقي رجال الإسناد، فنقول:

1 . توثيق أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني

ذكره الشيخ الصدوق في كمال الدين بعد ذكر رواية رواها عن طريق هذا الشيخ، قائلاً: «لم أسمع هذاالحديث إلاّ من أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه بهمدان عند منصرفي من حجّ بيت اللّه الحرام، وكان رجلاً ثقة ديّنًا فاضلاً رحمة اللّه عليه ورضوانه».357

وذكره العلاّمة في خلاصة الأقوال، قائلاً: «أحمد بن زياد بن جعفر الهمذاني بالذال المعجمة : كان رجلاً ثقة ديّنًا فاضلاً، رضي اللّه عنه».358

وذكره ابن داوود في رجاله، قائلاً: «أحمد بن زياد بن جعفر الهمذاني بالذال المعجمة: ثقة».359

. توثيق ياسر الخادم

ذكره البرقي في رجاله في أصحاب الكاظم عليه السلام، قائلاً : «ياسر : مولى حمزة بن اليسع الأشعري القمّي ».360

وذكره النجاشي في رجاله، قائلاً : «ياسر خادم الرضا عليه السلام : وهو مولى حمزة

بن اليسع ، له مسائل ، أخبرَنا محمّد بن محمّد ، قال : حدّثنا الحسن بن حمزة ، قال : حدّثنا ابن بطّة ، قال : حدّثنا البرقي ، قال : حدّثنا ياسر بها ».361

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً: «ياسر الخادم : له مسائل عن الرضا عليه السلام، أخبرَنا بها جماعة عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه ، عن ياسر ».362

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام، تارةً بعنوان : «بائس : مولى حمزة بن اليسع الأشعري» ووثّقه ، واُخرى قائلاً : «ياسر : مولى اليسع الأشعري القمّي ».363

فتحصّل من جميع ما ذكرنا من كلمات القوم أنّ رجال هذا الإسناد من الثقات الأجلاّء، فالرواية صحيحة إسنادًا.

الخطوة الثانية: البحث الفهرستي

الظاهر من كلام النجاشي والشيخ في ترجمة ياسر الخادم أنّ له كتاب، وذكرا طريقهما إلى هذا الكتاب بالإسناد عن ابن بطّة، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عنه.

ونحن إذا راجعنا كتب الأحاديث نجد أنّه روى علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن ياسر الخادم في مواضع عديدة.364

كما أنّا نجد في إسناد هذه الرواية أنّ علي بن إبراهيم روى عن أبيه، عن ياسر الخادم، فمن المحتمل أنّ إبراهيم بن هاشم تحمّل نسخة من كتاب ياسر الخادم، وبعد ذلك سمع منه ابنه علي فنقلها إلى أحمد بن زياد الهمداني.

ولكنّ الإنصاف أنّ وجود كتاب ياسر الخادم عند الشيخ الصدوق يحتاج إلى شواهد أكثر، ولذلك احتملنا المصدر الذي كان عند الشيخ الصدوق فأخذ هذه الرواية منه، وهو كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم.

بيان ذلك: إنّ رجال النجاشي وفهرست الشيخ ذكرا كتاب النوادر في عداد كتب إبراهيم بن هاشم.365 كما أنّهما رويا بالإسناد عن علي

بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم هذا الكتاب.

وكيف كان، فإنّ إبراهيم بن هاشم رأى هذا الحديث في كتاب ياسر الخادم، وأدرجها في كتابه النوادر.

فتبيّن أنّ رواية داوود الجعفري من الروايات الصحيحة رجاليًا وفهرستيًا، فرجال الرواية كلّهم من الثقات، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه هذه الرواية كان في غاية الإعتبار.

ولا يخفى عليك أنّه ورد حديثان في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام، ومضمونهما قريب من صحيحة ياسر الخادم، نذكرهما تتميمًا للفائدة:

الحديث الأوّل: روى الشيخ الصدوق عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا عليه السلام أنّه قال له رجل من أهل خراسان: يا بن رسول اللّه، رأيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله في المنام كأنّه يقول لي: «كيف أنتم إذا دُفن في أرضكم بعضي فاستحفظتم وديعتي وغُيّب في ثراكم نجمي؟».

فقال له الرضا عليه السلام: «أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة من نبيّكم، وأنا الوديعة والنجم، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب اللّه تبارك وتعالى من حقّي وطاعتي، فأنا وآبائي شفعاؤ يوم القيامة، ومن كنّا شفعاءه يوم القيامة نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجنّ والإنس. ولقد حدّثني أبي عن جدّي، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: من رآني في منامه فقد رآني ؛ لأنّ الشيطان لايتمثّل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم، وأنّ الرؤا الصادقة جزء من سبعين جزءًا من النبوّة».366

وسوف نتعرّض لشرح هذا الإسناد بالتفصيل.

الحديث الثاني: روى الشيخ الصدوق عن تميم القرشي، عن أبيه، عن الأنصاري، عن أبي الصَّلت الهَرَوي، قال:

دخل الرضا عليه السلام القبّة التي

فيها قبر هارون الرشيد، ثمّ خطّ بيده إلى جانبه، ثمّ قال: «هذه تربتي وفيها اُدفن، وسيجعل اللّه هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبّتي، واللّه ما يزورني منهم زائر ولايسلّم عليّ منهم مسلم إلاّ وجب له غفران اللّه ورحمته بشفاعتنا أهل البيت».367

تتميم

اشارة

هذه نهاية الكلام في الروايات الصحيحة الورادة في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام.

ثمّ لا بأس بصرف الجهد للتحقيق في موثقة الحسن بن علي بن فضّال ؛ لأنّها من الروايات المعتبرة في فضل زيارة الإمام الرضا عليه السلام، فنبسط الكلام حولها تتميمًا للفائدة:

نذكر في البداية الرواية، ثمّ نتعرّض لشرح رجال إسنادها، ونذيّله بتحليلنا الفهرستي لها، ونذكر تاريخ الرواية ومصادرها.

روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام، عن أحمد بن الحسن القطّان ومحمّد بن إبراهيم الليثي ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق المُكَتِّب الطالقاني ومحمّد بن بكران النقّاش، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنّه قال:

إنّ بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، فلايزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد، إلى أن ينفخ في الصور. فقيل له: يا بن رسول اللّه، وأيّة بقعة هذه؟ قال: هي بأرض طوس، وهي واللّه روضة من رياض الجنّة، مَن زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول اللّه صلى الله عليه و آله، وكتب اللّه تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجّة مبرورة، وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة.368

ورواها الشيخ الصدوق في الأمالي عن شيخه، عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني.369 ورواها في الفقيه عن الحسن بن علي بن فضّال، ولكن لم يذكر في المشيخه طريقه إليه.370

كما وروى الشيخ الطوسي في التهذيب بإسناده عن أحمد بن

محمّد بن سعيد الهمداني.371

ولا بدّ لنا في تحقيق هذه الصحيحة من بحثٍ رجالي وبحثٍ فهرستي.

فها هنا خطوتان:

الخطوة الاُولى: البحث الرجالي

روى الشيخ الصدوق هذه الرواية عن أربعة من مشايخه:

1 _ محمّد بن بَكران النقّاش .372

2 _ أحمد بن الحسن القطّان المعروف بابن عبد ربّه الرازي .373

3 _ محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المُكَتِّب الطالقاني .374

4 _ أحمد بن محمّد بن إسحاق المُعاذي الليثي .375

وكلّ واحد من هؤلاء الأربعة من مشايخ الإجازة، ولم يوثّقوا صريحًا في كتب الرجال، ومع ذلك فالرواية صحيحة.

بيان ذلك: إنّ السيّد الخوئي في بحث كراهية إتيان الصلاة عند طلوع الشمس وغروبها، ذكر الرواية التي رواها الشيخ الصدوق في كمال الدين عن محمّد بن أحمد الشيباني وعلي بن أحمد بن محمّد الدقّاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب وعلي بن عبد اللّه الورّاق، وقال :

إنّ هذه الرواية وإن لم تكن صحيحة على الاصطلاح ؛ لعدم توثيق كلّ واحد من مشايخه الذين قد أطبقوا على نقل الرواية، إلاّ أنّ رواية كلّ من مشايخه الأربعة الرواية التي رواها الآخر، تستتبع تعاضد بعضها ببعض، وقد رواها في كمال الدين عن محمّد بن أحمد السنائي وعلي بن أحمد بن محمّد الدقّاق والحسين بن إبراهيم المؤّب وعلي بن عبد اللّه الورّاق، ورجّحها على الرواية الناهية. ومن البعيد جدًّا أن تكون رواياتهم مخالفة للواقع بأجمعها بأن يكذّب جميعهم.376

فيستفاد من كلام السيّد الخوئي أنّه إذا نقل جمع من مشايخ الصدوق رواية فلنا الاعتماد عليها.

إذ نجد في المقام أنّ أربعة من مشايخ الصدوق قد رووا هذه الرواية، ولذلك نحن نطمئنّ إليها، فإنّه من البعيد جدًّا _ كما قاله السيّد الخوئي _ أن يكذب جميعهم، وسيمرّ عليك بيان أكثر في تحليلنا

الفهرستي للرواية.

ونبدأ بشرح حال بقيّة رجال الإسناد ، فنقول:

1 . توثيق أحمد بن محمّد بن سعيد

ذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:

أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد اللّه بن زياد بن عَجلان، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني: هذا رجل جليل في أصحاب الحديث، مشهور بالحفظ والحكايات، تختلف عنه في الحفظ وعظمه، وكان كوفيًا زيديًا جاروديًا على ذلك حتّى مات، وذكره أصحابنا؛ لاختلاطه بهم ومداخلته إيّاهم وعظم محلّه وثقته وأمانته.377

وذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً:

أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبيد اللّه بن زياد بن عَجلان، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني، المعروف بابن عقدة الحافظ: أخبَرنا بنسبه أحمد بن عبدون، عن محمّد بن أحمد بن الجُنَيد. وأمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يُذكر، وكان زيديًا جاروديًا وعلى ذلك مات، وإنّما ذكرناه في جملة أصحابنا؛ لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم.378

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام، قائلاً:

أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد اللّه بن عَجلان، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني السبيعي الكوفي ، المعروف بابن عقدة، يُكنّى أبا العبّاس، جليل القدر، عظيم المنزلة، له تصانيف كثيرة، ذكرناها في كتاب الفهرست، وكان زيديًا جاروديًا، إلاّ أنّه روى جميع كتب أصحابنا، وصنّف لهم وذكر اُصولهم، وكان حفظة، سمعت جماعة يحكون أنّه قال: أحفظُ مئة وعشرين ألف حديث بأسانيدها، وأذاكر بثلاثمئة ألف حديث ، روى عنه التلّعُكبري من شيوخنا وغيره، وسمعنا من ابن المهدي ومن أحمد بن محمّد المعروف بابن الصَّلت رويا عنه، وأجاز لنا ابن

الصَّلت عنه جميع رواياته، ومولده سنة تسع وأربعين ومئتين، ومات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمئة.379

كما أنّ العلاّمة وابن داوود تعرّضا لشرح حاله ووثّقاه.380

. توثيق علي بن الحسن بن فضّال

ذكر الكشّي أنّه كان من جملة فقهاء أصحابنا، وكان من الفطحيّة.381

وذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:

علي بن الحسن بن علي بن فضّال بن عمر بن أيمن مولى عِكرِمة بن ربعي الفيّاض: أبو الحسن، كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم وعارفهم بالحديث، والمسموع قوله فيه، سمع منه شيئًا كثيرًا382، ولم يعثر له على زلّة فيه ولا ما يشينه، وقلّما روى عن ضعيف، وكان فطحيًا، ولم يروِ عن أبيه شيئًا ، وقال: كنت أقابله _ وسنّي ثماني عشرة سنة _ بكتبه، ولاأفهم إذ ذاك الروايات، ولاأستحلّ أن أرويها عنه. وروى عن أخويه، عن أبيهما.383

ذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً:

علي بن الحسن بن فضّال : فطحيّ المذهب ، ثقة ، كوفيّ ، كثير العلم ، واسع الرواية والأخبار ، جيّد التصانيف ، غير معاند ، وكان قريب الأمر إلى أصحابنا الإماميّة القائلين بالاثني عشر ، وكتبه في الفقه مستوفاة في الأخبار حسنة .384

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الهادي عليه السلام بعنوان : «علي بن الحسن بن فضّال» ، واُخرى في أصحاب العسكري عليه السلام مع وصفه بالكوفي .385

وذكره العلاّمة في الخلاصة وابن داوود في رجاله، وذكرا أنّه كان وجه أصحابنا بالكوفة وفقيههم.386

. توثيق الحسن بن علي بن فضّال

ذكره البرقي في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام.387

ومدحه الكشّي وعدّه ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم.388

وذكره النجاشي في رجاله، قائلاً:

الحسن بن علي بن فضّال، كوفي، يُكنّى أبا محمّد ابن عمر بن أيمن، مولى تيم اللّه، لم يذكره أبو عمرو الكشّي في رجال

أبي الحسن الأوّل... وكان مصلاّه بالكوفة في الجامع عند الاُسطُوانة التي يقال لها السابعة، ويقال لها اُسطوانة إبراهيم عليه السلام، وكان يجتمع هو وأبو محمّد الحجّال وعلي بن أسباط، وكان الحجّال يدّعي الكلام، وكان من أجدل الناس، فكان ابن فضّال يغري بيني وبينه في الكلام في المعرفة، وكان يجيبني جوابًا سديدًا. وكان الحسن عمره كلّه فطحيًا مشهورًا بذلك، حتّى حضره الموت، فمات وقد قال بالحقّ رضي اللّه عنه.389

ذكره الشيخ في فهرسته، قائلاً:

الحسن بن علي بن فضّال : كان فطحيًّا يقول بإمامة عبد اللّه بن جعفر ، ثمّ رجع إلى إمامة أبي الحسن عليه السلامعند موته ، ومات سنة أربع وعشرين ومئتين ، وهو ابن التيملي بن ربيعة بن بكر ، مولى تيم اللّه بن ثعلبة ، روى عن الرضا عليه السلام، وكان خصّيصًا به ، كان جليل القدر ، عظيم المنزلة ، زاهدًا ، ورعًا ، ثقة في الحديث وفي رواياته.390

وذكره الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام، قائلاً : «الحسن بن علي بن فضّال : مولىً لتيم الرباب ، كوفيّ ، ثقة ».391

الخطوة الثانية: البحث الفهرستي

ذكرت هذه الرواية في الكتاب الذي اشتهر بين أصحابنا بنسخة عن الرضا عليه السلاملعلي بن الحسن بن علي بن فضّال.

وإليك تفصيل الكلام:

إذا راجعنا رجال النجاشي تجد أنّه قال في ترجمة علي بن الحسن بن علي بن فضّال:

وذكر أحمد بن الحسين رحمه اللّه أنّه رأى نسخة أخرجها أبو جعفر بن بابَوَيه، وقال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا عليه السلام، ولا يعرف الكوفيّون هذه النسخة، ولارويت من غير هذا الطريق.392

فيُستفاد من كلام النجاشي :

1 _ إنّ ابن الغضائري رأى كتابًا جمع فيه أحاديث عن الإمام الرضا عليه السلام.

2 _ إنّ هذه النسخة كانت في الأصل لعلي بن الحسن بن علي بن فضّال.

3 _ إنّ الشيخ الصدوق عندما سافر إلى بغداد سمع علماء الامامية هذه النسخه منه، والظاهر أنّ هذا السفر كان بعد منصرفه من الحجّ سنة ( 355 ه )، وسمع منه شيوخ الطائفة.393

4 _ إنّ الشيخ الصدوق نقل لشيوخ الطائفة هذه النسخة التي رواها عن جملة من مشايخه عن ابن عقدة الهمداني، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه.

5 _ إنّه ليس لعلمائنا البغداديّين طريق إلى هذه النسخة، وإنّهم لا يعرفونها أساسًا.

6 _ إنّ شيوخ الطائفة عجبوا من هذا الطريق؛ لأنّهم كانوا يعتقدون أنّ الحسن بن علي بن فضّال لم يروِ عن أبيه إلاّ بواسطة أخويه، فيما وجدوا في هذا الطريق أنّه روى عن أبيه.

فإنّك إذا نظرت إلى إسناد الحديث تجد أنّ الشيخ الصدوق روى عن الطالقاني وغيره، عن ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، وهذا الطريق هو نفس الطريق الذي أشار إليه النجاشي في رجاله.

فتبيّن أنّ النسخة التي جمع فيها الحسن بن علي بن فضّال مجموعة من أحاديث الإمام الرضا عليه السلام كانت عند الشيخ الصدوق، ونقل منها هذا الحديث.

ونشير إلى بعض المواضع التي نقل فيها الشيخ الصدوق عن هذه النسخة في تراثنا الحديثي:

1 _ روى في أماليه عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن الإمام الرضا.394

2 _ وروى في الخصال بنفس الإسناد عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: «للإمام علامات، يكون أعلم الناس».395

ولا يخفى عليك أنّه

قال في الفقيه: «وروى أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي...» إلى آخر الرواية.396

3 _ وروى في علل الشرائع بنفس الإسناد عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: «إنّما سُمّي اُولو العزم اُولي العزم ؛ لأنّهم كانوا أصحاب العزائم ».397

4 _ روى بنفس الإسناد عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه سأل الرضا عليه السلام: «لِمَ كُنّي النبيّ صلى الله عليه و آلهبأبي القاسم؟»، فقال عليه السلام: «لأنّه كان له ابن يقال له قاسم».398

5 _ كذلك بنفس الإسناد عن الإمام الرضا عليه السلام، قال: «من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء ، قضى اللّه له حوائج الدنيا والآخرة».399

6 _ روى في معاني الأخبار بنفس الإسناد عن الإمام الرضا عليه السلام في قول اللّه : «فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ »، قال: «العفو من غير عتاب».400

7 _ كذلك روى بنفس الإسناد عن الإمام الرضا عليه السلام في قول اللّه : «هُوَ الَّذِى يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَ طَمَعًا »، قال: «خوفًا للمسافر».401

وكيف كان، فهذه النسخة تلقّت بالقبول عند الشيخ الصدوق.

ثمّ إنّا نجد أنّ الشيخ الطوسي نقل في موضع بإسناده عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن الإمام الرضا.402

ويذكر في المشيخة طريقه إلى أحمد بن محمّد بن سعيد هكذا: «وما ذكرته عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد، فقد أخبرني به أحمد بن محمّد بن موسى، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد».403

والمراد من أحمد بن محمّد بن موسى هو ابن الصَّلت الأهوازي، وهو ثقة ؛ لأنّه كان من مشايخ النجاشي.404

بقي شيء: إنّ النجاشي في رجاله عند ترجمة علي بن الحسن بن علي بن فضّال قال:

ولم يروِ عن أبيه شيئًا، وقال: كنت أقابله _ وسنّي ثماني عشرة سنة _ بكتبه،

ولاأفهم إذ ذاك الروايات ولاأستحلّ أن أرويها عنه، وروى عن أخويه عن أبيهما.405

ولكن في طريق الشيخ الصدوق إلى نسخةٍ عن الرضا عليه السلام لابن فضّال، روى علي بن الحسن بن علي بن فضّال، روى عن أبيه، وهذا لا يلائم مع ما ذكره النجاشي، فكيف التوفيق بين كلام النجاشي والطريق الذي ذكره الشيخ الصدوق؟

قال السيّد الخوئي: «فلا مناص من الالتزام إمّا بعدم صحّة ما ذكره النجاشي، أو بعدم صحّة هذه الروايات».

ثمّ قال:

أو يقال: إنّ علي بن الحسن بن علي بن فضّال، لعدم فهمه الروايات لم يروِ عن أبيه فيما يرجع إلى الحلال والحرام، وأمّا روايته عنه فيما يرجع إلى اُمورٍ اُخر ، كالزيارات وما يلحق بها، فلا مانع عنها، والفرق بينهما أنّ الروايات فيما يرجع إلى الحلال والحرام تُبتلى بالمعارضات والمخصّصات والمقيّدات، ونحو ذلك، فلا بدّ في فهمها من قوّة واستعداد. وأمّا ما يرجع إلى الزيارات، فيكفي في فهمها أن يكون للإنسان ثماني عشرة سنة.406

والحاصل، أنّ علي بن الحسن بن علي بن فضّال روى هذه النسخة من أبيه، وسمع ابن عقدة هذه النسخة.

نعم، أنّ محمّد بن بَكران النقّاش القمّي لمّا سافر إلى الكوفة لطلب الحديث تحمّل هذه النسخة ونقلها إلى قمّ، فصارت النسخة قمّية.

كما أنّ ثلاثة اُخر من مشايخ الشيخ الصدوق تحمّلا هذه النسخة من ابن عقدة، وتحمّل منهم الشيخ الصدوق.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رواية ابن فضّال من الروايات الصحيحة رجاليًا على ما حقّقناه، كما أنّ المصدر الذي ذُكر فيه هذا الحديث الشريف هو من المصادر المعتبرة عند مدرسة قمّ الحديثية.

هذا تمام الكلام في تحقيق موثقة ابن فضّال، وبذلك ننهي البحث عن الروايات الواردة في فضل الزيارة الرضوية.

* * *

فتحصّل من جميع ما سردناه لك

في هذا الكتاب صحّة هذه الأحاديث الواردة في فضيله زيارة الإمام الرضا عليه السلام، وقد عرفت أنّه ذُكر فيها أنّ زيارته عليه السلام تعدل ألف ألف حجّة، أو أنّ زيارته تقوم مقام زيارة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، وأنّ لزائر قبره أجر سبعين شهيدًا ممّن استشهد بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ... إلخ.

سائلاً المولى القدير أن يثيبنا على ما بذلنا من الجهد ، وأن يجعله كتابًا ينتفع به المؤمنون ، ويمحي الشكّ به عن قلوب اُولئك الذين تساءلوا عن مضامين هذه الروايات التي بذلنا لإثبات صحّة مضامينها ما نرجو عليه الإثابة، واللّه وليّ المؤمنين.

سيّدي ومولاي ، أيّها الرضا يابن رسول اللّه ! اشتاق قلبي لزيارتك ، فليس هناك شيء يسكّن روعه غير التعلّق بأطراف قبرك الذي أضحى قبلة الزوّار .

وأنت تعلم أنّ هذا الحبّ الذي يضطرم في قلبي حافزي على كتابة هذه السطور وتسويد هذه الوريقات ، ما كان قصدى غير أن أحظى برضاك وقبولك بضاعتى المزجاة ، راجيًا الشفاعة، وأن أحصل على كلّ ما وعدتنا بتلك الأحاديث التي أثبتّ صحّتها لشيعتك .

وأحمد اللّه وأشكره أن هيّأ لي الفرص لإتمام هذا الكتاب، ووفّقني وسهّل عليّ ما صعب من مراحله ، وأثني عليه جزيل عطائه وجميل فعاله، إنّه وليّ حميد .

وختامًا أرجو منه تبارك وتعالى لي ولإخواني القرّاء أن يتقبّل هذا الجهد المتواضع خالصًا لوجهه الكريم ، فننال به رضاه ، وأن يجعل سعينا كلّه ذخرًا للفوز في المعاد والقرب من نبيّه محمّد وآله الأطهار الميامين ، صلوات اللّه عليهم أجمعين ، والحمد للّه ربّ العالمين .

مهدي خدّاميان الآراني

فهرس مصادر التحقيق

1 . الاختصاص ، المنسوب إلى أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ

المفيد (ت 413 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الرابعة ، 1414 ه .

2 . اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : مير داماد الإسترآبادي ، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، قمّ : مؤّسة آل البيت لإحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1404 ه .

3 . الاستبصار فيما اختلف من الأخبار ، أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : السيّد حسن الموسوي الخرساني ، طهران : دار الكتب الإسلامية .

4 . الاستذكار لمذهب علماء الأمصار ، الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد البرّ القرطبي (ت 368 ه ) ، القاهرة : 1971 م .

5 . إقبال الأعمال، السيّد ابن طاووس، (ت 664 ه)، تحقيق: جواد القيّومي الإصفهاني، قمّ : مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الاُولى.

6 . أمالي الصدوق ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، قمّ : مؤسّسة البعثة ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

7 . أمالي الطوسي ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي ( ت 460 ه ) ، قمّ : دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .

8 . أمالي المفيد ، أبو عبد اللّه محمّد بن النعمان العُكبَري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد ( ت 413 ه ) ، بيروت : دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

9

. الإمامة والتبصرة من الحيرة، أبو الحسن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 329 ه ) ، تحقيق: محمّد رضا الحسيني ، قمّ : مؤسّسة آل البيت ، الطبعة الاُولى، 1407 ه .

10 . إمتاع الأسماع فيما للنبيّ من الحفدة والمتاع ، الشيخ تقي الدين أحمد بن علي المقريزي (ت 845 ه ) .

11 . بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، محمّد بن محمّد تقي المجلسي ( ت 1110 ه ) ، طهران : دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الاُولى ، 1386 ه .

12 . بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عليّ الطبري (ت 525 ه ) ، النجف الأشرف : المطبعة الحيدريّة ، الطبعة الثانية ، 1383 ه .

13 . بصائر الدرجات ، أبو جعفر محمّد بن الحسن الصفّار القمّي المعروف بابن فروخ (ت 290 ه ) ، قمّ : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الاُولى ، 1404 ه .

14 . تاريخ الإسلام ، شمس الدين الذهبي ( ت 748 ه ) ، تحقيق : عمر عبد السلام تدمري ، بيروت : دار الكتاب العربي .

15 . تاريخ بغداد أو مدينة السلام ، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ( ت 463 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطاء ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى .

16 . تاريخ مدينة دمشق ، علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي ( ت 571 ه ) ، تحقيق : علي شيري ، 1415 ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .

17 . تاريخ المدينة المنوّرة ، أبو زيد عمر بن شبّة النميري

البصري (ت 262 ه ) ، تحقيق : فهيم محمّد شلتوت ، بيروت : دار التراث ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .

18 . تحفة الأحوذي، المباركفوري (ت 1282 ه )، بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولى، 1410 ه .

19 . تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشّاف ، أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الزيلعي (ت 762 ه ) .

20 . تذكرة الحفّاظ ، محمّد بن أحمد الذهبي ( ت 748 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي .

21 . تعليقة على منهج المقال ، محمّد باقر بن محمّد أكمل الوحيد البهبهاني الحائري ( ق 13 ه ) ، طبعة حجرية على هامش منهج المقال ، إيران 1307 ه . .

22 . تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي (ت 774 ه ) ، تحقيق : عبد العظيم غيم ، ومحمّد أحمد عاشور ، ومحمّد إبراهيم البنّا ، القاهرة : دار الشعب .

23 . تفسير العيّاشي، أبو النضر محمّد بن مسعود السلمي السمرقندي المعروف بالعيّاشي (ت 320 ه )، تحقيق : السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي ، طهران : المكتبة العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1380 ه .

24 . التفسير الكبير ومفاتيح الغيب (تفسير الفخر الرازي) ، أبو عبد اللّه محمّد بن عمر المعروف بفخر الدين الرازي (ت 604 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .

25 . تفسير نور الثقلين ، عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي (ت 1112 ه ) ، تحقيق: هاشم الرسولي المحلاّتي ، قمّ : مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الرابعة ، 1412

ه .

26 . تقريب التهذيب ، أحمد بن علي العسقلاني ابن حجر ( ت 852 ه ) ، تحقيق : محمّد عوّامة ، دمشق : دار الرشيد ، 1412 ه .

27 . التلخيص الحبير في تخريج الرافعي الكبير ، الإمام أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، بيروت : دار الفكر .

28 . التمهيد لما في الموطّأ من المعاني والأسانيد ، يوسف بن عبد اللّه القرطبي (ابن عبد البرّ) (ت 463 ه ) ، تحقيق : مصطفى العلوي ومحمّد عبد الكبير البكري ، جدّة : مكتبة السوادي ، 1387 ه .

29 . تنقيح المقال في علم الرجال ، عبد اللّه بن محمّد حسن المامقاني ( ت1351 ه ) ، طهران : انتشارات جهان .

30 . التوحيد ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : هاشم الحسيني الطهراني ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1398 ه .

31 . توضيح المقال في علم الرجال ، المولى علي الكني ( ت 1306 ه ) ، طبعة طهران ، 1302 ه .

32 . تهذيب الأحكام في شرح المقنعة ، محمّد بن الحسن الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : السيّد حسن الموسوي ، طهران : دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الثالثة ، 1364 ش .

33 . تهذيب التهذيب ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ( ت 852 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .

34 .

تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، يونس بن عبد الرحمن المزّي ( ت 742 ه ) ، تحقيق : الدكتور بشّار عوّاد معروف ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الرابعة ، 1406 ه .

35 . ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، قمّ : منشورات الشريف الرضي ، الطبعة الثانية ، 1368 ش .

36 . جامع أحاديث الشيعة ، السيّد البروجردي ( ت 1383 ه ) ، قمّ : المطبعة العلمية .

37 . جامع السعادات ، محمّد مهدي بن أبي ذرّ النراقي (ت 1209 ه ) ، تحقيق : محمّد كلانتر ، النجف : دار النعمان للطباعة والنشر.

38 . الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ( ت 911 ه ) ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الاُولى ، 1401 ه .

39 . جامع المدارك في شرح المختصر النافع ، السيّد أحمد الخوانساري ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، طهران: مكتبة الصدوق ، الطبعة الثانية ، 1355 ش .

40 . الجرح والتعديل ، عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ( ت327 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، 1371 ه .

41 . جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ، محمّد حسن النجفي (ت 1266 ه ) ، بيروت : مؤسّسة المرتضى العالمية .

42 . الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ، يوسف بن أحمد البحراني ( ت 1186 ه ) ، تحقيق : وإشراف : محمّد تقي الإيرواني ، قمّ :

مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين .

43 . الخرائج والجرائح ، أبو الحسين سعيد بن عبد اللّه الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي (ت 573 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي عج ، قمّ : مؤسّسة الإمام المهدي عج ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه .

44 . الخصال ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، قمّ : منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية .

45 . خلاصة الأقوال ، الحسن بن يوسف بن علي بن المطهّر المعروف بالعلاّمة الحلّي ( ت 726 ه ) ، تحقيق : الشيخ جواد القيّومي ، قمّ : مؤّسة نشر الفقاهة ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

46 . الدرّ المنثور في التفسير المأثور ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ( ت 911 ه ) ، بيروت : دار المعرفة للطباعة والنشر .

47 . الدروس الشرعيّة في فقه الإماميّة ، محمّد بن مكّي العاملي (الشهيد الأوّل) (ت 786 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة النشر الإسلامي ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي .

48 . دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام ، أبو حنيفة النعمان بن محمّد بن منصور بن أحمد بن حيّون التميمي المغربي ( ت 363 ه ) ، تحقيق : آصف بن علي أصغر فيضي ، قمّ : مؤّسة آل البيت ، بالاُوفسيت عن طبعة دار المعارف في القاهرة ، 1383 ه .

49 . دلائل الإمامة ، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري الإمامي (ق 5 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قمّ

: مؤسّسة البعثة .

50 . ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد ، العلاّمة المولى محمّد باقر السبزواري (ت 1090 ه ) ، قم : مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث .

51 . رجال ابن داوود ، الحسين بن علي بن داوود الحلّي ( ت 740 ه ) ، تحقيق : السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم ، قمّ : بالاُوفسيت عن طبعة منشورات مطبعة الحيدرية في النجف الأشرف ، منشورات الرضي ، 1392 ه .

52 . رجال البرقي ، أحمد بن محمّد البرقي الكوفي (ت 274 ه ) ، طهران : جامعة طهران ، 1342 ش .

53 . رجال الطوسي ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : جواد القيّومي الإصفهاني ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه .

54 . رجال النجاشي ( فهرست أسماء مصنّفي الشيعة ) ، أبو العبّاس أحمد بن علي النجاشي ( ت 450 ه ) ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الخامسة ، 1416 ه .

55 . الرسائل الرجالية ، أبو المعالي محمّد بن محمّد إبراهيم الكلباسي (ت 1315 ه ) ، تحقيق : محمّد حسين الدرايتي ، قمّ : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، 1422 ه .

56 . رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسّل والزيارة ، محمود سعيد ممدوح ، الاُردن : دار الإمام النووي ، الطبعة الاُولى ، 1416 ه .

57 . الرواشح السماوية في شرح الأحاديث الإماميّة، مير محمّد باقر الحسيني المرعشي الداماد (ت 1041 ه ) ، قمّ : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الاُولى

، 1405 ه .

58 . روح المعاني في تفسير القرآن (تفسير روح المعاني) ، أبو الفضل شهاب الدين السيّد محمود الآلوسي (ت 1270 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الرابعة، 1405 ه .

59 . روضة الواعظين ، محمّد بن الحسن بن علي الفتّال النيسابوري (ت 508 ه ) ، تحقيق : محمّد مهدي الخرساني، قمّ : منشورات الشريف الرضي .

60 . سبل الهدى والرشاد ، محمّد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942 ه ) ، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود ، بيروت: دار الكتب العلمية ، 1414 ه .

61 . سنن ابن ماجة ، أبو عبداللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني ( ت 275 ه ) ، تحقيق : محمّد فؤد عبد الباقي ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .

62 . سنن أبي داوود ، أبو داوود سليمان بن أشعث السِّجِستاني الأزدي ( ت 275 ه ) ، تحقيق : سعيد محمّد اللحّام ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .

63 . سنن الترمذي ( الجامع الصحيح ) ، أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي ( ت 279 ه ) ، تحقيق : عبد الرحمن محمّد عثمان ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الثانية ، 1403 ه .

64 . سنن الدارقطني ، أبو الحسن علي بن عمر البغدادي المعروف بالدارقطني ( ت 285 ه ) ، تحقيق : أبو الطيب محمّد آبادي ، بيروت : عالم الكتب ، الطبعة الرابعة ، 1406 ه .

65 . السنن الكبرى ، أبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي (

ت 303 ه ) ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الاُولى ، 1348 ه .

66 . السنن الكبرى ، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي ( ت 458 ه ) ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .

67 . سنن النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شُعيب بن علي بن بحر النسائي (ت 303 ه )، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الاُولى، 1348 ه .

68 . سير أعلام النبلاء ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الذهبي ( ت 748 ه ) ، تحقيق : شُعيب الأرنؤوط ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة العاشرة ، 1414 ه .

69 . شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ، أبو حنيفة القاضي النعمان بن محمّد المصري ( ت 363 ه ) ، تحقيق : محمّد الحسيني الجلالي ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

70 . الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ، أبو نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري ( ت 398 ه ) ، تحقيق : أحمد عبد الغفّور العطّار ، بيروت : دار العلم للملايين ، الطبعة الرابعة ، 1407 ه .

71 . صحيح ابن حبّان بترتيب ابن بلبان ، عليّ بن بلبان الفارسي المعروف بابن بلبان (ت 739 ه ) ، تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

72 . صحيح مسلم ، أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري ( ت 261 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، طبعة مصحّحة ومقابلة على عدّة مخطوطات ونسخ معتمدة

.

73 . الطبقات الكبرى ، محمّد بن سعد كاتب الواقدي ( ت 230 ه ) ، بيروت : دار صادر .

74 . عدّة الاُصول ، أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي المعروف بالشيخ الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : محمّد مهدي نجف ، قمّ : مؤسّسة آل البيت للطباعة والنشر .

75 . العدد القوية ، رضي الدين علي بن يوسف الحلّي (ق 8 ه ) ، تحقيق : مهدي الرجائي ، قمّ : مكتبة آية اللّه المرعشي العامّة ، 1408 ه .

76 . العقد الفريد ، أبو عمر أحمد بن محمّد بن ربّه الاُندلسي (ت 328 ه ) ، تحقيق : أحمد الزين وإبراهيم الأبياري ، بيروت : دار الاُندلس .

77 . علل الشرائع ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تقديم : السيّد محمّد صادق بحر العلوم ، 1385 ه ، النجف الأشرف : منشورات المكتبة الحيدرية .

78 . عمدة القاري شرح البخاري ، أبو محمّد بدر الدين أحمد العيني الحنفي (ت 855 ه ) ، مصر : دار الطباعة المنيرية .

79 . عيون أخبار الرضا عليه السلام ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : الشيخ حسين الأعلمي ، 1404 ه ، بيروت : مؤّسة الأعلمي للمطبوعات .

80 . الغارات ، أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد المعروف بابن هلال الثقفي ( ت 283 ه ) ، تحقيق : السيّد جلال الدين المحدّث الأرموي ، طهران : أنجمن آثار ملّي ، الطبعة الاُولى

، 1395 ه .

81 . الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ، عبد الحسين أحمد الأميني (ت 1390 ه ) ، بيروت : دار الكتاب العربيّ ، الطبعة الثالثة ، 1387 ه .

82 . غريب الحديث ، القاسم بن سلام الهروي (ت 224 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1406 ه .

83 . الغيبة ، أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : عبّاد اللّه الطهراني ، وعلي أحمد ناصح ، قمّ : مؤسّسة المعارف الإسلامية ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه .

84 . فتح البارى شرح صحيح البخاري ، أحمد بن علي العسقلاني (ابن حجر) (ت 852 ه ) ، تحقيق : عبد العزيز بن عبد اللّه بن باز ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1379 ه .

85 . فتح العزيز شرح الوجيز ، الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن محمّد الرافعي (ت 623 ه ) ، بيروت : دار الفكر .

86 . فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدراية في علم التفسير ، محمّد بن علي بن محمّد الشوكاني (ت 1250 ه ) ، عالم الكتب .

87 . فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين عليّ ، غياث الدين عبد الكريم بن أحمد الطاووسي العلوي (ت 693 ه ) ، قمّ : منشورات الشريف الرضي .

88 . فضائل الأشهر الثلاثة ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : غلام رضا عرفانيان ، قمّ : مطبعة الآداب ، الطبعة الاُولى ، 1396

ه .

89 . فلاح السائل ، علي بن موسى الحلّي (السيّد ابن طاووس) (ت 664 ه ) ، تحقيق : غلامحسين مجيدي ، قمّ : مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1419 ه .90 . فتح الأبواب ، أبو القاسم علي بن موسى بن طاووس الحسني الحلّي ( ت 664 ه ) ، تحقيق : حامد الخفّاف ، قمّ : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه .

91 . الفهرست ، محمّد بن الحسن الطوسي ( ت 460 ه ) ، تحقيق : جواد القيّومي ، قمّ : مؤسّسة نشر الفقاهة ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

92 . الفوائد الرجالية (رجال السيّد بحر العلوم) ، آية اللّه السيّد محمّد المهدي بحر العلوم الطباطبائي (ت 1212 ه ) ، تحقيق : محمّد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم ، طهران : مكتبة الصادق ، الطبعة الاُولى ، 1363 ه .

93 . قاموس الرجال في تحقيق رواة الشيعة ومحدّثيهم ، محمّد تقي بن كاظم التستري ( ت 1320 ه ) ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1410 ه .

94 . القاموس المحيط ، أبو طاهر مجد الدين محمّد بن يعقوب الفيروز آبادي (ت 817 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1403 ه .

95 . الكاشف في معرفة من له الرواية في الكتب الستّة ، الإمام شمس الدين أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الذهبي الدمشقي (ت 748 ه ) ، تحقيق : محمّد عوامة وأحمد محمّد نمر الخطيب ، جدّة : دار القبلة للثقافة الإسلامية ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه .

96 .

الكافي ، أبو جعفر ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي ( ت 329 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، طهران : دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الثانية ، 1389 ه .

97 . الكامل، عبد اللّه بن عدي (ت 365 ه )، تحقيق: يحيى مختار غزاوي، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة ، 1409 ه .

98 . كامل الزيارات ، أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه ( ت 367 ه ) ، قمّ : مؤّسة نشر الفقاهة ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

99 . كتاب الصلاة (التنقيح في شرح العروة الوثقى) تقريرات لبحث آية اللّه السيّد الخوئي ، ميرزا علي التبريزي الغروي ، قمّ : دار الهادي للمطبوعات ، الطبعة الثالثة ، 1410 ه .

100 . كتاب من لا يحضره الفقيه ، محمّد بن علي بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الثانية .

101 . الكشف الحثيث عمّن رُمي بوضع الحديث ، برهان الدين الحلبي (ت 841 ه ) ، تحقيق : صبحي السامرائي ، مكتبة النهضة العربية ، الطبعة الاُولى ، 1407 ه .

102 . كشف الخفاء، إسماعيل بن محمّد العجلوني، (ت 1162ه )، بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية، 1408 ه .

103 . كمال الدين وتمام النعمة ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين

، الطبعة الاُولى ، 1405 ه .

104 . كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال ، علاء الدين علي المتّقي بن حسام الدين الهندي ( ت 975 ه ) ، ضبط وتفسير : الشيخ بكري حيّاني ، تصحيح وفهرسة : الشيخ صفوة السقا ، ، بيروت : مؤّسة الرسالة ، الطبعة الاُولى ، 1397 ه .

105 . لسان العرب ، أبو الفضل جمال الدين محمّد بن مكرم بن منظور ( ت 711 ه ) ، قمّ : نشر أدب الحوزة ، الطبعة الاُولى ، 1405 ه .

106 . لسان الميزان ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الثالثة ، 1406 ه .

107 . مجمع البيان في تفسير القرآن ، أبو عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه ) ، تحقيق: السيّد هاشم الرسولي المحلاّتيّ والسيّد فضل اللّه اليزدي الطباطبائي ، بيروت : دار المعرفة ، الطبعة الثانية ، 1408 ه .

108 . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ( ت 807 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .

109 . مجمع الفائدة والبرهان، المحقّق الأردبيلي، (ت 993 ه)، الطبعة الاُولى، قمّ: منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية.

110 . المحاسن ، أبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ( ت 280 ه ) ، تحقيق : السيّد جلال الحسيني ، طهران : دار الكتب الإسلامية .

111 . مختصر بصائر الدرجات ، حسن بن سليمان الحلّي (ق 9 ه ) ، قمّ : انتشارات الرسول المصطفى .

112 . مدارك الأحكام،

السيّد محمّد العاملي (ت 1009 ه )، قمّ : مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، الطبعة الاُولى، 1410 ه .

113 . مدينة المعاجز، السيّد هاشم البحراني (ت 1107 ه )، تحقيق: عزّة اللّه المولائي الهمداني، قمّ: مؤسّسة المعارف الإسلامية، الطبعة الاُولى، 1413 ه .

114 . المزار ، أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العُكبَري الحارثي المعروف بالشيخ المفيد ( ت 413 ه ) ، تحقيق : محمّد باقر الأبطحي ، قمّ : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه .

115 . مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام ، زين الدين بن علي العاملي (الشهيد الثاني) (ت 965 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة المعارف الإسلامية ، قمّ : مؤسّسة المعارف الإسلامية ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه .

116 . المستدرك على الصحيحين ، أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحاكم النيسابوري (ت 405 ه )، إشراف: يوسف عبد الرحمن المرعشلي، طبعة مزيدة بفهرس الأحاديث الشريفة.

117 . مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، الميرزا حسين النوري ( ت 1320 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت ، قمّ : مؤّسة آل البيت ، الطبعة الاُولى ، 1408 .

118 . مستند الشيعة في أحكام الشريعة ، العلاّمة المولى أحمد بن محمّد مهدي النراقي (ت 1245 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، مشهد : مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، 1415 ه .

119 . مسند أبى حنيفة ، أحمد بن عبد اللّه (أبو نُعيم) الإصفهاني (ت 430 ه ) ، القاهرة: مكتبة الآداب ، 1981 م .

120 . مسند أبي يعلى الموصلي ، أبو يعلى أحمد

بن علي بن المثنّى التميمي الموصلي (ت 307 ه ) ، تحقيق : إرشاد الحقّ الأثري ، جدّة : دار القبلة ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .

121 . مسند أحمد ، أحمد بن حنبل الشيباني ( ت 241 ه ) ، دار صادر ، بيروت .

122 . مسند الشاميّين، سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 ه )، تحقيق: حمدي عبد الحميد السلفي ، بيروت : مؤسّسة الرسالة، الطبعة الثانية، 1417 ه .

123 . مصباح الفقيه محمّد رضا بن محمّد هادي الهمداني (ت 1322 ه) .

124 . المصنّف ، أبو بكر عبد الرزّاق بن همام الصنعاني (ت 211 ه ) ، تحقيق : حبيب الرحمان الأعظمي ، بيروت : المجلس العلمي .

125 . معاني الأخبار ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابَوَيه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، 1379 ه ، قمّ : مؤّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى، 1361 ه .

126 . المعجم الأوسط ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني ( ت 360 ه ) ، تحقيق : قسم التحقيق بدار الحرمين ، 1415 ه ، القاهرة : دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع .

127 . معجم البلدان ، أبو عبد اللّه شهاب الدين ياقوت بن عبد اللّه الحموي الرومي ( ت 626 ه ) بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الاُولى ، 1399 ه .

128 . معجم رجال الحديث ، أبو القاسم بن علي أكبر الخوئي ( ت 1413 ه ) ، الطبعة الخامسة ، 1413 ه ، طبعة منقّحة ومزيدة .

129 . المعجم

الكبير ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية ، 1404 ه .

130 . مفردات ألفاظ القرآن ، أبو القاسم الحسين بن محمّد الراغب الإصفهاني (ت 502 ه ) ، تحقيق : صفوان عدنان داوودي ، دمشق : دار القلم ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .

131 . مقباس الهداية في علم الدراية ، الشيخ عبد اللّه المامقاني (ت 1351 ه ) ، قمّ : مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، 1411 ه .

132 . المقنعة ، أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العُكبَري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة النشر الإسلامي ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1410 ه .

133 . مكارم الأخلاق ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ( ت 548 ه ) ، تحقيق : علاء آل جعفر ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .

134 . مناقب آل أبي طالب (مناقب ابن شهر آشوب ) ، أبو جعفر رشيد الدين محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ( ت 588 ه ) ، قمّ : المطبعة العلمية .

135 . ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، محمّد بن أحمد الذهبي ( ت 748 ه ) ، تحقيق : علي محمّد البجاوي ، بيروت : دار الفكر .

136 . نقد الرجال ، مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي ( ق 11 ه ) ، قمّ : مؤّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، الطبعة الاُولى

، 1418 ه .

137 . النهاية في غريب الحديث والأثر ، أبو السعادات مبارك بن مبارك الجزري المعروف بابن الأثير (ت 606 ه ) ، تحقيق : طاهر أحمد الزاوي ، قمّ : مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الرابعة ، 1367 ه .

138 . نيل الأوطار من أحاديث سيّد الأخيار ، العلاّمة محمّد بن علي بن محمّد الشوكاني (ت 1255 ه ) ، بيروت : دار الجيل .

139 . وسائل الشيعة ، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي ( ت 1104 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت ، قمّ : مؤّسة آل البيت لإحياء التراث ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

الإتصال بالمؤف

بإمكانكم الإتصال بالمؤف عن طريق موقع الانترنت:

وعن طريق البريد الالكترونى: 

وشكراً جزيلاً

1 _ تهذيب التهذيب 7 : 388 . 2 _ الشورى : 23 . 3 _ بحار الأنوار 49 : 328 ، العدد القوية : 294 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 281 . 4 _ للاستزادة انظر : توضيح المقال : 245، مقباس الهداية 1 : 155. 5 . فتراسلنا على صندوق البريد: « إيران _ 311/87415 » . 6 _ الكهف : 21 . 7 _ انظر : فتح القدير 3 : 277 . 8 _ النساء : 64 . 9 _ مجمع البيان 4 : 120، تفسيرالرازي 10 : 162. 10 _ إمتاع الأسماع 14 : 617، سبل الرشاد والهدى 11 : 429، الغدير 5 : 135. 11 _ انظر: مسند أحمد 1: 145، سنن ابن ماجة 1: 501، سنن الترمذي 2: 259، سنن النسائي 8 : 311، المستدرك للحاكم 1: 374، السنن الكبرى للبيهقي 4: 76، 77،

مجمع الزوائد 3: 59، فتح الباري 3: 118، عمدة القاري 8 : 69، السنن الكبرى 3: 225، مسند أبي يعلى 1: 240، صحيح ابن حَبّان 3: 261، المعجم الكبير 2: 94، مسند الشاميين 3: 347، سنن الدارقطني 4: 173، كنز العمّال 11: 473. 12 _ مسند أحمد 55: 361، مجمع الزوائد 3: 59، المعجم الأوسط 1: 82 ، الاستذكار: 182. 13 _ مفردات غريب القرآن : 537 . 14 _ لسان العرب 5: 253، وانظر : غريب الحديث لابن سلام 2: 63، النهاية في غريب الحديث 5: 245. 15 _ مجمع الزوائد 3: 58 . 16 _ مسند أحمد 5: 359، صحيح مسلم 3: 64، سنن ابن ماجة 1: 494، سنن النسائي : 94، السنن الكبرى للبيهقي 4: 79، السنن الكبرى للنسائي 1: 657. 17 _ السنن الكبرى 8 : 311، عمدة القاري 8 : 69، تحفة الأحوذي 4: 135، المصنّف لابن أبي شيبة 3: 224، مسند أبي حنيفة: 146، التمهيد لابن البرّ 3: 223 و 225، كنز العمّال : 647 الرقم 42555، الطبقات الكبرى 1: 116. 18 _ سنن الترمذي 2: 259. 19 _ المستدرك للحاكم 1: 375، و 2: 605، كنز العمّال 12: 442. 20 _ مسند أحمد 2: 44، صحيح مسلم 3: 65، سنن ابن ماجة 1: 501، صحيح ابن حَبّان : 440، المحلّى 5: 161، نيل الأوطار 4: 164. 21 _ حرّة واقم هذه التي حصلت فيها وقعة الحرّة سنة 62 ه بين أهل المدينة المنوّرة _ وكلّهم من الصحابة وأبنائهم _ وبين جيش الحاكم الفاجر يزيد بن معاوية. 22 _ مسند أحمد 1: 161، سنن أبي داوود 1: 453، السنن

الكبرى للبيهقي 5: 249، التمهيد 20: 245 و 246. 23 _ مسند أحمد 6: 180، صحيح مسلم 3: 63، سنن النسائي 4: 94، السنن الكبرى للبيهقي 4: 79، السنن الكبرى للنسائي 1: 656، صحيح ابن حَبّان 7: 444، تاريخ المدينة لابن شَبّة 1: 9. 24 _ تاريخ المدينة لابن شَبّة 1: 132. 25 _ المستدرك للحاكم 1: 377، السنن الكبرى للبيهقي 4: 78. 26 _ المستدرك على الصحيحين 1 : 377 . 27 _ سنن الدارقطني 2: 244، الجامع الصغير 2: 605، كنز العمّال 15: 651، كشف الخفاء 2: 250، الدرّ المنثور 1: 237، الكامل لابن عدي 6، ميزان الاعتدال 4: 226، لسان الميزان 6: 135. 28 _ مجمع الزوائد 4: 2، المعجم الأوسط 5: 16، المعجم الكبير 12: 225، كنز العمّال 12: 256، الدرّ المنثور 1: 237، ميزان الاعتدال 4: 104، لسان الميزان 6: 29. 29 _ كشف الخفاء 2: 251، رفع المنارة: 277، ميزان الاعتدال 1: 53، لسان الميزان 1: 91. 30 _ دعائم الإسلام 1: 296، كامل الزيارات: 47، تهذيب الأحكام 6: 3، المزار للمفيد: 168، المزار لابن المشهدي: 34، إقبال الأعمال 3: 122، المقنعة: 457، الدروس 2: 5، ذخيرة المعاد 1: 707، الحدائق الناضرة 17: 405. 31 _ فتح العزيز 7: 417، تلخيص الحبير 7: 417، نيل الأوطار 5: 178 و 179، سنن الدارقطني 2: 244، تخريج الأحاديث والآثار 1: 199، كنز العمّال 5: 135، الدرّ المنثور 1: 237، ميزان الاعتدال 4: 285، لسان الميزان 6: 180، تاريخ الإسلام للذهبي 11: 213، إمتاع الأسماع 14: 617، سبل الهدى والرشاد 12: 376. 32 _ رفع المنارة : 286، الغدير 5: 102. 33

_ كنز العمّال 5: 136، الدرّ المنثور 1: 237، ميزان الاعتدال 4: 285، لسان الميزان : 180. 34 _ الكافي 4: 548، كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 565، تهذيب الأحكام 6: 4، وسائل الشيعة 14 : 333، المزار لابن المشهدي: 33، جامع أحاديث الشيعة 12: 228، تفسير نور الثقلين 1: 541، مجمع الفائدة والبرهان 7: 426، مدارك الأحكام 8 : 278، الحدائق الناضرة 17: 401، مستند الشيعة 13: 328، جواهر الكلام 17: 222. 35 _ تهذيب الأحكام 6: 22 و 107، وسائل الشيعة 14: 383، الغارات لإبراهيم بن محمّد الثقفي 2: 855 ، المزار للمفيد: 228، فرحة الغري: 104، بحار الأنوار 97: 121، جامع أحاديث الشيعة 3: 446، جامع السعادات 3:319. 36 _ كامل الزيارات: 237، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 292، كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 577، تهذيب الأحكام 6: 79، روضة الواعظين: 202، وسائل الشيعة 14: 322، 444، المزار للمفيد: 201، بحار الأنوار 97 : 116، جامع أحاديث الشيعة 12: 290، الدروس 2: 8 ، مدارك الأحكام 8 : 469، الحدائق الناضرة 17: 433، جامع المدارك 2 : 554. 37 _ انظر : بحار الأنوار 99: 31 _ 44. 38 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 289، الأمالي للصدوق: 181 وفيه «شفعت» بدل «تشفّعت». 39 _ انظر : روضة الواعظين: 234، بحار الأنوار 99: 33 . 40 _ رجال النجاشي : 389 الرقم 1049 . 41 _ فهرست الطوسي: 237 الرقم 710 . 42 _ رجال الطوسي : 439 الرقم 6275 . 43 _ انظر : خلاصة الأقوال : 147 ، رجال ابن داوود : 324 . 44 _ «محمّد بن

طلحة بن محمّد بن عثمان المتوفّى سنة 413 ه » : تاريخ بغداد 3: 303 . 45 _ تاريخ بغداد 3: 89 . 46 _ سير أعلام النبلاء 16: 303 . ولا يخفى عليك أنّ الإمام المهدي عليه السلام أخبر بولادة الشيخ الصدوق وفقاهته وبركته ، فإنّه لمّا قدم علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه قدس سره إلى العراق، اجتمع مع الحسين بن روح قدس سره، ولم يكن آنذاك له ولد ، وبعد رجوعه كتب إلى الحسين بن روح قدس سره رقعة وطلب منه أن يوصلها إلى صاحب الزمان عليه السلام ، وكان يسأل فيها أن يدعو له المولى بأن يرزقه اللّه تعالى ولدًا ، وبعد أيّام جاءه الجواب بأنّ اللّه سيرزقه من جارية ديلميّة ولدًا فقيهًا مباركًا خيّرًا ينفع اللّه به .

وفي ذلك وردت روايات عديدة، نذكر ما رواه الشيخ الطوسي قائلاً : «أخبرنا جماعة ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه وأبي عبد اللّه الحسين بن علي _ أخيه _ ، قالا : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي الأسود ، قال : سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه بعد موت محمّد بن عثمان العُمَري قدس سره أن أسأل أبا القاسم الروحي قدّس اللّه روحه أن يسأل مولانا صاحب الزمان عليه السلام أن يدعو اللّه أن يرزقه ولدًا ذكرًا . قال : فسألته فأنهى ذلك ، ثمّ أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيّام أنّه قد دعا لعلي بن الحسين قدس سره ، فإنّه سيولد له ولد مبارك ينفع اللّه به، وبعده أولاد .

قال أبو جعفر محمّد بن علي الأسود : وسألته في أمر نفسي أن يدعو لي أن اُرزق ولدًا ذكرًا،

فلم يجبني إليه ، وقال لي : ليس إلى هذا سبيل ، فولد لعلي بن الحسين رضى الله عنه تلك السنة محمّد بن علي وبعده أولاد ، ولم يولد لي .

قال أبو جعفر بن بابَوَيه : وكان أبو جعفر محمّد بن علي الأسود كثيرًا ما يقول لي _ إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضى الله عنه وأرغب في كتب العلم وحفظه _ : ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء الإمام عليه السلام» : الغيبة للطوسي: 320 . 47 _ رجال النجاشي: 241 الرقم 1020. 48 _ فهرست الطوسي: 157 الرقم 392. 49 _ رجال الطوسي: 432 الرقم 6191. 50 _ انظر : خلاصة الأقوال: 94، رجال ابن داوود: 241. 51 _ رجال النجاشي: 383 الرقم 1042 . 52 _ فهرست الطوسي: 237 الرقم 709 . 53 _ رجال الطوسي: 439 الرقم 6273 . 54 _ انظر : خلاصة الأقوال: 147 ، رجال ابن داوود: 304 . 55 _ رجال النجاشي: 177 الرقم 467 . 56 _ فهرست الطوسي: 135 الرقم 316 . 57 _ رجال الطوسي: 399 الرقم 5854 . 58 _ المصدر السابق : 427 الرقم 6141 . 59 _ رجال ابن داوود: 102 الرقم 681 . 60 _ نقد الرجال 2: 312 . 61 _ تنقيح المقال 2: 16 . 62 _ معجم رجال الحديث 9: 89 . 63 _ رجال الطوسي: 399 الرقم 5854 . 64 _ الخلاصة: 78. 65 _ كمال الدين: 464 . كذا نقل محمّد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة: 508 ، والحسن بن سليمان الحلّي في مختصر بصائر الدرجات:

76 ، والسيّد هاشم البحراني في مدينة المعاجز 8 : 46 ، والعلاّمة المجلسي في بحار الأنوار 52: 80 . 66 _ قاموس الرجال 5: 60 . 67 _ معجم رجال الحديث 9: 82 . 68 _ رجال النجاشي: 334 الرقم 897 . 69 _ فهرست الطوسي: 215 الرقم 607 . 70 _ رجال الطوسي: 379 الرقم 5615 ، و 391 الرقم 5771 ، و 402 الرقم 5892 . 71 _ اختيار معرفة الرجال: 556، و 587. 72 _ رجال البرقي: 54. 73 _ رجال النجاشي: 75 الرقم 180 . 74 _ فهرست الطوسي: 61 الرقم 63 . 75 _ رجال الطوسي: 332 الرقم 4954 ، و 351 الرقم 5196 ، و 373 الرقم 5518 . 76 _ انظر : توضيح المقال: 245، مقباس الهدايه 1: 155. 77 _ روى الشيخ الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن أبي سعيد الخيبري، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّه عليه السلام: الكافي 1: 52، وسائل الشيعة 27: 82 ، جامع أحاديث الشيعة 1: 235. 78 _ روى الشيخ الكليني عن الحسين بن محمّد، عن مُعلّى بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام: الكافي 1: 52، وسائل الشيعة 27: 81 ، وروى الشيخ الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ابن بكير، عن عبيد بن بكير، عن زرارة: الكافي 1: 52، وسائل الشيعة 27 : 81 ، جامع أحاديث الشيعة 1: 244. 79 _ رجال النجاشي

: 231 الرقم 612، وذكره البرقي في رجاله: 23 بعنوان :«عبيد اللّه بن علي الحلبي»، وذكر أنّه ثقة وصحيح وله كتاب، وهو أوّل كتاب صنّفه الشيعة. 80 _ كتب عمر بن عبد العزيز إلى الآفاق: انظروا حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله فاجمعوه، فإنّي أخاف دروس العلم وذهاب العلماء: ذكر أخبار إصفهان 1: 312، تنوير الحوالك: 5، فتح الباري 1: 174، عمدة القاري 2: 129؛ وأوّل من دون الحديث ابن شهاب الزهري بأمر عمر بن عبد العزيز: فتح الباري 1 ص 185. 81 _ وبعبارة اُخرى: «كتاب الحلبي بنسخة حمّاد من طريق محمّد بن أبي عُمير» 82 _ كتاب من لا يحضره الفقيه 1: 2. 83 _ المصدر السابق : 1. 84 _ كامل الزيارات: 20. 85 _ ذكره النجاشي في رجاله : 217 الرقم 566، وذكر أنّه كان ضعيفًا غاليًا. 86 _ كامل الزيارات: 206: «عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ، عن عبد اللّه بن بكير الأرجاني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام. وفي ص 470 عن محمّد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن جدّه علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ». 87 _ انظر : رجال النجاشي: 207 الرقم 550. 88 _ نعم، لنا في التراث الشيعي روايات أصلها كانت بصورة شفوية وليست من كتاب خاصّ، ولكن ذكرنا أنّ الغالب في التراث الشيعي هو النقل عن كتب حميد. 89 _ رجال النجاشي: 50 الرقم 107، والرقم 109، و 52 الرقم 1116. 90 _ رجال النجاشي: 60 الرقم 137 نقلاً عن

ابن نوح السيرافي. 91 _ على ما نقله النجاشي في رجاله : 59 الرقم 137: «أخبرَنا الشيخ الفاضل أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن سفيان البَزَوفَري». 92 _ رجال النجاشي: 75 الرقم 180 ، فهرست الطوسي : 61 الرقم 63. 93 _ انظر ترجمة سعد في فهرست الطوسي : 128 الرقم 316. 94 _ انظر : رجال النجاشي: 177 الرقم 467. 95 _ الأنعام : 51 . 96 _ الزمر : 44 . 97 _ البقرة : 255 . 98 _ النجم : 26 . 99 _ الأنبياء : 28 . 100 _ آل عمران : 159 . 101 _ النور : 62 . 102 _ الممتحنة : 12 . 103 _ النساء : 64 . 104 _ غافر : 7 . 105 _ نوح : 28 . 106 _ إبراهيم : 41 . 107 _ سنن الدارقطني 2: 244، وانظر: مجمع الزوائد 4: 2، كنز العمّال 15: 651، الدرّ المنثور 1: 237، الكامل 6: 351، ميزان الاعتدال 4: 226، لسان الميزان 6: 135، تاريخ الإسلام 11: 212، إمتاع الأسماع 14: 614، تلخيص الحبير7: 417، نيل الأوطار 5: 179. 108 _ تاريخ الإسلام 11: 212، كنز العمّال 15: 383 الرقم 41486. 109 _ انظر: كامل الزيارات: 237، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 292، كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 577، تهذيب الأحكام 6: 22، و 107، وسائل الشيعة 14: 383، الغارات لإبراهيم بن محمّد الثقفي 2: 855 ، المزار للمفيد: 228، فرحة الغري: 104، بحار الأنوار 97: 121، جامع أحاديث الشيعة 3: 446. 110 _ الأمالي للصدوق: 709، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 294،

بحار الأنوار 99: 34. 111 _ روى عنه الشيخ الصدوق في الأمالي: 14 ، و 18 ، و 24 ، و 25 ، و 298 ، علل الشرائع: 54 ، 80 ، التوحيد : 69 ، و 79 ، معاني الأخبار: 58 ، و 309 ، و 329 . 112 _ رجال النجاشي: 94 الرقم 233 . 113 _ فهرست الطوسي: 73 الرقم 87 . 114 _ رجال الطوسي: 409 الرقم 5949 . 115 _ رجال النجاشي: 257 الرقم 677 . 116 _ فهرست الطوسي: 156 الرقم 391 . 117 _ انظر : اختيار معرفة الرجال: 551 ، و 556. 118 _ رجال الطوسي: 7 الرقم 164 . 119 _ رجال الطوسي: 354 الرقم 5241 . 120 _ رجال النجاشي: 34 الرقم 72 . 121 _ راجع تحقيق موثقة ابن فضّال عند الكلام في الحديث رقم 14. 122 _ رجال ابن داوود: 337. 123 _ رجال النجاشي: 372 الرقم 1020 . 124 _ انظر : فهرست الطوسي: 425 الرقم 661، رجال الطوسي : 439 الرقم 6278. 125 _ «يحيى بن إسحاق السيلحيني، أبو بكر، نزيل بغداد، شيخ صالح ثقة، صدوق، مات سنة 210 ه »: سير أعلام النبلاء 9: 505، تقريب التهذيب 2: 296، تذكرة الحفّاظ 1: 376 . 126 _ «عبد اللّه بن لَهِيعة بن عُقبَة، أبو عبد الرحمن الحَضرَمي، مات سنة 171 ه » : التاريخ الكبير 5 : 182، الجرح والتعديل 5 : 145، تهذيب الكمال 15 : 487، سير أعلام النبلاء 8 : 11، ميزان الاعتدال 2 : 475، الكشف الحثيث : 160، تقريب التهذيب 1 : 526 . 127 _

«خالد بن أبي عمران قاضي أفريقية، فقيه صدوق ثقة» : الجرح والتعديل 3: 345، سير أعلام النبلاء 5: 377، تقريب التهذيب 1: 261. 128 _ «القاسم بن محمّد بن أبي بكر القرشي التيمي، ثقة، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة»: تقريب التهذيب 2 : 23 . 129 _ الحَسَك جمع حَسَكة ؛ وهي شوكة صلبة معروفة لسان العرب10 : 411 «حسك» . 130 _ وهو جمع أجواد ، وأجواد جمع جواد النهاية في غريب الحديث 1 : 312 «جود» ، تشبيه للسرعة . 131 _ مسند أحمد بن حنبل 6 : 110، مجمع الزوائد 10 : 358، تفسير ابن كثير 3 : 215، تفسير الآلوسي 15 : 123. 132 _ كامل الزيارات: 510 وفيه «وألف ألف» بدل «ألف ألف»، الأمالي للصدوق: 120، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 287 / 10 .

ولا يخفى عليك أنّ الشيخ الطوسي رواه بإسناده عن محمّد بن أحمد بن داوود، عن الحسن بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن عبد اللّه بن موسى، عن البَزَنطي، وذكر فيما رواه الشيخ «لمن يزوره» بدل «لمن زاره»: تهذيب الأحكام 6: 85 ؛ وبما أنّ علي بن موسى النيسابوري وعبد اللّه بن موسى لم يذكرا بشيء في كتب الرجال. 133 _ انظر : بشارة المصطفى: 48، روضة الواعظين: 233، بحار الأنوار 99: 33. 134 _ رجال النجاشي: 123 الرقم 318 . 135 _ فهرست الطوسي: 91 الرقم 141 . 136 _ رجال الطوسي: 418 الرقم 6038 . 137 _ رجال النجاشي: 447 الرقم 1208 . 138 _ إقبال الأعمال 1: 34 . 139 _ لسان الميزان 2: 125 . 140 _

انظر : رجال الطوسي : 418 الرقم 6038 . 141 _ انظر : لسان الميزان 2 : 125 . 142 _ خلاصة الأقوال : 88 / 6 . 143 _ ولا بأس بذكر هذه المكرمة : ذكر الراوندي مرسلاً عن جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه أنّه قال : لمّا وصلتُ بغداد في سنة تسع وثلاثين وثلاثمئة للحجّ _ وهي السنة التي ردّ القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت _ ، كان أكبر همّي الظفر بمن ينصب الحجر ، فاعتللت علّة صعبة خفت منها على نفسي ، ولم يتهيّأ لي ما قصدت له ، فاستنبتُ المعروف بابن هشام وأعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدّة عمري ، وهل تكون المنيّة في هذه العلّة أم لا ؟ وقلت : همّي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه وآخذ جوابه ، وإنّما أندبك لهذا .

قال المعروف بابن هشام : لمّا حصلت بمكّة وعزم على إعادة الحجر ، بذلت لسدنة البيت جملة تمكّنت معها من الكون بحيث أري واضع الحجر في مكانه ، وأقمت معي منهم من يمنع عنّي ازدحام الناس ، فكلّما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم ، فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه ، فتناوله ووضعه في مكانه ، فاستقام كأنّه لم يزل عنه ، وعلت لذلك الأصوات ، وانصرف خارجًا من الباب ، فنهضت من مكاني أتبعه وأدفع الناس عنّي يمينًا وشمالاً حتّى ظُنّ بي الاختلاط في العقل ، والناس يفرجون لي ، وعيني لا تفارقه، حتّى انقطع عن الناس ، فكنت أسرع السير خلفه وهو يمشي على تؤدة ولاأدركه ، فلمّا حصل بحيث لا أحد يراه غيري وقف والتفت إليّ فقال

: هات ما معك .

فناولته الرقعة ، فقال من غير أن ينظر فيها : قل له : لا خوف عليك في هذه العلّة ، ويكون ما لا بدّ منه بعد ثلاثين سنة ، فوقَعَ عليَّ الزّمَع الدهش حتّى لم أطق حراكًا ، وتركني وانصرف .

قال أبو القاسم : فأعلمني بهذه الجملة ، فلمّا كان سنة تسع وستّين اعتلّ أبو القاسم فأخذ ينظر في أمره وتحصيل جهازه إلى قبره ، وكتب وصيّته واستعمل الجدّ في ذلك ، فقيل له : ما هذا الخوف! ونرجو أن يتفضّل اللّه تعالى بالسلامة ، فما عليك مخوفة ، فقال : هذه السنة التي خُوّفت فيها ، فمات من علّته : انظر : الخرائج والجرائح 1: 476 ، بحار الأنوار 96: 226 . 144 _ رجال البرقي: 59 . 145 _ رجال النجاشي: 81 الرقم 198 . 146 _ فهرست الطوسي: 68 الرقم 75 . 147 _ رجال الطوسي: 351 الرقم 5197 ، و 373 الرقم 5519 ، و 383 الرقم 5632 . 148 _ رجال النجاشي: 354 الرقم 948 . 149 _ فهرست الطوسي: 220 الرقم 621 . 150 _ اختيار معرفة الرجال: 417 . 151 _ رجال الطوسي: 402 الرقم 5900 . 152 _ اختيار معرفة الرجال: 417 . 153 _ الكافي 4: 252، كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 205، تهذيب الأحكام 5: 23، وسائل الشيعة 11: 93، تفسير نور الثقلين 1: 202. 154 _ الكافي 4: 254، وسائل الشيعة 11: 96. 155 _ الكافي 4: 255، تهذيب الأحكام 5: 24، وسائل الشيعة 11: 99، بحار الأنوار 96: 16، جامع أحاديث الشيعة: 153. 156 _ الكافي

4: 257، وسائل الشيعة 11: 115، جامع أحاديث الشيعة 10: 174. 157 _ الكافي 4: 260، تهذيب الأحكام 2: 237، وسائل الشيعة 11: 114، جامع أحاديث الشيعة 4: 9 . 158 _ الكافي 4: 260، وسائل الشيعة 11: 111، و 120، جامع أحاديث الشيعة 10: 172. 159 _ كنز العمّال 5: 13، الدرّ المنثور 1: 210. 160 _ مسند أحمد 3: 372، الجامع الصغير 2: 573، كنز العمّال 5: 7. 161 _ المعجم الكبير 12: 69، الجامع الصغير 1: 364، كنز العمّال 5: 5، الدرّ المنثور : 355، تفسير الآلوسي 17: 144. 162 _ الجامع الصغير 1: 325، كنز العمّال 5: 5، الدرّ المنثور 4: 355. 163 _ مجمع الزوائد 3: 209، المعجم الأوسط 5: 177، الجامع الصغير 1: 570، كنز العمّال 5: 10، الدرّ المنثور 1: 210. 164 _ سقط من الكافي، ونحن أثبتناه من الأمالي للصدوق: 182 وعيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 290. 165 _ ذُكر في الكافي «المضمار»، ونحن أثبتناه من عيون أخبار الرضا عليه السلام، والمطمار خيط للبناء يقدّر به. 166 _ الكافي 4: 585، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 291. 167 _ انظر : كامل الزيارات: 511 . 168 _ ذكره النجاشي في رجاله : 66 الرقم 156 : «الحسين بن محمّد بن عمران بن أبي بكر الأشعري القمّي: أبو عبد اللّه ثقة» وذكره الشيخ في رجاله : 424 الرقم 6106 فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام، قائلاً : «الحسين بن أحمد بن عامر الأشعري: يروي عن عمّه عبد اللّه بن عامر، عن ابن أبي عُمير، روى عنه الكليني»، وذكره العلاّمة في خلاصة الأقوال: 52، قائلاً: «الحسين الأشعري القمّي أبو عبد

اللّه ثقة». 169 _ ذكره النجاشي في رجاله : 218 الرقم 570 ، قائلاً: «عبد اللّه بن عامر بن عمران بن أبي عمر الأشعري : أبو محمّد ، شيخ من وجوه أصحابنا ، ثقة ، له كتاب ، أخبرَنا الحسين بن عبيد اللّه [ الغضائري] في آخرين ، عن جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه به» ، وذكره العلاّمة في خلاصة الأقوال: 111 . 170 _ تهذيب الأحكام 6: 84 . 171 _ كامل الزيارات : 325، بحار الأنوار 8 : 290. 172 _ رجال النجاشي: 338 الرقم 904 . 173 _ خلاصة الأقوال : 230. 174 _ الكَروبيون _ بالتخفيف _ : سادة الملائكة القاموس المحيط 1 : 123 «كرب» . 175 _ كامل الزيارات : 321، بحار الأنوار 98 : 88 . 176 _ رجال النجاشي : 942 الرقم 350 . 177 _ المصدر السابق: 328 الرقم 88 . 178 _ المصدر السابق: 1210 الرقم 448 . 179 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 288. 180 _ انظر : بحار الأنوار 99: 37. 181 _ رجال البرقي : 54 ، 57 . 182 _ رجال النجاشي: 235 الرقم 622 . 183 _ فهرست الطوسي: 177 الرقم 475 . 184 _ رجال الطوسي: 360 الرقم 5323 ، و 376 الرقم 5567 . 185 _ إنّ قسمًا من كتب أصحابنا كانت بعنوان «النوادر» أو «نوادر»، والظاهر أنّ المراد من «النوادر» هو ما سَمّى المؤلّف كتابه بهذا العنوان، أمّا إذا لم يسمّ المؤلّف كتابه بعنوانٍ خاصّ، ولكن كانت داخل الكتاب أحاديث مختلفة، فيصفه أصحابنا بعنوان

«نوادر».

وبعبارةٍ اُخرى: إنّ عنوان «كتاب نوادر» عنوان وصفي للكتب التي ذُكر فيها أحاديث مختلفة.

راجع رجال النجاشي سترى أنّه صرّح بعنوان «النوادر» في ترجمة إبراهيم بن سليمان النهمي وإبراهيم بن إسحاق النهاوندي وإسماعيل بن مهران والحسن بن موسى الخشّاب والحسين بن محمّد بن عمران الأشعري والحسين بن عبيد اللّه الغضائري وأحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنطي وأحمد بن صبيح وأحمد بن محمّد بن مسلمة وأحمد بن محمّد بن سيّار وأحمد بن عبدوس وأحمد بن محمّد بن خالد الأشعري وأحمد بن أبي زاهر وأحمد بن الفضل الخُزاعي وأبي حمزة الثمالي وجابر بن يزيد الجُعفي : انظر رجال النجاشي: 18 الرقم 20، و 129 الرقم 332، و 116 الرقم 296، و 89 الرقم 218 ، و 88 الرقم 215 ، و 83 الرقم 198 ، و 81 الرقم 197 ، و 80 الرقم 192 ، و 79 الرقم 187، و 78 الرقم 184، و 75 الرقم 180، و 69 الرقم 166، و 66 الرقم 156، و 19 الرقم 21، و 42 الرقم 85 ، و 27 الرقم 49.

وصرّح النجاشي بعنوان : «له كتاب نوادر» في ترجمة إبراهيم بن عيسى الخزّاز وإبراهيم بن عبد الحميد الأسدي وإبراهيم بن يوسف الكندي والحسن بن راشد الطُّفاوي والحسن بن علي بن بَقّاح والحسن بن مَتّيل والحسين بن ثوير والحسن بن موفّق والحسن بن عَنبسة الصوفي وإسحاق بن عمّار بن حيّان وأحمد بن معروف وأحمد بن وهيب الأسدي وأحمد بن إدريس وأيّوب بن نوح وحَريز بن عبد اللّه السِّجِستاني وسلمة بن الخطّاب : انظر رجال النجاشي : 20 الرقم 25، و 27، و 23 الرقم 36، و 38 الرقم 76،

و 40 الرقم 82 ، و 49 الرقم 103، و 55 الرقم 125، و 57 الرقم 132، و 61 الرقم 143، و 71 الرقم 169، و 79 الرقم 188، و 89 الرقم 217 ، و 92 الرقم 228، و 102 الرقم 254، و 188 الرقم 498، و 145 الرقم 375.

كما أنّ الشيخ الطوسي ذكر هذا العنوان في ترجمة الحسن بن مَتّيل وابن عصام : انظر فهرست الطوسي: 106 الرقم 199، و 283 الرقم 912. 186 _ انظر : رجال النجاشي: 39 الرقم 80 ترجمة الحسن الوشّاء . 187 _ انظر : الكافي 1: 98، و 265، و 336، و 340، و 493، و 513، و 519، و 564، و 566، و 3: 307، تهذيب الأحكام 1: 46، و 77، و 216، و 275، و 293، و 378، و 432، و 2: 15، و 36، و 58، الاستبصار 1: 12، و 194، و 217، و 273، و 309، و 323، و 327، و 329، و 334 . 188 _ ذكره النجاشي في رجاله : 240 الرقم 640، قائلاً: «عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجَلُودي الأزدي البصري: أبو أحمد، شيخ البصرة وأخباريها، وكان عيسى الجَلُودي من أصحاب أبي جعفر عليه السلام، وهو منسوب إلى جلود ؛ قرية في البحر» ، وذكره الشيخ في فهرسته : 191 الرقم 535، قائلاً: «عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجَلُودي، يُكنّى أبا أحمد، من أهل البصرة، إمامي المذهب»، وذكره في رجاله : 435 الرقم 6224 فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام، قائلاً: «عبد العزيز بن يحيى الجَلُودي أبو أحمد، بصري، ثقة». 189 _ ذكره النجاشي في

رجاله : 346 الرقم 936، قائلاً: «محمّد بن زكريا بن دينار، مولى بني غَلاَب، أبو عبد اللّه. وبنو غَلاب قبيلة بالبصرة من بني نصر بن معاوية، وقيل : إنّه ليس له بغير البصرة منهم أحد، وكان هذا الرجل وجهًا من وجوه أصحابنا بالبصرة، وكان أخباريا واسع العلم» ، وذكره ابن داوود في رجاله: 311، والعلاّمة في خلاصة الأقوال: 156. 190 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 286، الأمالي للصدوق: 119، بحار الأنوار 49: 284، و 99: 31. 191 _ انظر : كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 585. 192 _ كامل الزيارات: 505، مستدرك الوسائل 10: 355، بحار الأنوار 99: 40. 193 _ هو الذي كان ملقّب ببنان أخو أحمد بن محمّد بن عيسى، وصرّح ابن داوود بأنّه مهمل: رجال ابن داوود: 74. 194 _ كامل الزيارات: 505، جامع أحاديث الشيعة 12: 593. 195 _ كامل الزيارات: 509، ثواب الأعمال: 98. 196 _ انظر : المزار للمفيد: 196، المزار لابن المشهدي: 41، بحار الأنوار 99: 39، وسائل الشيعة 14: 560. 197 _ رجال النجاشي: 281 الرقم 743 . 198 _ فهرست الطوسي: 190 الرقم 529 . 199 _ رجال الطوسي: 361 الرقم 5348 . 200 _ رجال البرقي: 54، و 55 . 201 _ اختيار معرفة الرجال: 548 . 202 _ رجال النجاشي: 253 الرقم 664 . 203 _ فهرست الطوسي: 152 الرقم 379 . 204 _ رجال الطوسي: 360 الرقم 5336 ، و 376 الرقم 5568 . 205 _ انظر : رجال النجاشي: 253 الرقم 664 . 206 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 288. 207 _ انظر : بحار الأنوار 99: 37، وسائل

الشيعة 14: 557، كما أنّها ذُكرت في جامع أحاديث الشيعة 12: 594. 208 _ رجال البرقي: 55 ، 56. 209 _ اختيار معرفة الرجال : 345. 210 _ بياع الثياب المنسوبة إلى الزطّ بالضمّ ، وهو جبل في الهند . 211 _ رجال النجاشي: 252 الرقم 663 . 212 _ فهرست الطوسي: 153 الرقم 384 . 213 _ رجال الطوسي: 360 الرقم 5337 ، و 376 الرقم 5570 . 214 _ انظر : رجال النجاشي: 252 الرقم 663 . 215 _ انظر : الكافي 1: 273، و 274، و 2: 143، و 488، و 7: 394، تهذيب الأحكام 1: 461، و 2: 120، و 197، و 284، و 319، و 358، و 358، و 7: 230، و 5: 209، و 6: 246، الاستبصار 2 : 267. 216 _ المحاسن: 354، بصائر الدرجات: 24، و 75، و 104، و 225، و 375، و 477، و 484، و 497، الإمامة والتبصرة : 84 ، كامل الزيارات: 74، و 163، الأمالي: 448، و 497، و 580، و 606، التوحيد: 348، و 356، الخصال : 20، و 258، و 493، ثواب الأعمال: 47، و 179، و 267، و 272، علل الشرائع 1 : 58، و 231، و 2: 363، و 381، و 487، كمال الدين: 136، و 221، و 222، و 417، معاني الأخبار 9 : 243، و 298، و 369، شرح الأخبار 3 : 551، الأمالي للمفيد: 236، الاختصاص: 263، الأمالي للطوسي: 12، فتح الأبواب لابن طاووس الحلّي: 141. 217 _ انظر : كامل الزيارات: 74، الأمالي للصدوق: 395، التوحيد: 19، و 236، و 348، و 356، الخصال:

20، و 258، ثواب الأعمال : 47، و 179، و 267، و 272، علل الشرائع 1: 58، و 231، و 2: 381، كمال الدين وتمام النعمة : 136، معاني الأخبار : 9، و 46، و 243، و 298، و 369، مختصر بصائر الدرجات: 165، شرح الأخبار 3: 551، الأمالي للمفيد: 236، الأمالي للطوسي: 12، فتح الأبواب: 141. 218 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 292. 219 _ انظر : بحار الأنوار 99: 38، وسائل الشيعة 14: 558. 220 _ رجال البرقي: 55 الرقم 51 . 221 _ فهرست الطوسي: 106 الرقم 202 . 222 _ رجال الطوسي: 354 الرقم 5244 ، و 385 الرقم 5665 . 223 _ رجال النجاشي: 39 الرقم 80 . 224 _ انظر : رجال النجاشي: 81 الرقم 198 . 225 _ فهرست الطوسي: 68 الرقم 75 . 226 _ انظر : الأمالي للصدوق: 118، و 212، و 242، و 274، و 284، و 286، و 385، و 565، و 570، التوحيد: 21، و 44، و 95، و 146، و 155، و 250، و 283، و 292، و 352، و 455، الخصال: 3، و 8 ، و 14، و 81 ، و 86 ، و 92، و 152، و 178، و 190، و 235، و 280، و 287، و 292، و 328، و 386، و 421، و 422، و 450، و 502، و 644، و 651، علل الشرائع 1: 10، و 28، و 31، و 64، و 120، و 284، و 2: 327، و 420، و 438، و 459، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 10، و 19، و 89 ، و

221، و 229، و 287، و 291، و 292 و 2: 31، و 33، و 39، و 90، و 205، و 257، و 278، فضائل الأشهر الثلاثة: 22، و 76، و 97، كمال الدين : 169، و 240، و 289، و 328، و 523، و 645، معاني الأخبار: 147، و 149، و 174، و 201، و 216، و 246، و 298، و 314، و 332، و 388. 227 _ «خرجتُ إلى الكوفة في طلب الحديث، فلقيت بها الحسن بن علي الوشّاء»: رجال النجاشي : 39 الرقم 80 . 228 _ الشوري : 30. 229 _ الكافي 2: 269، وسائل الشيعة 15: 299، مكارم الأخلاق: 357، بحار الأنوار 70: 15، جامع أحاديث الشيعة 13: 337. 230 _ الكافي 2: 269. 231 _ الكافي 2: 269، وسائل الشيعة 15: 258، مستدرك الوسائل 11: 336، الأمالي للمفيد: 184، بحار الأنوار 70: 360. 232 _ الكافي 2: 270، بحار الأنوار 70: 318، جامع أحاديث الشيعة 13: 340. 233 _ الكافي 2: 271، وسائل الشيعة 15 : 302، جامع أحاديث الشيعة 13: 366. 234 _ ذكره النجاشي في رجاله : 333 الرقم 896 ، قائلاً: «محمّد بن عيسى بن عُبَيد بن يقطين بن موسى : مولى أسد بن خُزَيمة ، أبو جعفر ، جليل في أصحابنا ، ثقة ، عين ، كثير الرواية ، حسن التصانيف ، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام مكاتبةً ومشافهةً » ، وذكره الشيخ في فهرسته : 216 الرقم 611 ، قائلاً : «ضعيفٌ ، استثناه أبو جعفر محمّد بن علي بن بابَوَيه عن رجال نوادر الحكمة» .

ومن الإنصاف القول : إنّ استثناء الصدوق

روايات محمّد بن عيسى بن عُبَيد لا يلازم مع تضعيف محمّد بن عيسى بن عُبَيد ؛ بل إنّ هذا الاستثناء استثناء فهرستيّ ، كما أنّ النجاشي يذكر أنّ محمّد بن عيسى بن عُبَيد جليلٌ ، ثقةٌ ، عينٌ . وبالجملة ، إنّ للشيخ الصدوق مناقشة في خصوص روايات كتاب «نوادر الحكمة» التي رواها محمّد بن عيسى بن عُبَيد بإسنادٍ منقطع. 235 _ ذكره الشيخ في فهرسته : 206 الرقم 592 ، بعنوان : «محمّد بن سليمان الديلمي »، وذكره النجاشي في رجاله : 365 الرقم 987 بعنوان : «محمّد بن سليمان بن عبد اللّه الديلمي» ، وذكر أنّه كان ضعيفًا جدًّا ، لا يعوّل عليه في شيء ، وذكره البرقي في رجاله : 48، تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام ، قائلاً : «محمّد بن سليمان الديلمي : مصريّ» ، واُخرى: 53 في أصحاب الرضا عليه السلامبنفس العنوان ، وذكره ابن الغضائري في رجاله : 91 الرقم 127 ، قائلاً : «محمّد بن سليمان بن زكريّا الديلمي : أبو عبد اللّه ، ضعيف في حديثه ، مرتفع في مذهبه ، لا يُلتفت إليه» ، وذكره الشيخ في رجاله : 285 الرقم 4142 تارةً في أصحاب الصادق عليه السلامبعنوان : «محمّد بن سليمان الديلمي» ، واُخرى برقم 5109 في أصحاب الكاظم عليه السلام ، قائلاً : «محمّد بن سليمان البصري ، الديلمي : له كتاب ، يُرمى بالغلوّ» ، وثالثةً : 363 الرقم 5389 في أصحاب الرضا عليه السلام ، قائلاً : «محمّد بن سليمان الديلمي : بصريّ ، ضعيف» . 236 _ ذكره النجاشي في رجاله : 14 الرقم 12، قائلاً: «إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى أبو يحيى مولى أسلم،

مدني، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام ، وكان خصيصًا، والعامّة تضعّفه»، وذكره الشيخ في فهرسته : 34 الرقم 1. 237 _ ذكره النجاشي في رجاله : 128 الرقم 332، قائلاً: «جابر بن يزيد أبو عبد اللّه... وكان في نفسه مختلطًا، وكان شيخنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه الله ينشدنا أشعارًا كثيرة في معناه تدلّ على الاختلاط، ليس هذا موضعًا لذكرها، وقلّما يورد عنه شيء في الحلال والحرام». 238 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 288، الأمالي للصدوق: 181، ولا يخفى عليك أنّ الشيخ الصدوق رواه مرسلاً في كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 583، روضة الواعظين: 234 . 239 _ ذكره النجاشي في رجاله : 240 الرقم 640، قائلاً: «عبدالعزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجَلُودي الأزدي البصري: أبو أحمد شيخ البصرة وأخباريها، وكان عيسى الجَلُودي من أصحاب أبي جعفر عليه السلام، وهو منسوب إلى جلود قرية في البحر»، وذكره الشيخ فى فهرسته : 191 الرقم 535، قائلاً: «عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجَلُودي يُكنّى أبا أحمد، من أهل البصرة إمامي المذهب»، وذكره في رجاله : 435 الرقم 6224 فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام، قائلاً: «عبد العزيز بن يحيى الجَلُودي، أبو أحمد، بصري ثقة». 240 _ الأمالي للصدوق: 119، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 286، روضة الواعظين: 233، العقد النضيد والدرّ الفريد: 32، بحار الأنوار 49: 284، جامع أحاديث الشيعة 12: 591، ورواه الشيخ الصدوق مرسلاً في كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 585. 241 _ ذكره النجاشي في رجاله : 40 الرقم 81 ، وذكر أنّه كان مولى بني هاشم ، ووثّقه ، وذكره

الشيخ في فهرسته : 106 الرقم 201 ، قائلاً: «الحسن بن علي بن النعمان ، مولى بني هاشم : له كتاب نوادر الحديث ، كثير الفوائد ، أخبرَنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه والصفّار جميعًا ، عنه» ، وذكره الشيخ في رجاله : 398 الرقم 5834 في أصحاب العسكري عليه السلام ، قائلاً : «الحسن بن علي بن نعمان : كوفيّ» . 242 _ ذكره الشيخ في رجاله : 292 الرقم 4257، قائلاً: «محمّد بن فضيل بن غزوان الضبّي مولاهم، أبو عبد الرحمن، ثقة». 243 _ الأمالي للصدوق: 181، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 289، ورواه في كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 584 عن النعمان بن سعد عن أمير المؤنين، روضة الواعظين: 234، وسائل الشيعة 14: 554، بحار الأنوار 49: 286. 244 _ كامل الزيارات: 506، مستدرك الوسائل 10: 355، بحار الأنوار 99: 40. 245 _ الكافي 2: 585، كما أنّ ابن قُولَوَيه روى عن الكليني وأبيه، عن علي بن إبراهيم، عن حمدان بن إسحاق، راجع كامل الزيارات: 507. 246 _ ذكره الشيخ في رجاله : 410 الرقم 5955 فيمن لم يروِ عن الأئمّة بعنوان : «أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار القمّي». 247 _ ذكره النجاشي في رجاله : 102 الرقم 254 ، وذكر أنّه كان ثقة في رواياته ، وذكره الشيخ في فهرسته : 56 الرقم 59 ، قائلاً : «أيّوب بن نوح بن درّاج : ثقة ، له كتاب وروايات ومسائل عن أبي الحسن الثالث عليه السلام»، وذكره البرقي في رجاله : 54 تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام ،

واُخرى : 57 في أصحاب الجواد والهادي عليهماالسلام ، وذكر الكشّي وثاقته في اختيار معرفة الرجال : 557 ، وذكره الشيخ في رجاله : 352 الرقم 5214 تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام ، قائلاً : «أيّوب بن نوح بن درّاج : كوفيّ ، مولى النخع ، ثقة» ، واُخرى : 373 الرقم 5524 في أصحاب الجواد عليه السلام ، وثالثةً : 383 الرقم 5642 في أصحاب الهادي عليه السلام بنفس العنوان . 248 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 290، الأمالي للصدوق: 183 . 249 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 286. 250 _ انظر : بحار الأنوار 99: 37، وسائل الشيعة 14: 556. 251 _ رجال النجاشي: 353 الرقم 947. 252 _ رجال النجاشي: 260 الرقم 680. 253 _ فهرست الطوسي: 152 الرقم 380. 254 _ رجال ابن داوود: 237. 255 _ خلاصة الأقوال: 100. 256 _ رجال النجاشي: 16 الرقم 18. 257 _ فهرست الطوسي: 35 الرقم 6. 258 _ رجال الطوسي: 353 الرقم 5224. 259 _ خلاصة الأقوال: 4. 260 _ فلاح السائل: 158. 261 _ مسالك الأفهام 9: 75 . 262 _ مصباح الفقيه 3: 25. 263 _ الرواشح السماوية : 48 نقلاً عن الفوائد الرجالية للسيّد بحر العلوم 1 : 450 . 264 _ انظر : معجم رجال الحديث 1: 317. 265 _ السَّرَبُ : حفير تحت الأرض ، قيل : بيت تحت الأرض لسان العرب 1 : 466 «سرب» . 266 _ رجال النجاشي : 247 الرقم 653. 267 _ فهرست الطوسي: 193 الرقم 548. 268 _ رجال الطوسي: 377 الرقم 5577، و 387 الرقم 5706. 269 _ خلاصة الأقوال: 130،

رجال ابن داوود: 226. 270 _ انظر : رجال النجاشي: 260 الرقم 680، فهرست الطوسي: الرقم 6 ص 35. 271 _ انظر : الأمالي للصدوق: 192، و 344، و 366، و 400، و 572، و 640، و 759، الخصال: 5، و 55، و 138، و 293، و 484، و 538، ثواب الأعمال: 32، و 34، و 81 ، و 190، و 232، علل الشرائع 1: 168، و 2: 358، و 496، و 499، و 527، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 55، و 90، و 95، و 286، و 2: 84 ، و 268، و 279، كمال الدين: 260، معاني الأخبار : 164، و 374، كتاب من لا يحضره الفقيه: 424، و 428، و 431، و 432، و 433، و 434، و 445، و 451، و 491، و 511. 272 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 248. 273 _ انظر : بحار الأنوار 99: 36، وسائل الشيعة 14: 558. 274 _ اختيار معرفة الرجال: 615. 275 _ المصدر السابق: 616. 276 _ رجال النجاشي: 245 الرقم 643. 277 _ رجال الطوسي: 369 الرقم 5499، كما أنّ الشيخ الطوسي ذكره في أصحاب الرضا عليه السلام ثلاث مرّات في رجاله، فتارةً بعنوان «عبد السلام الهَرَوي»، واُخرى بعنوان «عبد السلام بن صالح»، وثالثةً بعنوان «أبو الصَّلت الخراساني الهَرَوي»، انظر: رجال الطوسي: 360 الرقم 5328، و 362 الرقم 5362، و 369 الرقم 5499. 278 _ انظر : الكاشف في معرفة من له الرواية في الكتب الستّة 1: 652، تقريب التهذيب 1 : 600. 279 _ ميزان الاعتدال 2: 615. 280 _ رواية أبي الصَّلت حكاية شهادة الرضا عليه السلام وذكر المعجزات التي

صدرت منه عليه السلام قبل وقوع الشهادة وبعده، والمعجزات التي من ابنه الجواد عليه السلام في تلك الحكاية، وتعليمه الرضا عليه السلام الكلام الذي منه : «نبع الماء، حتّى امتلأ اللحد»، مشهورة في الكتب المعتمدة، مسطورة يظهر منها كونه شيعيًّا ومن خواصّه وأصحاب أسراره، وفيها دلالة تُظهر شيعيته فإنّه _ كما في الرواية _ عندما انشقّ السقف وخرج التابوت، قال: «يا بن رسول اللّه! الساعة يجيئنا المأمون فيطالبني بالرضا عليه السلام، فما تصنع؟ فقال : اسكت، فإنّه سيعود يا أبا الصَّلت، ما من نبيّ يموت بالمشرق ويموت وصيّه بالمغرب، إلاّ جمع اللّه بين أرواحهما وأجسادهما...»: الأمالي للصدوق: 761، وللتحقيق أكثر راجع تعليقة على منهج المقال للوحيد البهبهاني: 216. 281 _ ميزان الاعتدال 2: 616. 282 _ الكشف الحثيث 167. 283 _ انظر : تقريب التهذيب 1: 60. 284 _ ميزان الاعتدال 2: 616. 285 _ انظر : تقريب التهذيب 1: 600. 286 _ تاريخ بغداد 11: 49. 287 _ تاريخ مدينة دمشق 7: 281، وانظر : الكامل لابن عدي 1: 310، ميزان الاعتدال 1: 76، تهذيب التهذيب 1: 159. 288 _ ميزان الاعتدال 4: 448، وانظر : معجم البلدان 6: 301. 289 _ تقريب التهذيب 1: 69. 290 _ مقدّمة فتح الباري: 446. 291 _ ثلب ثلبًا: إذا صرّح بالعيب وتنقّصه الصحاح 1: 94، ثلب ثلبًا: لامه وعابه وصرّح بالعيب (لسان العرب 1: 241) . 292 _ لسان الميزان 1: 16. 293 _ تهذيب الكمال 2: 248. 294 _ تهذيب التهذيب 1: 159. 295 _ انظر : تاريخ بغداد 11: 47، تقريب التهذيب 1: 600. 296 _ ذكره النجاشي في رجاله : 373 الرقم 1020، قائلاً: «محمّد بن جعفر

بن محمّد بن عون الأسدي، أبو الحسين الكوفي، ساكن الري، يقال له: محمّد بن أبي عبد اللّه، كان ثقة، صحيح الحديث، إلاّ إنّه روى عن الضعفاء، وكان يقول بالجبر والتشبيه»، وذكره الشيخ في رجاله : 229 الرقم 660، و 439 الرقم 6278، وذكر أنّه كان أحد الأبواب. 297 _ ذكره النجاشي في رجاله : 185 الرقم 490 ، وذكر أنّه كان ضعيفًا في الحديث ، غير معتمد عليه ، وكان أحمد بن محمّد بن عيسى يشهد عليه بالغلوّ والكذب وأخرجه من قمّ ، وذكره الشيخ في فهرسته : 142 الرقم 339 ، قائلاً: «سهل بن زياد الآدمي الرازي ، يُكنّى أبا سعيد ، ضعيف »، وذكره البرقي في رجاله: 58 تارةً في أصحاب الهادي عليه السلام ، قائلاً : «سهل بن زياد : أبو سعيد ، الآدمي ، الرازي» ، واُخرى 7 : 60 في أصحاب العسكري عليه السلام ، بعنوان : «سهل بن زياد الآدمي» ، وذكر الكشّي أنّ الفضل بن شاذان لا يرتضيه ويقول فيه : «هو الأحمق» : اختيار معرفة الرجال: 566 ، وذكره ابن الغضائري في رجاله : 66 الرقم 65 ، قائلاً : «سهل بن زياد : أبو سعيد ، الآدمي ، الرازي ، كان ضعيفًا جدًّا ، فاسد الرواية والدين ، وكان أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري أخرجه من قمّ وأظهر البراءة منه ونهى الناس عن السماع عنه والرواية عنه ، ويروي المراسيل، ويعتمد المجاهيل» ، وذكره الشيخ في رجاله تارةً في أصحاب الجواد عليه السلام : 375 الرقم 5556 ، قائلاً : «سهل بن زياد الآدمي : يُكنّى أبا سعيد ، من أهل الري» ، واُخرى : 387 الرقم 5699

في أصحاب الهادي عليه السلام ، قائلاً : «سهل بن زياد الآدمي : يُكنّى أبا سعيد ، ثقة ، رازيّ» . 298 _ الأمالي للصدوق: 725، بحار الأنوار 99: 36. 299 _ بليدة تقابل ساوة وأهلها شيعة: معجم البلدان 1 : 5 . 300 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 291، وسائل الشيعة 14: 558، بحار الأنوار 99: 38. 301 _ انظر : كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 585 . 302 _ انظر : بحار الأنوار 49: 283، وسائل الشيعة 14: 568. 303 _ رجال الطوسي: 437 الرقم 6253 . 304 _ رجال ابن داوود: 337. 305 _ انظر : خلاصة الأقوال: 149. 306 _ انظر : الأمالي للصدوق : 55، و 60، و 64، و 71، و 87 ، و 92، و 97، و 110، و 115، و 116، و 120، و 123، و 169، و 184، و 198، و 203، و 228، و 234، و 243، و 248، و 268، و 286، و 294، و 305، و 311، و 337، و 339، و 340، و 344، و 351، و 357، و 358، و 431، و 440، و 480، و 483، و 486، و 489، و 503، و 507، و 528، و 549، و 560، و 561، و 578، و 606، و 633، و 637، و 672، و 688، و 698، و 752، و 773، التوحيد: 68، و 94، و 101، و 103، و 104، و 107، و 118، و 138، و 142، و 144، و 152، و 171، و 174، و 175، و 312، و 313، و 317، و 329، و 360، و

383، و 394، صفات الشيعة: 2، و 5، و 7، و 11، و 15، و 17، و 27، علل الشرائع 1: 142، و 178، و 179، و 280، و 290، و 308، و 2: 377، و 383، و 384، و 391، و 397، و 453، و 475، و 505، و 520، و 526، و 532، و 535، و 538، و 548، و 553، و 559، و 560، و 562، و 565، و 583، و 584، و 598، و 605، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 105، فضائل الأشهر الثلاثة : 86 ، و 103، فضائل الشيعة: 12، و 41، كمال الدين وتمام النعمة: 17، و 25، معاني الأخبار: 125، و 174، و 228، و 317، كتاب من لا يحضره الفقيه 4: 470، و 479. 307 _ كتاب من لا يحضره الفقيه 4: و 423، و 426، و 427، و 432، و 434، و 436، و 438، و 441، و 443، و 448، و 450، و 453، و 454، و 459، و 468، و 469، و 470، و 472، و 479، و 488، و 490، و 494، و 495، و 496، و 498، و 500، و 510، و 511، و 516، و 517، و 518، و 519، و 521، و 523، و 525، و 531. 308 _ فلاح السائل: 158. 309 _ معجم رجال الحديث 4 : 103 . 310 _ كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 584 انظر : روضة الواعظين: 235، بحار الأنوار 99: 35، وسائل الشيعة 14: 554 . 311 _ كتاب من لا يحضره الفقيه 4: 512. 312 _ رجال النجاشي: 450

الرقم 1215. 313 _ انظر : فهرست الطوسي: 218 الرقم 617 . 314 _ انظر : رجال النجاشي: 140 الرقم 365 ، فهرست الطوسي: 120 الرقم 258 ، رجال الطوسي: 132 الرقم 1367، و 160 الرقم 2348 . 315 _ عدّة الاُصول 1: 154. 316 _ رجال النجاشي: 326 الرقم 887 . 317 _ انظر : رجال النجاشي: 326 الرقم 887 : 326 ، فهرست الطوسي 218 الرقم 617 . 318 _ انظر : فهرست الطوسي: 218 الرقم 617. 319 _ الكافي 5: 2، الأمالي للصدوق: 673، ثواب الأعمال: 189، تهذيب الأحكام 6: 123، وسائل الشيعة 15: 10، بحار الأنوار 34: 66. 320 _ كنز العمّال 4: 316. 321 _ تفسير العيّاشي 1: 206، مستدرك الوسائل 11: 10، بحار الأنوار 97: 14، جامع أحاديث الشيعة 13: 15. 322 _ مستدرك الوسائل 11: 21، جامع أحاديث الشيعة 13: 7. 323 _ ثواب الأعمال: 293، بحار الأنوار 73: 372، جامع أحاديث الشيعة 13: 7. 324 _ مستدرك الوسائل 11: 13، جامع أحاديث الشيعة 13: 8 . 325 _ شرح الأخبار 1: 327، جامع أحاديث الشيعة 13: 8 . 326 _ مستدرك الوسائل 11: 13، جامع أحاديث الشيعة 13: 8 . 327 _ الكافي 4: 584، كامل الزيارات: 510، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 292. 328 _ انظر : كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 582، تهذيب الأحكام 6: 84 . 329 _ انظر : بحار الأنوار 99: 38، وسائل الشيعة 14: 563. 330 _ رجال النجاشي: 377 الرقم 1026 . 331 _ فهرست الطوسي: 210 الرقم 602 . 332 _ رجال الطوسي: 436 الرقم 6277 . 333

_ سير أعلام النبلاء 15: 280 . 334 _ انظر : رجال النجاشي: 260 الرقم 680، فهرست الطوسي: الرقم 6 ص 35. 335 _ انظر : رجال النجاشي: 281 الرقم 743 . 336 _ كتاب من لا يحضره الفقيه 4: 446. 337 _ رجال النجاشي: 281 الرقم 743 . 338 _ بحار الأنوار 99: 39. 339 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 286. 340 _ انظر : كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 583. 341 _ انظر : تهذيب الأحكام 6: 109. 342 _ انظر : بحار الأنوار 99: 37، وسائل الشيعة 14: 556. 343 _ اختيار معرفة الرجال: 571 . 344 _ رجال البرقي: 56 . 345 _ انظر : رجال النجاشي: 156 الرقم 411 . 346 _ فهرست الطوسي: 124 الرقم 276 . 347 _ رجال الطوسي: 375 الرقم 5290 ، و 343 الرقم 5553 ، و 386 الرقم 5691 . 348 _ انظر : رجال النجاشي: 411 الرقم 156، فهرست الطوسي: 124 الرقم 276 . 349 _ رجال النجاشي: 372 الرقم 1019 . 350 _ المصدر السابق: 190 الرقم 507 . 351 _ المصدر السابق: 375 الرقم 1023 . 352 _ انظر : الكافي 3: 215، و 6: 199، و 229، تهذيب الأحكام 6: 109، و 8 : 247، و 9: 55. 353 _ رجال النجاشي: 16 الرقم 18. 354 _ انظر : رجال النجاشي: 260 الرقم 680، فهرست الطوسي: الرقم 6 ص 35. 355 _ عيون أخبارالرضا عليه السلام 1: 285. 356 _ انظر : بحار الأنوار 99: 36، وسائل الشيعة 14: 562. 357 _ كمال الدين: 396 . 358 _ خلاصة

الأقوال: 19 . 359 _ رجال ابن داوود: 28 . 360 _ رجال البرقي: 51 . 361 _ رجال النجاشي: 453 الرقم 1228 . 362 _ فهرست الطوسي: 267 الرقم 821 . 363 _ رجال الطوسي: 353 الرقم 5234، و 396 الرقم 5491 . 364 _ انظر : الكافي 4: 13، و 6: 382، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 148، و 2: 105، و 251. 365 _ انظر : رجال النجاشي: 260 الرقم 680، فهرست الطوسي: الرقم 6 ص 35. 366 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 287، الأمالي للصدوق: 121، كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 584، روضة الواعظين : 233، بحار الأنوار 49: 283. 367 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 147، مناقب آل أبي طالب 3: 455، بحار الأنوار 49: 125. 368 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 286. 369 _ انظر : الأمالي للصدوق: 119 . 370 _ انظر : كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 585. 371 _ انظر : تهذيب الأحكام 6: 108. 372 _ ذكره الشيخ الصدوق في رجاله : 444 الرقم 6323 فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام ، قائلاً : «محمّد بن بَكران بن حمدان : المعروف بالنقّاش ، من أهل قمّ ، روى عنه التَّلّعُكبَري ، سمع منه سنة خمس وأربعين وثلاثمئة، وله منه إجازة» ، وروى عنه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 106 ، و 229 ، و 230 ، والتوحيد: 232 ، ومعاني الأخبار: 43 ، و 231 . 373 _ روى عنه الشيخ الصدوق في الخصال: 437 ، وكمال الدين: 270 ، والأمالي: 254 ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام 1:

39 . 374 _ روى عنه الشيخ الصدوق في الأمالي : 14 ، و 18 ، و 24 ، و 25 ، و 298 ، وعلل الشرائع : 54 ، و 80 ، والتوحيد : 69 ، و 79 ، ومعاني الأخبار : 58 ، و 309 ، و 329 . 375 _ روى عنه الشيخ الصدوق في كمال الدين: 317 . 376 _ كتاب الصلاة للسيّد الخوئي 1: 539 . 377 _ رجال النجاشي: 94 الرقم 233 . 378 _ فهرست الطوسي: 73 الرقم 87 . 379 _ رجال الطوسي: 409 الرقم 5949. 380 _ انظر : رجال ابن داوود: 385، خلاصة الأقوال: 203. 381 _ انظر : اختيار معرفة الرجال : 345 . 382 _ «وقوله: "سمع منه شيئًا كثيرًا" الظاهر أنّ الفعل مبني على المفعول، حيث إنّه كالتفسير لقوله: "والمسموع قوله فيه"، والصواب على هذا رفع "الشيء" و "الكثير"، وربما احتمل بعض الأعلام أن يكون مرجع الضمير فيه هو أباه الحسن بن فضّال، ولكن لا يلائمه قوله فيما بعد: "لم يروِ عن أبيه شيئاً"»: الرسائل الرجالية للكلباسي: 285. 383 _ رجال النجاشي: 257 الرقم 677. 384 _ فهرست الطوسي: 156 الرقم 391 . 385 _ رجال الطوسي: 389 الرقم 5730 و 400 الرقم 5869 . 386 _ رجال ابن داوود: 438، خلاصة الأقوال: 93 . 387 _ انظر : رجال البرقي: 54. 388 _ انظر : اختيار معرفة الرجال: 551 ، و 556 . 389 _ رجال النجاشي: 34 الرقم72 . 390 _ فهرست الطوسي: 7 الرقم 164 . 391 _ رجال الطوسي: 354 الرقم 5241 . 392 _ رجال النجاشي: 257

الرقم 677. 393 _ فإنّ النجاشي يصرّح في رجاله: 389 الرقم 1049 بأنّه ورد بغداد سنة 355 ه . 394 _ الأمالي للصدوق: 79. 395 _ الخصال: 527. 396 _ كتاب من لا يحضره الفقيه 4: 418. 397 _ علل الشرائع 1: 122. 398 _ المصدر السابق: 127. 399 _ المصدر السابق: 227. 400 _ معاني الأخبار: 372. 401 _ المصدر السابق: 374. 402 _ تهذيب الأحكام 6: 108. 403 . المصدر السابق 10: 77. 404 _ أحمد بن محمّد بن موسى بن هارون المعروف بابن الصَّلت الأهوازي، أبو الحسن المُجبّر ، من ساكني الجانب الشرقي، ولد سنة 314 ه أو 317ه : راجع تاريخ بغداد 5: 103، سير أعلام النبلاء : 187، ميزان الاعتدال 1: 132، لسان الميزان 1: 255. 405 _ رجال النجاشي: 257 الرقم 677. 406 _ معجم رجال الحديث 11: 335. --------------- ------------------------------------------------------------ --------------- ------------------------------------------------------------ 1

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.